اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الاسلاميّة ينظم ندوة إحياءً لليوم العالمي لمكافحة الـ إسلاموفوبيا
تنا
إحياءً لليوم العالمي لمكافحة الـ "إسلاموفوبيا"، نظّم اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الاسلاميّة (IRTVU)، ندوة موازية لأعمال مجلس حقوق الإنسان في جنيف، تحت شعار “معًا ضدّ الـ إسلاموفوبيا وخطاب الكراهية”، ذلك بالتعاون مع منظمة الدفاع عن ضحايا العنف، ومركز جنيف للديمقراطية وحقوق الإنسان، بالإضافة إلى المعهد الاسكندنافي لحقوق الإنسان.
شارک :
وخلال مداخلة له في الندوة، أكّد أنور الغربي، أستاذ في مركز جنيف للديمقراطية وحقوق الإنسان، أنّ الشعبوية هي المحرك والدافع الرئيسي لمنظومة الـ إسلاموفوبيا وغيرها، مشيرًا إلى أنّ كل دول العالم صوّتت خلال جلسة الأمم المتحدة على قرار الإسلاموفوبيا، باستثناء دولتين هما الهند وفرنسا.
وشدّد الغربي على أنّ ما يعادل ظاهرة الإسلاموفوبيا هو حقّ المواطنة، مستعرضًا وضع فرنسا التاريخي في كيفية تعاملها مع هذه الظاهرة، خصوصًا وأنّه يوجد ما يقارب ستة مليون عربي ومسلم فيها، ومشيرًا إلى أمثلة متنوعة للمشاكل التي يعاني منها الداخل الفرنسي.
بدوره، أشار الباحث والصحافي اللبناني، فيصل جلول، إلى أنّ ظاهرة الإسلاموفوبيا تنتشر في أوروبا بخاصة، والولايات المتحدة وكندا واستراليا بالإضافة إلى دول آسيوية وإفريقية عدّة، لافتًا إلى أنها قد بلغت درجة غير مسبوقة في خطورتها، وأن هذا الأمر هو الذي دفع الأمم المتحدة إلى التدخل من أجل التصدّي لهذه الظاهرة.
وأوضح جلول، خلال مداخلة له في الندوة، أنه يمكن تعريف الإسلاموفوبيا بظاهرة الرّهاب من الإسلام، وأنّها ليست حديثة بل ممتدة منذ قرون، لافتًا إلى أن هناك خطب تدعو إلى إبادة ملياري مسلم في العالم.
وقدم جلول شرحًا مفصلا للأحداث التي عرّضت الإسلام للخطر حول العالم، وقال “نحن أمام معضلة متعدّدة الوجوه، ليس لها حلّ قد تؤدّي إلى استمرار هذه الظاهرة”.
من جهته، أكّد رئيس المعهد الاسكندنافي لحقوق الإنسان هيثم منّاع، أنّ “أزمة المنظومة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، لم يكن لها أن تكون لولا ثلاثية الشر القادمة من الخارج، الإسلام والإرهاب والهجرة”، مشيرًا إلى أنه من أجل هذا يعتبر النضال ضد خطاب الكراهية والإسلاموفوبيا من أهم محطات النضال الضّروريّة.
وفي كلمة حول “كراهية الذات عنوان المرحلة”، أكّد الكاتب محمد حافظ يعقوب، خلال مداخلة له بالندوة، أنّ ظاهرة الإسلاموفوبيا هي شكل أخطر من أشكال العنصريّة، لافتًا إلى أنّ هذه الظاهرة بدأت تأخذ مكان الثقافة الفرنسية في المنتصف الثاني من سنوات السبعينات.
هذا وكان للباحث والناشط الحقوقي السعودي، فؤاد ابراهيم، كلمة أشار فيها إلى أن الصورة الأولية التي أريد تعميمها لدى الرأي العام الأوروبي والغربي عمومًا، هي أنّ الإسلام قام على السيف وانتشر به، لافتًا إلى أنّ هذه الصورة بقيت راسخة لعقود طويلة قبل أن تخضع هذه المقاربة لنقد علمي محايد.
وأوضح إبراهيم، أنّ المراجعة في بريطانيا وسنّ القوانين في فرنسا لا يجب النظر إليها على أنها هجوم على المجتمع المدني الإسلامي، بل على المجتمع ككل، حيث من شأنها تشجيع خطاب الكراهية على نطاق واسع.
وكيل الأمين العام لاتحاد الاذاعات والتلفزيونات الاسلامية، ناصر أخضر، تطرق في كلمة له خلال الندوة، تحت عنوان “خطاب الكراهية في وسائل الإعلام”، إلى أبرز الشوائب التي تعتري الخطاب الإعلامي الذي يتصف بالكراهية، مبينا أنها تتضمن نقل أنصاف حقائق، وتعميما لمصطلحات مشوهة، وتغطية غير متوازنة للأحداث، بالإضافة إلى اعتماد لغة مثيرة على حساب اللغة المقنعة الهادئة العلميّة.
وأشار أخضر إلى تعدّد الأساليب التي تعتمدها وسائل الإعلام، كاستخدام الخطاب التصعيدي، وخطاب الضجيج، بالإضافة إلى الخطاب العنفي، موضحًا أنّ ما صدر عن الأمم المتحدة أو المفوضية الأوروبية لحقوق الإنسان في مجال القوانين والتشريعات المرتبطة بموضوع خطاب الكراهية مقبول وجيد ويمكن العمل عليه، قائلاً “لكنه بعيد عن الواقع تمامًا في كل المناطق والبلدان”.
وقدّم وكيل الأمين العام لاتحاد الاذاعات والتلفزيونات الاسلامية، عددًا من التوصيات التي تحدّ من انتشار ظاهرة خطاب الكراهية في وسائل الإعلام، كان أبرزها تنشيط دور المنظمات الحقوقيّة والإنسانية المعنية، للعب دور حاسم كشريك مهم وإقليمي مع الأمم المتحدة.
هذا وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة، قد أصدرت قرارا أعلنت بموجبه الخامس عشر من آذار/مارس من كل عام، يوما دوليا لمكافحة كراهية الإسلام.
وأعربت الجمعية العامة في قرارها عن “استيائها البالغ إزاء جميع أعمال العنف الموجهة ضد الأشخاص بسبب دينهم أو معتقدهم وما يوجه من تلك الأعمال ضد أماكن عبادتهم”.
تجدر الإشارة إلى أنّ كره الإسلام أو كراهية الإسلام، أو ما تعرف بـ الـ "إسلاموفوبيا”، هو مشروع للتهويل من المسلمين والتحيز ضدهم والتحامل عليهم بما يؤدي إلى الاستفزاز والعداء والتعصب بالتهديد وبالمضايقة وبالإساءة وبالتحريض وبالترهيب للمسلمين ولغير المسلمين، سواء في أرض الواقع أو على الإنترنت.
وتستهدف تلك الكراهية بدافع من العداء المؤسسي والأيديولوجي والسياسي والديني الذي يتجاوز تلك الأطر إلى عنصرية بنيوية وثقافية، الرموز والعلامات الدالة على أن الفرد المستهدف مسلم.