بيان علماء المسلمين في أوروبا والمراكز الإسلامية في ألمانيا حول الحجاب في الشريعة الإسلامية
تنا
أصدر علماء الإسلام بيانا حول حول الحجاب في الشريعة الإسلامية، وذلك في الرد على تصريحاتٌ من بعضِ السياسيين الألمان والإعلاميين.
شارک :
وفيما يلي تصريحاتٌ بعضِ السياسيين الألمان والإعلاميين مع النص الكامل بيان علماء البلاد:
الحمدُ للهِ ربِّ العَالَمِين، وأفضلُ الصلاةِ وأتمُّ السلام على رسولِ الإسلامِ محمدٍ وآلهِ الأطهار، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
أما بعدُ فقد صَدرتْ في السنواتِ الأخيرةِ تصريحاتٌ من بعضِ السياسيين الألمان والإعلاميين مِرارا وتَكرارا تخصُّ موضوعَ حجاب الفتيات في جمهورية ألمانيا الاتحادية، وقد استندتْ تصريحاتُهُم على بعضِ الظنون والتخمينات، وهي:
ـ إنَّ ارتداء الحجاب لدى الفتيات اللاتي هُنَّ دون الرابع عشرة سنة، لا سيَّما في سنِّ المدرسة الابتدائية ليس جُزءً من الممارسات الدِّينيَّة في الشريعة الإسلامية.
ـ ليس من الممكن مقارنة الحجاب بالتعميد لدى النصارى أو القلنسوة/الكِيْبَا لدى اليهود.
ـ إنّ هناك عدداً من علماء الإسلام وكذا من المتخصصين بالدين الإسلامي أكّدوا بأن الحجاب لدى البنات [دون السنة الرابعة عشرة] ليس جزءً من الواجبات الإسلامية.
ونظرا إلى أنّ هذه التخمينات والظنون استندت على معلومات خاطئة هي مخالفة للدستور وللقانون الأساس لجمهورية ألمانيا الاتحادية الذي ضمن حرية الدين والعقيدة، وحرية ممارسة الطقوس والواجبات الدينية، قررنا إصدار بيان نوضح فيه حقيقة الحجاب في الشريعة الإسلامية.
نص البيان
إنّ حجابَ المرأة في الشريعة الإسلامية تكليفٌ ديني، وقد ورد حكمه في القرآن الكريم وفي أحاديث الرسول ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ. وهذا الحكم الشرعي ثابتُ عند جميع المذاهب الإسلامية بلا خلاف، أي لدى (الشيعة الإمامية) وكذا لدى المذاهب السنية (الشافعية، والمالكية، والحنفية، والحنبلية). ويجري هذا الحكم على النساء المسلمات عندما يَبلغْنَ سنَّ التكليف الشرعي.
إنّ سن بلوغ الفتاة في الشريعة الإسلامية يختلف بصورة جزئية حسب المذهب الإسلامي. ففي مذهب الشيعة الإمامية تصل الفتاة إلى البلوغ الشرعي عند إتمام السنة القمرية التاسعة، وهذا يساوي تقريبا ثمان سنوات وتسعة أشهر بحسب تقويم السنة الشمسية. وفي المذاهب السنية يتم تحديد سن البلوغ الديني من خلال علامات البلوغ الجسدية (وعلى وجه الخصوص بداية الدورة الشهرية). ولو فُرض عدم ظهور تلك العلامات إلى تمام السنة الرابعة عشرة فإن تحديد البلوغ يكون بالسن، وهي أن تبلغ الفتاة خمس عشرة سنة.
وبناءً على ما تقدم يظهر جليَّا بأن سن البلوغ الديني ـ طبقا للشريعة الإسلامية ـ وما يترتب عليه من وجوب ارتداء الحجاب يمكن أن يكون بالفعل في سن التاسعة.
إن امتثال القوانيين الرسمية في الدولة من قبل جميع الناس يُعَدُّ من الواجبات (الواجبات المدنية) المُسلَّم بها، وبالنسبة للمسلمين فأن التزامهم بمراعاة قوانين البلد اللذي يعيشون فيه هو جزءٌ من أحكام الشريعة الإسلامية، وبالتالي تقع على عاتق السلطات التشريعية مسؤولية عُليا في سَنِّ قوانين تُمكِّنُ من التعايش الاجتماعي المزدهر، وتعزِّزُهُ من أجل رفاه جميع المواطنين. لذا يُفترضُ قبل سنّ تشريعات وقوانين مُحددة إشراك خبراء مختصين في هذا الموضوع، مثل ما يقوم به المسؤولون السياسيون دائما في هذه البلاد. وعليه فمن المناسب قبل سنّ القوانين التي تَمُسُّ الجماعات الدينية وممارساتها الدينية في بلدنا (ألمانيا) استشارة علماء تلك الديانة وخبرائهم المعنييّن، وهم ذوو الأهلية العلمية من رجال الدين القادرين على تقديم خبراتهم العِلميَّة في هذا المجال. وفيما يتعلق بهذه المسألة (الحجاب) يتعين التشاور مع علماء المذاهب الإسلامية الكبرى الموجودين في البلد.
ـــــــــــــــــــــــــــ
صدر هذا البيان باسم علماء الدين ومُمثلي المراكز الإسلامية المذكورين في أدناه، بالتشاور مع ممثلي المرجعيات الشيعية العُليا في جمهورية ألمانيا الاتحادية: سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ الدكتور محمد هادي مُفتِّح، والأستاذ الفاضل السيد محمد عامر.
أسماء ممثليات العلماء والمراكز والمؤسسات الإسلامية التي أصدرتْ هذا البيان:
ـ المركز الإسلامي في هامبورك.
ـ مؤسسة التراث في برلين.
ـ الاتحادية الأوروبية لعلماء ورجال الدين الشيعة في أوربا.
ـ المجلس الشيعي للمؤسسات والمراكز الشيعية في ألمانيا IGS
ـ مجلس شورى أهل البيت للعلماء الأتراك في أوربا.
ـ مجلس الجمعيات الإسلامية العراقية