نزل آلاف المتظاهرين إلى الشوارع في العاصمة واشنطن وأنحاء الولايات المتحدة، يوم السبت، لمطالبة أعضاء الكونغرس بإصدار تشريع يهدف إلى الحد من العنف المسلح، بعد المذبحة التي وقعت الشهر الماضي في مدرسة ابتدائية بولاية تكساس.
شارک :
وقالت منظمة (مسيرة من أجل حياتنا)، التي أسسها الطلاب الناجون من مذبحة عام 2018 في مدرسة ثانوية في باركلاند بولاية فلوريدا، إنها خططت لتنظيم أكثر من 450 تجمعاً اليوم السبت، ويشمل ذلك تجمعات في نيويورك ولوس انجليس وشيكاغو.
وقال المنظمون إن 40 ألف شخص تجمعوا في ناشونال مول، بالقرب من نصب واشنطن التذكاري، تحت أمطار خفيفة.
وجلبت مسيرة المنظمة في 2018 في واشنطن، بعد أسابيع من مقتل 17 شخصا في مدرسة مريوري ستونمان دوغلاس الثانوية في باركلاند، مئات الآلاف من الأشخاص إلى عاصمة البلاد للضغط على الكونغرس لاتخاذ إجراء تشريعي، لكن المعارضة الجمهورية منعت إقرار أي قيود جديدة على الأسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، وهو ديمقراطي حث الكونغرس في وقت سابق من هذا الشهر على حظر الأسلحة الهجومية وتوسيع نطاق عمليات التحقق من سجلات الأشخاص وتنفيذ إجراءات أخرى للسيطرة على الأسلحة، إنه يؤيد احتجاجات يوم السبت.
وسافرت كورتني هاغارتي (41 عاما)، التي تعمل في مكتبة من لورنسفيل في نيوجيرزي، إلى واشنطن للمشاركة في المظاهرة مع ابنتها كيت (10 أعوام) وابنها غريم (سبعة أعوام) لتطالب الكونغرس بالتحرك.
وقالت هاغارتي إن إطلاق النار في عام 2012 في مدرسة ساندي هوك الابتدائية في نيوتاون في ولاية كونيتيكت، التي قتل مسلح فيها 25 شخصا معظمهم في السادسة والسابعة من العمر، حدث بعد يوم من أول عيد ميلاد لابنتها.
وأضافت "لا أصدق أنها ستبلغ من العمر 11 عاما بينما ما زلنا نفعل ما نفعله الآن".
وقالت كيت، وهي في الصف الرابع الابتدائي، إنها كانت تريد الحضور. وتابعت "لا أريد أن يضطر أبنائي لمواجهة هذا الأمر".
ضغوط على السياسيين
يقول المنظمون إن مظاهرة واشنطن هذا العام تحمل رسالة بسيطة للقادة السياسيين مفادها “تقاعسكم يقتل الأمريكيين”.
وفي خطاب مؤثر ظهر فيه الناجون من باركلاند مع ناجين من حوادث قتل عشوائي أخرى، انتقد إكس جونزاليس، أحد الناجين من مذبحة باركلاند، والمؤسس المشارك في منظمة "مسيرة من أجل حياتنا"، تقاعس الكونجرس عن فعل أي شيء لمنع العنف المسلح.
وكان مسلح في يوفالدي بولاية تكساس قد قتل 19 طفلا واثنين من المعلمين في 24 مايو أيار، وذلك بعد عشرة أيام من قيام مسلح آخر بقتل عشرة أشخاص سود في متجر بقالة في بوفالو في نيويورك في هجوم عنصري.
وسلطت حوادث القتل العشوائي الأخيرة الضوء من جديد على الجدل الدائر في البلاد حول العنف المسلح، على الرغم من أن احتمالات صدور تشريع بشأن هذه المسألة لا تزال غير مؤكدة.
وفي الأسابيع الأخيرة، تعهدت مجموعة من مفاوضي مجلس الشيوخ من الحزبين الديمقراطي والجمهوري بالتوصل إلى اتفاق. وترتكز جهودهم على تغييرات متواضعة نسبيا، مثل تحفيز الولايات على إقرار قوانين للرقابة على الأسلحة تتيح للسلطات منع الأفراد الذين يعتبرون خطراً على الآخرين من حيازة أسلحة.