اصدرت "الأمانة العامة لجماعة علماء ومثقفي العراق" بیانا حول موضوع الانسحاب الأمريكي المزعوم من العراق تلقی مراسل وکالة انباء التقریب فی سوریا نسخة منه.
شارک :
واضاف البیان، يكثر الجدل في هذه الأيام حول الانسحاب الأمريكي من العراق نهاية هذا العام، وتحتدم النقاشات وتتصارع الآراء، وتجيء وفود علنية وأخرى خفية حول الموضوع وخلاصته: هناك من يريد إبقاء عديد من القوات الأمريكية في العراق لتدريب الجيش العراقي وشرطته. وضمن أهداف هذا الإبقاء الاحتياط من تخوف حدوث فراغ أمني لا تقدر القوات المسلحة العراقية على ملئه، أو تخوف من تربص قوى مجاورة للعراق واستغلال الفراغ للوثوب مكان الأمريكان بحجة حماية مكتسبات العراقيين من ديمقراطية وحرية. وحكام العراق الجدد الذين بنوا قواتهم العسكرية على أساس (مليشاوي) وحزبي وطائفي، يثقون أن هذه القوات قادرة على حماية المكتسبات التي حصلوا عليها بواسطة الكابوي الأمريكي الذي أخرجهم من جحور الظلام والتشتت إلى زمام السلطة البديلة لنظام شمولي. المهم في الأمر أن تتولى الميليشيات الطائفية المتسربلة بالغطاء الأمني الرسمي حماية مكتسبات التغيير الديمقراطي المزعوم في العراق إلا أن الحقائق تشير وبتأكيد إلى أن أمريكا لم تغزُ العراق لتسلمه على طبق من فضة لشذاذ معارضين لا عير لهم ولا نفير في مقدرات شعب له حضارته وإرثه التاريخي التليد الذين أثبتوا جهلهم في إدارة شؤون البلاد منذ عام الاحتلال الأول الذي وضع أسسه ونظمه اليهودي بريمر. أمريكا لن تنسحب من العراق، فإذا خرجت من الباب عادت من الشباك كما يقال، وقواعدها في العراق لن تسلم لحكومة عراقية مشتتة متصارعة حول الغنائم والمكتسبات الشخصية والحزبية. ولن تحقق الميليشيات المموهة بالزي الرسمي ولا ميليشيات الأحزاب والطوائف الحلم الأمريكي بالنهب المنظم لثروات العراق، لأن قوى الظلام هذه إنما تعمل وفق مصالحها ومصالح طوائفها.