المطلوب منا جميعاً أن نفوت أي فرصة للفتنة بتعزيز الوحدة والحوار بين مكونات الأمة
تنا
أكد المنسق العام لجبهة العمل الاسلامي في لبنان "الشيخ زهير الجعيد"، أن "المطلوب منا جميعاً أن نفوت أي فرصة للفتنة بتعزيز الوحدة والحوار بين كل مكونات الأمة".
شارک :
وشارك المنسق العام لجبهة العمل الإسلامي في لبنان "الشيخ زهير الجعيد" في مؤتمر "نهج البلاغة" الدولي السادس الذي عقده مركز الفكر للحوار والإصلاح في بغداد تحت عنوان "الحوار في نهج البلاغة".
وقد حضر المؤتمر مجموعة من الباحثين من بلدان شتى، وشارك في هذا المؤتمر أكثر من 40 باحثاً وباحثةً ضمن العناوين التي وضعت في المؤتمر.
بدأت الكلمات العلمائية في جلسة الافتتاح، التي كانت بدايتها مع رئيس الجهة المنظمة للمؤتمر "مركز الفكر للحوار والإصلاح" سماحة الشيخ مجيد العقابي مرحباً بالضيوف ومعرفاً بالمؤتمر وأهدافه وألقى كلمة وحدوية طيية.
وعودة الى كلمة الشيخ جعيد في هذا المؤتمر، فقد حذر فضيلته قائلا : بصراحة هناك تشنج حاصل بين المسلمين من السنة والشيعة نتيجة بعض ما يقوم به بعض المشايخ هنا وهناك من الجانبين من تحريض، بدل أن نعلم أبناءنا نهج إمامنا علي عليه السلام بما فعله من تحمل وصبر وسلوك سلكه.
وأضاف : إننا نعيش ضمن مؤامرة قديمة لتفريق المسلمين ولكن الجديد فيها حين دخل العدو الأمريكي إلى بغداد وأراد من خلال أفعاله وتحريضه وضربه لنسيج معين أن يقول أن الشيعة أتوا إلى الحكم في العراق على حساب السنة وفي وجههم، وهذا طبعاً افتراء وغير صحيح، ولكن رغم هذه الافتراءات المطلوب منا أن نكون علويين حقيقيين ومحمديين وإسلاميين ورساليين أن نفوت كل فرصة للفتنة هنا أو هناك، فإن علياً عليه السلام عمل وسعى من أجل حفظ الإسلام.
وتابع : اليوم رأس الإسلام بسنيه وشيعيه مطلوب أمريكياً وصهيونياً، وحين يدخل العدو الصهيوني إلى لبنان ليحتله عام 1982 فيدخل إلى الجنوب لينكل بالشيعة وإلى صيدا وبيروت لينكل بالسنة دون تفرقة، وفي فلسطين يقتل ويشرد الفلسطينيين من المسلمين والمسيحيين دون تفرقة، فإنه بفعله هذا لا ينكل بالسنة أو الشيعة ولا المسلمين ولا المسيحيين لوحدهم، ولكنه يعادي وينكّل بكل صاحب قضية وبكل حر مهما كان انتماؤه الديني والمذهبي والطائفي.
واكد رجل الدين اللبناني البارز : نحن جميعاً أمام عدو مشترك واحد، ونحن جميعاً كالجسد الواحد نؤمن بالله تعالى ونقول إننا نعمل من أجل خدمة الإسلام.
ومضى الى القول انه، "خلال مؤتمر الحوار في نهج البلاغة فإن أول مبادىء الحوار تكمن في احترام قدسية ما يؤمن به الآخر وعدم التعرض لمقدساته والإساءة لها. فمن غير المقبول أن نجلس سوية ونظهر أننا نحب بعضنا البعض وموحدون، ثم نذهب ويتعرض السني لمقدسات الشيعي، والشيعي لمقدسات السني، ورب العالمين قال [وإن هذه أمتكم أمة واحدة]، فمعنى الأمة الواحدة أننا أخوة شئنا أم أبينا، وقال الله تعالى [واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا].
وأضاف : هكذا أفهم كل ما جاء في نهج البلاغة من دروس وعبر وخطب، وكل ما قام به الإمام علي عليه السلام في سلوك حياته وأفعاله وسيرته. علي عليه السلام لو كان موجوداً بيننا اليوم وفلسطين تذبح واقدس المقدسات فيها؛ المسجد الاقصى وكنيسة القيامة تحت الهدم والتدنيس وتنتهك كرامة الإنسان الفلسطيني، ناهيك عن قتل الأطفال والنساء والشيوخ، ويهللون في الكيان الصهيوني والعالم الغربي حين يقتل القادة من حركة الجهاد الإسلامي ولكنهم لا يرون أشلاء الأطفال وأجساد النساء والشيوخ التي تقطع نتيجة القصف الصهيوني الغادر، هم يفرحون لأننا ضعيفون في تقديم وشرح مظلومية الشعب الفلسطيني".
وختم الشيخ جعيد بالقول : لو كان الامام علي (عليه السلام) أولم يكن إلى جانبهم هؤلاء المظلومين وجانب حركة الجهاد الإسلامي السنية التي تتلمذت وتربت على نهج علي وجهاد علي وسيف علي عليه السلام، فهم الذين استقوا من نهج البلاغة وصية الإمام علي لابنه محمد ابن الحنفية حين قال له: "أعِر لله جمجتك، وتد في الأرض قدمك، وارمي إلى ناحية رأس القوم، وغضَّ بصرك، واعلم أن النصر من عند الله". بالوحدة والحوار والجهاد التي هي عناوين علي بن أبي طالب عليه السلام التي هي عنوان الإسلام ننتصر على كل أعداءنا.