أكد الرئيس السابق أميل لحود أنه "على المسؤولين أيضاً أن يحرصوا على كامل ثروات لبنان الطبيعية من نفط وغاز ومياه، دون أي تساهل أوهوادة، ومهما كانت التضحيات، لاسيما أن الطامع بها هو عدو لبنان". ولفت الرئيس لحود الى أن "سرية القرار الاتهامي ، وفق ما قرره القاضي الذي صادق عليه في المحكمة الخاصة، لم تحل دون استكمال حلقات التسريب الذي شاب التحقيق الدولي، وقضى على مبدأ سريته"، معتبراً أن "تسريب أسماء المتهمين أمر مستهجن، ذلك أنه يقع موقع التوظيف السياسي بهدف إذكاء نار الفتنة في لبنان، إلا أن الشعب لم يقع فيها بصورة عفوية، ما يدل على أنه أصبح محصناً ضد ردات الفعل الغريزية التي قصد أصحاب التسريب منه توفير مناخاتها".
وأضاف "يبقى أن يتحصن الوطن والشعب ضد الفعل، أي ما قد تقدم عليه الجهات المتضررة من استقرارنا ووحدتنا بهدف زعزعتهما، ولعل الجهة الأولى الساعية الى الفتنة هي العدو الاسرائيلي بالذات، الذي يبدو على اطلاع أكثر من لبنان المعني الأول بمفاعيل تلك المحاكمة بمفاصلها كافة، بدليل ما طالعنا به معلق الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس" حول أن لبنان لن يتمكن من اعتقال المتهمين الأربعة أو المتهمين الثمانية الاضافيين، ما يدل بشكل غير ملتبس إما على المعرفة أوعلى الفتنة، والخطر في كليهما" .
وفي ما يتعلق بأحداث سوريا، شدد الرئيس لحود على أن "سوريا ستخرج أقوى من المحنة المفتعلة بتحريض وتحريك وتمويل من خارجٍ متآمر على خط الممانعة والمقاومة باستغلال رخيص ومكشوف لمطالب شعبية عمل الرئيس بشار الأسد منذ توليه الرئاسة على الاستجابة لها، وسعى اليها، وكاد أن ينهي المحق منها، والأكثر ملاءمة لسوريا وشعب سوريا وموقعهما في الصراع العربي الاسرائيلي وسراب السلام الموعود، لولا أن الأولويات الوطنية والقومية فرضت على الرئيس الشاب والمقدام جدولاً زمنياً مختلفاً".
وفي السياق نفسه، أضاف الرئيس لحود "يكفي أن ننظر ناحية الإصلاح الذي باشره الرئيس الأسد على أعلى المستويات، والحوار الوطني الذي أطلقه، كي نتلمس جدية المقاربة وتفاعل القيادة إيجاباً مع المحق من المطالب، كما يكفي أن ننظر الى تحرك بعض السفراء المعتمدين في سوريا من دول القرار تشجيعاً للشغب بذرائع شتى وبشكل منسق في بعض مواقع الاعتداء المسلح على القوى الأمنية النظامية، ومبادرة البيت الأبيض وقبله وزير خارجية فرنسا الى التطاول على شرعية الرئيس الاسد"، معتبراً أن الأخير "يستمد تلك الشرعية من شعبه الملتف حوله، وليس من صك انتداب طواه الزمن ولن يعود، كي نتبين أيضاً حجم ما يحاك ضد سوريا قيادة وشعباً واستقراراً".