تاريخ النشر2011 9 April ساعة 16:06
رقم : 45240

القرضاوي يحلل ثورات ويحرم أخرى

يبدو أن المحور الأساسي لحديث القرضاوي هو الدفاع عن المحتجين في سوريا غاية ما في الأمر أنه لاف ودار من أجل الوصول الى بيت القصيد هذا
القرضاوي يحلل ثورات ويحرم أخرى

وكالة انباء التقريب(تنا): 

من المآسي التي تواجهها الأمة الاسلامية والتي ساهمت بشكل كبير في تقهقر حركتها أن علماءها يصدرون الفتاوي وفق مقاييس الحكومات، ومع أن الشيخ د. يوسف القرضاوي هاجم في خطبة الجمعة في دولة قطر المشايخ الذين أفتوا بحرمة الثورات والتظاهرات العربية، ووصفهم ليس فقط بالجهل وعدم فهم القرآن والسنة، وإنما بالنفاق والحرص على إرضاء الحاكم، وقال إن هؤلاء المشايخ ينطبق عليهم قول الله تعالى" اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا"، وقال إن هؤلاء المشايخ أفسدوا الدين، وكادت فتاواهم الآثمة تفشل الثورات العظيمة للشعوب العربية التي حررتهم من العبودية والظلم والبطش. 

غير أن القرضاوي لم يكن لديه في الآونة الأخيرة موقفا مشرفا من الثورة البحرينية بل تهجم عليها واتهم ثوار البحرين بشتى الاتهامات وربما يعود السبب في ذلك الى أن ارادة البعض اقتضت التعتيم على ثورة البحرينيين والسماح باستخدام كافة الوسائل لقمع المتظاهرين وشاهد العالم كله مالذي صنعته القوات السعودية بالمتظاهرين ورغم ذلك فان القرضاوي لم يدافع عن هذه الثورة.

وقد استنكر القرضاوي خلال الخطية فتاوى هؤلاء المشايخ باعتبار الثورات خروجا على ولي الأمر، وتساءل باستنكار: أي ولي أمر؟ وهو الذي أشاع الظلم والاستبداد والقهر، وقال: إذا كانت المفسدة صغيرة، والمصلحة كبيرة فيجوز تقديم المصلحة على المفسدة، واستغرب القرضاوي ما يقوله مشايخ سوريا وما يستشهدون به خطأ من آيات القرآن، ومنه قوله تعالى" ولا تقف ماليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا" وأكد أن هذا جهل وتحريف للكلم عن مواضعه، وأكد القرضاوي أن هذه الثورات نعمة كبرى من الله وآية من آيات الله.

ويبدو أن المحور الأساسي لحديث القرضاوي هو الدفاع عن المحتجين في سوريا غاية ما في الأمر أنه لاف ودار من أجل الوصول الى بيت القصيد هذا، غير أن هذا المنطق لا يستقيم مع الدين وينبغي لعالم الدين أن لا يكيل الأمور بمكيالين، فاذا كان المعيار هو مطالب الشعب وأداء حقوقه المشروعة فلا ينبغي التمييز بين شعب وآخر، واذا كان المعيار هو رفض الظلم والاضطهاد واستنكار الجرائم التي يمارسها الحكام فلا ينبغي التمييز بين ظالم وآخر.
https://taghribnews.com/vdcgzx9t.ak9nt4r,ra.html
المصدر : محيط
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز