شتاء قارس بانتظار الأوروبيين مع شح الغاز وارتفاع أسعار الكهرباء
تنا
يتهيأ الأوروبيون لفصل شتاء صعب ستكون خلاله واردات الغاز الروسي دون مستوياتها المعتادة، في واحدة من تبعات حرب أوكرانيا الأشد تأثيرا على حياتهم اليومية.
شارک :
وتوقفت روسيا في الأشهر الماضية عن ضخ الغاز إلى بلغاريا والدنمارك وفنلندا وهولندا وبولندا، وخفضت الكميات لدول أخرى بشكل كبير.
وستعلّق موسكو صادراتها من الغاز إلى ألمانيا عبر خط أنابيب "نورد ستريم 1" لبضعة أيام أواخر الشهر الحالي، في ثاني توقف من نوعه خلال الصيف، بسبب أعمال الصيانة، فيما اتهمتها برلين باستخدام الطاقة كسلاح، ضمن التوتر مع الغرب بسبب أوكرانيا.
ويرى القادة الغربيون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستخدم موارد الطاقة كأداة لمواجهتهم، ردا على فرض عقوبات على موسكو بسبب عملیاتها فی اوکرانیا .
وتراجعت كميات الغاز التي تم ضخها عبر خط "نورد ستريم 1" في تموز/يوليو الماضي بنسبة 70% عن الفترة ذاتها لعام 2021، وفق ما أفادت به وكالة فرانس برس.
وأدى خفض موارد الطاقة إلى ارتفاع حاد في أسعار الغاز، ما تسبب في زيادة أسعار الكهرباء نظرا لاعتماد العديد من محطات الإنتاج على الغاز لتوليد الطاقة.
وقال عملاق الغاز الروسي المملوك للدولة غازبروم، الثلاثاء الماضي، إن أسعار الغاز في أوروبا قد تقفز 60% أي إلى أكثر من 4 آلاف دولار لكل ألف متر مكعب هذا العام، بينما يستمر تراجع إنتاج الشركة في ظل العقوبات الغربية.
وهبطت صادرات غازبروم من الغاز بنسبة 36.2% إلى 78.5 مليار متر مكعب بين أول يناير/ كانون الثاني و15 آب/ أغسطس وتراجع الإنتاج 13.2% إلى 274.8 مليار متر مكعب مقارنة بمستوياته قبل عام.
وخفضت غازبروم تدفقات الغاز إلى 20% من الطاقة الاستيعابية لخط الأنابيب، مشيرة إلى مشكلات فنية وحاجة لإصلاح توربينات خط الأنابيب.
وكان خط أنابيب "نورد ستريم1" موردا للغاز بين روسيا وأوروبا لأكثر من عقد من الزمن، إلى أن بدأت موسكو غزوها لأوكرانيا، ما تسبب بتوتر بين الطرفين.
وهو عبارة عن خطي أنابيب متوازيين يمتدان لمسافة 1224 كيلومترا تحت بحر البلطيق، من فيبورغ في روسيا إلى لوبمين في شمال شرق ألمانيا. ومن هناك، تتولى شبكات أنابيب أخرى نقل الغاز الطبيعي إلى مختلف أنحاء القارة الأوروبية.
والخط دخل الخدمة عام 2011، بسعة ضخ تبلغ 55 مليار متر مكعب سنويا، ما يجعله أحد أهم مصادر توريد الغاز للقارة.