ان التداعيات الايجابية لعملية "طوفان الاقصى" النوعية التي اطلقتها "كتائب القسام" – الجناح العسكري لحركة "حماس" في 7 اكتوبر 2023م، لا تزال قائمة؛ حيث ان الوضع الراهن داخل الاراضي المحتلة، ضيق الخناق اكثر من اي وقت مضى على المحتلين، وبما القى في قلوب الكثيرين منهم فكر العودة من حيث اتوا اي الى اوطانهم التي ينتمون اليها حقا.
شارک :
هذا الواقع الذي لطالما اراد الكيان الصهيوني التمويه عليه، لكنه اصبح اليوم اوضح من الشمس، لان المحتلين الذين اختاروا الاراضي الفلسطينية وطنا لهم، لا ينتمون الى هذه البعقة من البسيطة اطلاقا ولا تربطهم معها اي صلة لغوية او ثقافية او قومية وحتى عرقية.
ان المنجزات التي حققتها عملية "طوفان الاقصى" البطولية بما في ذلك الكشف عن زيف مزاعم الصهاينة بشان الانتماء الى ارض فلسطين، هي نتيجة لسنوات من التضحيات والجهاد لمحور المقاومة وبما يشمل كافة الفصائل المنضوية، بمن فيهم المجاهدون المؤمنون سنة وشيعة، ضد الظلم والجرائم الوحشية التي يمارسها الكيان الصهيوني المزيف والمحتل.
نحن نعتقد بان شجرة المقاومة الطيبة باتت اقرب اكثر فاكثر من ثمارها المنشودة منذ عقود، والمتمثلة في زعزعة استقرار الكيان الغاصب للقدس، ووحدة الصف بين مكونات الشعب الفلسطيني للقضاء على المحتل؛ وذلك بعد ما كان يتردد في اروقة بعض الدول الاسلامية قبل فترة وجيزة، موضوع التطبيع مع هذا الكيان الهزيل.
الشعوب الاسلامية تشهد بان جمهورية ايران الاسلامية ومنذ انطلاقها اختارت مسارا يختلف عن سائر البلدان فيما يخص القضية الفلسطينية، وكانت الدولة الوحيدة طوال العقود الاربعة الماضية التي ترصّدت الفرص لتقويض قدرات الكيان الصهيوني الغاصب وتدعيم مواقف الشعب الفلسطيني المظلوم، ولم تدخر اي جهد في هذا السياق.
كما تجدر الاشارة بان الجمهورية الاسلامية، تركز في سياق تحقيق اهدافها السامية، على تعزيز الوحدة بين المسلمين شعوبا وحكومات، وانطلاقا من هذه الرؤية استضافت ولاتزال بمناسبة المولد النبوي الشريف (ص) المؤتمر الدولي للوحدة الاسلامية؛ وبشهادة العدو والصديق اضحت ايران الاسلامية باعتبارها البلد الرئيس لاتباع مذهب اهل البيت ( عليهم السلام)، اكبر داعمة لاشقائها من اهل السنة في فلسطين المحتلة، وقد تجسد هذا الدور العظيم طوال ما يقرب من خمسين عاما مضت على ولادة الجمهورية الاسلامية في ايران.
النهاية
________________________
* مساعد الامين العام لمجمع التقريب بين المذاهب للشؤون الدولية