تقوية الروابط التاريخية والثقافية بين سورية والعراق
وکالة انباء التقریب (تنا) – دمشق 13/4/2011
ضمن مثلث المجد الذي ضم العراق والحجاز وبلاد الشام انطلقت رحلة أجدادنا عبر الزمان، وسار ركبهم عبر التراث الشامي إلى العراق، وقدموا الكثير من الشهداء في رحلة الحفاظ على أصالتهم، وأنوفهم حمية وقلوبهم لا تهاب وهم يقاومون الأغراب.
شارک :
وافاد مراسل وکالة انباء التقریب فی سوریا انه أقامت سفارة جمهورية العراق ملتقى التواصل بين العراق وسورية عبر العصور على مسير تطوير العلاقات الثقافية الوطيدة بين البلدين الشقيقين التي عبّر عنها كبار الشعراء والأدباء. وأشار الدكتور "علاء حسین الجوادي" سفير جمهورية العراق في كلمة له خلال افتتاحه إلى أن الملتقى يطمح إلى تقوية الروابط التاريخية منذ آلاف السنين بين بلاد الرافدين وبلاد الشام أي بين العراق وسورية كما يلقي الملتقى الضوء على العلاقة السورية العراقية كأمة واحدة يجمعها التاريخ والتراث الثقافي المشترك ويعمل على الإجابة عن أسئلة العصر الراهن والمستقبل في مواجهة متغيرات الداخل العربي الإقليمي والمتغيرات الكونية في آن معاً. وبيّن الجوادي أن الملتقى يؤكد التكامل بين العراق وسورية بين قوى الالتقاء وقوى الافتراق وقد كان للنظام الصدامي البائد الدور الكبير في عزل العراق عن سورية ودور الرئيس حافظ الأسد في رعاية العراقيين وكذلك إيمان الحكومة العراقية والشعب العراقي بأساسية وأهمية العلاقة الاستراتيجية مع سورية والاتفاق الاستراتيجي بين العراق وسورية لخدمة البلدين الشقيقين لخدمة السلم والتعاون الدولي ولازدهار المنطقة. ولفت الجوادي إلى أن الحب انعكس بين شعبي البلدين عبر صفحات الأدب والفكر والتداخل العميق بين الشعبين وكذلك التعريف بكتاب الهيام بين العراق والشام والتعريف بالمؤلف ودوره. وأكد سفير جمهورية العراق من خلال الملتقى الثقافي حب الشعب العراقي لسورية وإيمانه بدور سورية كما عبّر الجوادي عن شكر الشعب العراقي وامتنانه للشعب السوري الكريم وللرئيس بشار الأسد في رعايته الأخوية والأبوية للشعب العراقي المقيم على أرض الشقيقة سورية. ويؤكد الجوادي مرة أخرى ما أكده رئيس جمهورية العراق "جلال طالباني" ورئيس وزراء العراق "نوري المالكي" من وقوفنا مع سورية ولاسيما أن من يتآمر على سورية هو نفسه من يتآمر على العراق وبنفس الآليات والأساليب والشعارات. وأضاف "محمد سعيد الضريحي" رئيس أكاديمية الكوفة بهولندا: في هذا اليوم الجميل الذي يلتقي فيه العراقيون والسوريون على مستوى رسمي وعلى مستوى أخوي بين أبناء الوطن الواحد والشعب الواحد في حفل يجمعهم وينشدون لسورية والعراق ولا يفرق بينهما شيء فتعتبر سورية قلب العروبة النابض ومكتبة الإسلام ومجد العرب ونتمنى أن تتطور العلاقات العربية السورية العراقية ومرحى لسورية دائماً وأهلاً بكل فعالياتها الثقافية التي تنشط خير الشعبين والبلدين الشقيقين والملتقى يدل على تطوير الروابط بين العراق وسورية. فعلينا أن ننظر للسيناريو الذي جرى بالعراق والذي يحاول أعداء الأمة العربية أن يطبقوه في سورية وعلينا أن نكون وداعين ونحن لدينا ثقة بالقيادة السورية وقدرتها على مواجهة هذه المؤامرة وعلى الشعب واجب أخلاقي كبير أن ينتبه إلى ما تبثه بعض القنوات العربية للأسف من سموم تثير الضغائن والطائفية والفتن لتكون سورية مشروعاً تقسيمياً، والحمد لله الشعب السوري واعٍ لهذه المؤامرة الفاشلة وأسأل الله أن يصون سورية وجميع الدول العربية والإسلامية من الشرور التي يقدمها الأعداء. وقد تم توزيع كتاب بعنوان "الهيام بين العراق والشام... دمشق في الشعر العراقي" تقديم الدكتور علاء الجوادي والدكتور مازن يوسف صباغ والكتاب يتحدث عن دور دمشق اليوم كما هو دور بغداد في الماضي تحتضن كل منها الآخر في أوقات الشدة والمحن وما يزيد في هذا التلاحم المصيري بين الشعبين الشقيقين وحدة الجنس والعنصر فكليهما عربي النسب يرجع أهلوهما إلى عدنان وإلى قحطان وأن عروبتهما بدأت منذ زمن بعيد قبل الإسلام وأخذت تتسع وتتعمق على مر الأحقاب وتتابع الأجيال فلما استهل الإسلام زاد العروبة عمقاً واتساعاً فصار كل من الإقليمين عربياً عريقاً في عروبته فإضافة إلى وحدة الدم والدين هناك وحدة الجغرافيا والتضاريس والأجواء والعادات الاجتماعية والإنسانية لكنهما قد يختلفان في الرؤى السياسية فالبشر مجبول على الاختلاف في ذلك وخاصة بين الجيران حيث يزداد التنافس وتتباين الآراء غير أن ذلك لم يخرج عن الحد المعقول بل استثمره الأجداد فكانت بغداد كما هي الشام عاصمتي ملاحة وجمال ومنارتي هدى وإيمان أدتا رسالتهما على أكمل وجاء التاريخ شاهداً على ذلك.