خلوة مجدل شمس وبيان الهيئة الدينية الزمنية في الجولان
تنا
أصدرت الهيئة الدينية والزمنية في الجولان وتحديدا في القرى الاربع "مجدل شمس، بقعاثا، مسعدة وعين قنيا" بيانا للراي العام السوري خصوصا بعد ان تداعت القرى الاربعة المذكورة لاجتماع في مقام الصحابي الجليل ابي ذر الغفاري (عليه السلام) وناقشت الحال الذي وصل اليه الجولانيون، حيث توصل المجتمعون الى نتائج تم ادراجها فب البيان التالي:
شارک :
خلوة مجدل شمس..
بيان للرأي العام
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأهل
لا يخفى على أحد، التدهور الملموس الذي طرأ على مواقف شريحة من شبابنا وأجيالنا الصاعدة اتجاه قضايانا المصيرية، وخصوصاً في السنوات الأخيرة، وذلك نتيجة لظروف موضوعية تتعلق بالأحداث الدامية داخل وطننا الغالي سوريا، وما آلت اليه الأوضاع هناك، ونتيجة للظروف الذاتية التي يعيشها شبابنا والتحديات الجسام التي يواجهونها في تحصيل معيشتهم اليومية، ومحاولتهم الحثيثة تحسين ظروف حياتهم من خلال التحصيل العلمي والعمل والتحرك بحرية.
وبالمقابل، عملت سلطة الاحتلال بشكل حثيث ومبرمج لاستغلال الأوضاع في الداخل السوري، لتقنع الشباب أن هذا الوطن قد "انتهى ومصيره الى التقسيم"، وعليكم الانخراط في الواقع الإسرائيلي بكل تفاصيله.
في أجواء هذه التطورات، ونتيجة لهذا التدهور والتراجع في المواقف، تداعت بعض الفعاليات الدينية والزمنية من قرانا السورية الأربعة، مجدل شمس، بقعاثا، مسعدة وعين قنيا لاجتماع في مقام ابي ذر الغفاري (عليه السلام) وناقشت الحال الذي وصلنا اليه وتوصلوا الى النتائج التالية:
1- ندرك مدى الصعوبات التي يواجهها شبابنا في عملية القبول للجامعات والتحصيل العلمي، خصوصاً بعد أن أُغلق باب جامعة دمشق أمامهم، وندرك أيضاً الحاجة الملحة في إيجاد مكان عمل ملائم، وكذلك بالنسبة للتحرك والسفر والصعوبات التي يمليها وضعنا القانوني، من خلال حاجتنا الى تأشيرات دخول لغالبية دول العالم، ومن ضمنها، وللأسف الشديد، دول عربية ترفض السماح لنا الدخول لدولهم على أساس وثيقة السفر التي نحملها، وكأنهم يقولون لنا: عليكم أخذ الجنسية الإسرائيلية والقبول بالاحتلال كحالة شرعية كشرط لنقبل بكم في دولنا. ولكن لا يمكننا أبداً وبأي شكل من الأشكال أن نتفهم أن تشكل هذه الصعوبات والمشاكل مسوغاً وعذراً لطلب الجنسية الإسرائيلية.
2- على شبابنا أن يتفهموا أن طلب الجنسية الإسرائيلية له معانٍ وابعادٍ سياسية وقانونية، فسياسياً يعد تنازلاً عن الانتماء السوري، وتنكراً لمسيرة مجتمعنا الوطنية، المضيئة والمشرفة، والتضحيات التي قدمها أبناء مجتمعنا على مدار سنوات الاحتلال، أما قانونياً فإن زيادة عدد طالبي الجنسية الإسرائيلية، ستؤدي مع الزمن الى محي الفوارق القانونية بيننا وبين إخواننا من دروز الجليل والكرمل، وهذا سيؤدي حتماً الى تفعيل قانون التجنيد الإلزامي المفروض عليهم، وفرضه أيضا علينا.
إن نسبة حملة الجنسية الإسرائيلية في قرانا الأربع بلغت حتى اليوم حوالي 17% بضمنهم كل الذين سكنوا في قرانا بعد الاحتلال من الجليل والكرمل، وكذلك الذين وصلت إليهم الجنسية عن طريق الوراثة، ورغم اعتزازنا الكبير بغالبية شبابنا الذين امتنعوا عن التجنس رغم كل الإغراءات على مدار 55 سنة احتلال، الا اننا نود أن نحذر من نتائج ارتفاع هذه النسبة، لأننا قد نجد أنفسنا، ساعة لا ينفع الندم، في مواجهة مع "فرض التجنيد الإلزامي" علينا.
3- ان الحكيم يتعلم من تجارب من سبقوه، فانظروا الى أحوال أهلنا من دروز الجليل والكرمل وما حل بهم نتيجة التجنيد: أكثر من 400 ضحية سقطوا دفاعاً عن دولة "إسرائيل" في حين أن اليهود الحريديم والذين يبلغ عددهم أكثر من مليون نسمة لا يخدمون في الجيش، فهل على الدروز برأيكم أن يحموهم ويدافعوا عنهم؟ وبالمقابل ماذا قدمت هذه الدولة للدروز؟ فقد صادرت أراضيهم ومياههم، وسنت قانون القومية الذي جعلهم مواطنين من الدرجة الثانية، وسنت قانون كمينتس لتهدم بيوتهم وتمنعهم من البناء. هذا عدا عن نسبة التعليم المتدنية بين الدروز نتيجة للتجنيد. فهل تريدون أن نصل الى هذا الوضع؟ ومن يدّعي منكم إن "إسرائيل" لا تنوي تجنيدنا، فعليه العودة للتاريخ ليعرف أن التجنيد عند الدروز في الجليل الكرمل بدأ اختيارياً ثم تحول الى الزامياً مع بداية 1956.
4- نحن نريدكم، أيها الشباب" أن تلتحقوا بالجامعات لتعودوا الينا أطباء ومهندسين ومحاميين وأخصائيين في علم النفس والاجتماع وغيرها من الاختصاصات، لتساهموا في بناء وتطوير هذا المجتمع، ولا نريدكم أن تعودوا الينا، لا سمح الله، بالتوابيت خدمة لهذا المحتل الذي ينبذكم ويعتبركم مواطنين من الدرجة الثانية.
5- بناء على ما تقدم، نحن نعتبر أن الجنسية الإسرائيلية هي المدخل الخطير الذي سيودي بشبابنا الى المهلكة، وبالمحصلة بالمنطقة كلها الى الهاوية، فعلينا جميعاً كأهل، أن نتنبه لهذا الخطر، ونفتح حواراً مع أبنائنا، لننصحهم بعدم الإقدام على طلب الجنسية، ونضع أمامهم المخاطر التي ستنتج عن ذلك، خصوصاً أن المكاسب التي سيجنيها حامل الجنسية لا تساوي شيئاً على الإطلاق مقابل المصائب التي ستحل عليه وعلى هذا المجتمع، وسنندم عندما لا ينفع الندم.
6- والأخطر من ذلك، أولئك الشباب الذين غُرر بهم، وساقهم الجهل الى الالتحاق بالجيش او الشرطة او الخدمة المدنية وهي الرديف للخدمة العسكرية، صحيح أنهم ما زالوا قلة قليلة، ولكن يجب أن يعلموا أنهم بمثابة ;الطعم والمصيدة والمقدمة والتوطئة والمدخل للكارثة الكبرى التي ستحل عليهم وعلينا في المستقبل، من خلال فرض التجنيد الإلزامي على أبنائنا. فنسألهم: هل تقبلون، وتسمح ضمائركم أن تكونوا سبب بلاء هذا المجتمع؟
7- إن حق الدفاع عن النفس هو ابسط حقوق المجتمعات المشروعة، والمؤسسة على الأعراف الإنسانية والمواثيق الدولية، ضد أي خطر يحدق بها، خصوصاً إذا كانت كارثية كالتي نمر بها، وان لم نفعل ذلك نكون جميعاً مشاركين في الكارثة، من خلال سكوتنا عن هذه الظواهر، والساكت عن الحق شيطان أخرس.
8- لذلك نهيب بأبنائنا، فلذات اكبادنا، ونطلب منهم، الكف عن طلب الجنسية الإسرائيلية تحت أي ذريعة كانت، وعدم الالتحاق بأجهزة الأمن الإسرائيلية بكل أذرعتها، وذلك لأننا نحبهم وننشد مصلحتهم، ونقول لهم: أنتم من ستعانون في المستقبل، فنحن الجيل السابق راحلون عن هذه الدنيا، والمستقبل لكم، وننصحكم قبل فوات الأوان حتى لا تلومون في يوم من الأيام، أهلكم ومن سبقوكم، على أنهم لم ينبهوكم لهذه المخاطر. فتوقفوا عن الانزلاق الى الهاوية، والأمر ما زال بأيدينا، ولنا ثقة كاملة بأصالتكم وقدرتكم على تحكيم العقل والمنطق.
9- أما بالنسبة لبعض شبابنا الذين غُرر بهم والتحقوا بالخدمة، سواء في الجيش أو الشرطة أو الخدمة المدنية، نطلب من المقربين منهم أن يحاوروهم ويحثوهم على العودة الى مجتمعهم، فالمجتمع يفتح ذراعيه لهم في حال التراجع عن هذه الخطوة الخطيرة، أما إذا أصروا على المضي قدماً في نهجهم فسيكونون قد حكموا على أنفسهم بالمقاطعة الدينية والاجتماعية في الأفراح والأتراح وحرموا أنفسهم من أن يُدفنوا في مدافننا. ولكننا على ثقة أن صوت العقل سيغلب في النهاية، وسوف نراكم بين أهلكم وذويكم كما نحب ونبتغي.
أهلنا وابناءنا الأعزاء
اعلموا أن ما يحثنا ويدفعنا الى تبني هذا الموقف، هو فقط مصلحة هذا المجتمع، وليس لدينا أي دافع آخر سوى خوفنا على مصير ومستقبل أجيالنا الصاعدة، والتي نشعر بالمس٨ؤولية الأخلاقية اتجاهها، والله من وراء القصد وهو ولي التوفيق.
#الهيئة_الدينية_والزمنية
في الجولان
الجولان السوري المحتل