رسالة تجمع العلماء المسلمين بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج والمبعث النبوي الشريف :
"فلا يمكن أن نكون على الصراط المستقيم إن لم يكن في سلم أولوياتنا تحرير المسجد الأقصى"
تنا
وجّه تجمع العلماء المسلمين رسالة إلى اللبنانيين عامة والمسلمين خاصة بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج والمبعث النبوي الشريف.
شارک :
بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج والمبعث النبوي الشريف وجّه تجمع العلماء المسلمين رسالة إلى اللبنانيين عامة والمسلمين خاصة تلاها رئيس الهيئة الإدارية سماحة الشيخ الدكتور حسان عبد الله هذا نصها:
في البداية لا بد من التهنئة بذكرى الإسراء والمعراج والمبعث النبوي الشريف طبعاً بغض النظر عن الاختلاف بالتاريخ وانه هل حصل هذا الأمر بهذا التاريخ أو لم يحصل؟ المهم أن نستفيد من المناسبة بالتعرض إليها في مضمونها.
لعل موضوع الإسراء والمعراج هو واحدة من الإعجازات الإلهية في أن يؤشر الله عز وجل إلى أهمية القدس الشريف وكونها صلة الوصل ما بين السماء والأرض.
الله عز وجل كان يستطيع أن يُسري بعبده أو أن يُعرَّج بعبده من مكة المكرمة أو من المدينة المنورة إلى السماء، ولكنه اختار له أن يُسري به إلى المسجد الأقصى ثم من المسجد الأقصى يُعرّج به إلى السماء العليا، وكأنه عز وجل أراد أن يقول لنا بوابتكم إلى السماء هي المسجد الأقصى، كما كانت بوابة محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى السماء المسجد الأقصى، وأي بوابة أخرى لن توصلكم إلى الله عز وجل ورضوان الله سبحانه وتعالى، حتى أنه أيضاً في البداية كان يمكن أن يطلب من نبيه أن يتوجه في صلاته إلى الكعبة، ولكنه اختار أن يصلي نبينا إلى المسجد الأقصى ردحاً من الزمن من أجل أن تأخذ شرفاً إضافياً وهو شرف أنها أولى القبلتين، وأيضاً قول رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم:"لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ،المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى"، والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن اليوم أين نحن من المسجد الأقصى؟ ومن السعي نحو المسجد الأقصى؟ فلا يمكن أن نكون على الصراط المستقيم إن لم يكن في سلم أولوياتنا تحرير المسجد الأقصى، ونحن نصَّر أيضاً على أن المعارك التي تحصل في كل العالم العربي الهدف الأساسي منها حرفنا عن توجهنا لقتال العدو الصهيوني، ولكن في بعض الأحيان، لا تستطيع أن تقول لمن هو متوجه قدماً نحو العدو الصهيوني يريد أن يقاتله وإذ بآخر من خلفه يطلق النار عليه أن لا يلتفت إلى الخلف ليمنع إطلاق النار ثم بعد ذلك يتابع المسير.
يا أيها المسلمون ناشدتكم بالله الإسلام في خطر، وعندما أقول الإسلام في خطر يعني الدعوة الإسلامية في خطر، والقاعدة واضحة:"إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ"، الله عز وجل لا ينتظرنا نحن. نحن ننتظر أن يعطينا الله عز وجل شرف أن نكون المدافعين عن هذا الدين.
فما أحوجنا اليوم ونحن نمر بهذه الظروف الصعبة لا في لبنان وحسب بل في العالم الإسلامي ككل أن نستذكر التأييد الإلهي لأنبيائه في أوقات الشدة وكيف أن الله عزّ وجل يدافع عن الذين آمنوا، كما دعم نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم في بداية المبعث النبوي الشريف ثم آراه آياته في الأفاق عندما أسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ليكون تسلية له عن مصابين كبيرين تعرض لهما وهما وفاة زوجته أم المؤمنين خديجة عليها السلام وعمه أبو طالب (رضي الله عنه).
في ذكرى الإسراء والمعراج والمبعث النبوي الشريف نعلن في تجمع العلماء المسلمين عن الأمور التالية:
أولاً:إن اختلاف المسلمين في تاريخ الحادثتين لا يؤثر في ضرورة إحيائهما بل يجب أن تكونا مدعاة للتأكيد على وحدة الأمة الإسلامية واعتبار الاختلاف في الرأي مدعاة للحوار والنقاش وإغناء للفكر والثقافة الإسلامية.
ثانياً:نؤكد على الالتزام بواجبنا تجاه القضية الفلسطينية والتي نعتبر أن العمل على تحرير فلسطين كل فلسطين من البحر إلى النهر هو واجب الأمة ولا يجوز مطلقاً أن نتنازل عن شبر واحد من أرض فلسطين.
ثالثاً:يعتبر تجمع العلماء المسلمين أن العمل على المساس بالثوابت الإسلامية القرآنية من أجل تمرير التطبيع مع العدو الصهيوني هو خيانة لله ورسوله ويجب على علماء الأمة ومثقفيها الوقوف بوجه هذا التحريف وفضحه بكل قوة.
رابعاً:إن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد أرسله الله عزّ وجل رحمة للعالمين وأن التيارات التكفيرية التي تدعي زوراً وبهتاناً أنها تنتسب إلى الإسلام لا علاقة لها بالإسلام مطلقاً بل هي خروج عن الدين والعقيدة يستغلها أعداء الإسلام لتشويه صورته خوفاً من انتشاره الكبير في العالم.
خامساً:نرفض رفضاً مطلقاً إعطاء شرعية لأي حرب تتخذ من العناوين الدينية مبرراً لها، فلا الحرب التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية على العراق والمنطقة هي حرب مسيحية على الإسلام ولا ما يفعله التكفيريون هو حرب من الإسلام على أديان أو مذاهب أخرى، بل هي حروب سياسية تتخذ من الدين ذريعة للوصول إلى أهدافهم الدنيئة.
أخيراً ندعو الله عزّ وجل أن نوفق العام القادم لأن يكون إحياء المبعث النبوي الشريف والإسراء والمعراج في القدس الشريف بعد تحرير فلسطين كل فلسطين من دنس الاحتلال الصهيوني.