أكد الدكتور عصام العريان، عضو مكتب الإرشاد والمتحدث الإعلامي باسم الإخوان المسلمين، أن محاولة زرع الخوف في نفوس الشعب المصري من الجماعة لن تؤدي إلى نتيجة، بعدما أصبح للشعب رؤيةٌ ومنهجٌ يسير به، وباتت لديه ثقة في أن يقيم حياةً ديمقراطيةً سليمةً ويحميها بنفسه، وليس بوصاية نخب ولا أحزاب.
شارک :
قال الدكتور عصام العريان، - خلال لقائة مع الكاتب الصحفي صلاح عيسى،صباح الاربعاء-: إن الشعب المصري صاحب حضارة قديمة، وليست ثورة ٢٥ يناير هي التي صنعت هذا الشعب، ومرَّت عليه حضارات مختلفة استطاع أن يهضمها ويكوِّن منها ثقافته المستقلة التي تحقق له الدولة المدنية التي يحميها.
وأوضح أن الخاسر الأكبر من الحرية والديمقراطية في مصر والثورات في العالم العربي؛ هو الكيان الصهيوني. فيما هاجم عيسى الإخوان بأنهم يسعون إلى دولة دينية، رغم تأكيده أن الشريعة الإسلامية شريعة مدنية، وقال إن مخاوفه تمثلت فيما ظهر في الاستفتاء من حشد الإسلاميين للشعب المصري للتصويت بـ"نعم" على التعديلات الدستورية؛ بدعوى أنها واجب شرعي، إلا أنه أكد أن الإخوان لم يشاركوا في الحشد تحت الشعار الديني، واكتفوا بالحشد من أجل التصويت على "نعم" فقط. وردَّ د. العريان على عيسى قائلاً: إن الإخوان لم يشاركوا في حشد الجماهير بالتصويت بـ"نعم" باسم الدين، مشيرًا إلى أن كل كتابات الإخوان أو دعواتهم إلى ذلك لا تحتوي على أية إشارة أو دعوة دينية في هذا المجال. وأكد د. العريان أن الدولة الدينية لم يعرفها الإسلام، ولكن عرفها الغرب، وأن انحراف المسلمين عن الإسلام، ليس بسبب عيب في الإسلام، ولكنه انحرافٌ من الحاكم، وقال إن التحدي في الفترة القادمة هو بناء مصر دولةً مدنيةً ديمقراطية برلمانية؛ الشعب فيها هو مصدر السلطات، وتكون لهم ضمانة بأن يثور ويختار حاكمه بنفسه. أوضح أن الدولة المدنية لا تميز بين مواطنيها، ولكنَّ الدين يلعب دورًا أساسيًّا ورئيسيًّا في حياة المصريين، وله علاقة بالمجتمع والفرد والمذاهب السياسية في كل المجالات. وأضاف عيسى أنه لا يمكن إقصاء جماعة الإخوان المسلمين من المعادلة السياسية، لكنه رأى ألا تقحم الدين في السياسة، على حد قوله. وردَّ د. العريان بالقول إن الإخوان قدموا مبادرةً طالبوا فيها بأن تخرج باسم القوى السياسية والوطنية أجمع، ودعوا إلى مناقشتها على كل الأصعدة، خاصةً أنهم أعلنوا أنهم لن يترشَّحوا في انتخابات مجلس الشعب المقبل، سوى على (٣٠: ٣٥%) من المقاعد، مبرِّرًا أن الإخوان حصلوا على ٢٠% في ظل التزوير وحالة الاحتقان والاستبداد في النظام البائد، فمن حقهم أن تزيد هذه النسبة في ظل الحرية.وشدَّد د. العريان على أن رؤية الإخوان تُنقل عنهم، من خلال وثائق الجماعة وليس بتصريحات من أفراد أو مسئولين أو قيادات. وردًّا على سؤال حول قبول الإخوان تغيير المادة الثانية من الدستور، قال د. العريان: "هذا قرار الشعب الذي يجب أن يُستفتى في هذا الرأي"، مشيرًا إلى أن مجلس الشعب هو المخول في إقرار التشريعات وليس فردًا أو جماعة أو حزبًا. ونفى العريان أن يكون للإخوان موقفٌ من تقدُّم الأقباط بحزب سياسي، وقال إن هذه النقطة ليست بيد الجماعة، ولكنها بيد الدولة وقوانينها.