"لا يستطيع لبنان أن يستغني الآن عن مقاومته، لأنها سببٌ لعزه وكرامته"
تنا بيروت
شارک :
أكد نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم أن "المقاومة ليست بدعة إخترعها حزب الله، إنما هي مسار لكل الشرفاء الذين سبقونا وعاصرونا والذين سيأتون في المستقبل"، ولفت الى أن "كل أولئك الذين يؤمنون بوجوب إستعادة الأرض، وتحقيق العزة والكرامة والإستقلال، لا بد من أن يؤمنوا بالمقاومة"، مضيفاً "نحن لم نتفرد بهذا الإيمان، وإنما فرادتنا أننا حولنا هذا الإيمان إلى أولوية صارخة جعلتنا نتخلى عن الكثير من المكتسبات الجزئية والتفصيلية الداخلية لمصلحة بقاء المقاومة وإستمراريتها".
لافتاً إلى أن "ميزة المقاومة الإسلامية أنها مقاومة مبدئية، تنطلق من ثوابت، وهي واضحة في ما تريد، وفي الأهداف التي تريد تحقيقها، تقول ذلك للناس علناً، وتطبق ذلك في واقعها الخاص"، وأضاف "هذه المقاومة خيار، مقاومة تريد أن تبدل الواقع إلى حالة من التحرير والإستقلال، هي ليست ردة فعل عشوائية، ولا ردة فعل طائشة أو عارضة، ولا ردة فعل يمكن أن يُساوم عليها أو يمكن أن تُشترى، ولعلَّكم تعلمون أن مليارات الدولارات عرضت علينا تحت عنوان إعمار الجنوب اللبناني المحروم مقابل تسليم السلاح وإيقاف عمل المقاومة، ونحن قلنا لهم "لا نريد شيئاً، والمقاومة مستمرة مهما كانت النتائج، ومهما كانت الصعوبات"، مؤكداً أن "إسرائيل هي التي بادرت في فترات مختلفة بالإعتداء على لبنان، ولو قارنا كلفة الإحتلال والإعتداءات بنتائج التحرير والإستقلال، لوجدنا أننا بالتحرير حصلنا على أرضنا وحريتنا في بناء مستقبل أجيالنا، وبالمقارنة، فإن كلفة الاحتلال أعلى بكثير من كلفة التحرير".
وتابع سماحته "لولا إنتصار تموز لكانت "إسرائيل" في كل يوم تغتال عدداً من الأشخاص، وتداهم عدداً من القرى، وتعتقل عدداً من الأشخاص، وتهيء للتوطين وللحل السياسي الذي يريحها، بل يمكن أن تهيئ أيضاً لإقامة مستوطنات في جنوب لبنان والبقاع الغربي، ولكن الذي كفّ يد "إسرائيل" هو ردع المقاومة، وهذا يعني أن المقاومة جلبت الخير، تحرير سنة ٢٠٠٠ عمر الجنوب وأعاد أهله إليه، وإنتصار سنة ٢٠٠٦ جعل هناك ردع حقيقي وقاسي في مواجهة المشروع الإسرائيلي"، مشدداً على أنه "كما أثبت إنجاز المقاومة في التحرير بعدها الوطني، فإن إنجازها في الانتصار سنة ٢٠٠٦ أثبت ضرورتها، حيث لا يستطيع لبنان أن يستغني الآن عن مقاومته، لأنها سببٌ لعزه وكرامته، وسبب لردع "إسرائيل" من أن تعتدي عليه، وسبب لحماية أرضه من أن تكون مسرحاً للتوطين أو للمستوطنات الإسرائيلية في داخل لبنان، ولذلك تحولت المقاومة اليوم إلى ضرورة".
وفي السياق نفسه، أكد الشيخ قاسم أن "جماعة "١٤ آذار" فشلت في السلطة والتحالفات وفي التقاط اللحظة المناسبة، وفي التعاطي السياسي"، ولفت الى أن "صراخهم هو لصدمتهم بحصول ما لا يتوقعون، وضجيجهم لأن آمالهم التي لا يتيح واقعهم تحقيقها لم تتحقق"، مضيفاً "هذه مشكلتهم وليست مشكلتنا نحن، فنحن دعوناهم لأن يدرسوا أسباب فشلهم، كما ندعوهم لدراسة أسباب نجاحنا لعلهم يستفيدون منها ليعوضوا على أنفسهم، وبالتالي من سنة ٢٠٠٥ إلى الآن، هم في انحدار مستمر، والحمد لله من العام ٢٠٠٥ فريقنا في حالة صعود رافقته صعوبات بالغة ثبتنا فيها لمصلحة ثلاثي المقاومة والشعب والجيش".