"أننا وفي هذه الأيام بالذات، بأمس الحاجة إلى رؤية إسلامية وعربية واضحة، إننا نحتاج إلى وقفة مسؤولية، وعمل جدي لحفظ هذه البلدان المستهدفة في استقرارها ووحدتها"
شارک :
لفت العلامة السيد علي فضل الله، الى "الشعوب العربية وهي تتوق إلى الحرية ورفض الظلم، بعد أن جثمت على صدرها أنظمة للقهر حمت التخلف والجهل وجعلتها أسيرة السياسات الكبرى التي أهدرت ثرواتها وعطلت اقتصادها"، محيياً "رغبة كل الشعوب العربية، ورغبة كل إنسان وجد على هذه الأرض يرجو إصلاح واقع، وهدم طغيان ومُعاندة استكبار وإقلاق محتل باغ ماكر". ودعا "هذه الشعوب إلى وعي على كل ما يجري من حولها، حتى لا تدخل دائرة الفوضى الخلاقة. وأيضا حتى لا تدخل مرحلة الفوضى الغير خلاقة. فنقع في نفق الفتن المذهبية والطائفية والعشائرية التي يراد للثورات أن تغرق فيها ليسهل على اللاعبين بمستقبل الشعوب أن يحققوا أهدافهم". ونبه "لمن ينادي بالاصلاح الى مخرجات هذا الاصلاح، لتصب عند من وفي أي اتجاه، أن يدرسوا المكان والزمان وكل معطيات الواقع، فنحن نريد الإصلاح لمصلحتنا، لحسابنا، لقوتنا. إننا نريد الإصلاح لنكون أقوى في مواجهة العدو وفي مواجهة العالم الذي لا يرى إلا اسرائيل ورضاها ولا شهية له إلا النفط، يريدنا أن نكون البقرة الحلوب لمصالحه". ورأى "أننا وفي هذه الأيام بالذات، بأمس الحاجة إلى رؤية إسلامية وعربية واضحة، إننا نحتاج إلى وقفة مسؤولية، وعمل جدي لحفظ هذه البلدان المستهدفة في استقرارها ووحدتها، وهذا لا يتم إلا بوعي الحكام لتطلع شعوبهم وآلامهم وآمالهم ووعي الشعوب لحجم التحديات التي تواجهها، وفي هذا البلد لا بد أن نكون واعين أن لا تصيبنا إرتدادات الأزمات في عمقها الوطني والديني وفي حصن تعايشنا لتكون وحدتنا هي الضحية الكبرى على مذبح التخاصم الإقليمي والدولي". واعتبر أنه "آن الأوان لتعمل الدولة على تعزيز وتثبيت الإنسان في أرضه، هذا الإنسان الذي ينبغي أن يساوي لدى دولته الكثير وأن تشعره بأن حاجاته أولويتها وأن مقومات صموده الذي تبناه والتزم به حبا بهذا الوطن وتمسكا بكل حبة تراب فيه. هذا المواطن حري بدولته أن تكافئه فكيف إن كانت أبسط الحاجات الضرورية في الكثير من هذه القرى مفقودة أو صعبة الحصول".