الامام الخامنئي: العلامة الطباطبائي بنى قاعدة فكرية منيعة تهاجم الافكار المضللة ولا تتجمد أمامها
تنا
أكد قائد الثورة الاسلامية سماحة الامام الخامنئي ان العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي هو من الظواهر النادرة طوال قرون في الحوزات العلمية، وانه استطاع بناء قاعدة فكرية منيعة في خضم دخول الافكار المضللة الغريبة الى المجتمع الايراني والاسلامي كالماركسية وغيرها ، واوجد اصطفافا (للعلماء والمفكرين) يتبنى النهج الهجومي امام هذه الافكار الدخيلة والمضللة، ولا يتجمد او يتراجع او يأخذ موقفا دفاعيا امام هؤلاء.
شارک :
وتحدث سماحته خلال استقباله يوم الاربعاء الماضي المنظمين للمؤتمر الدولي للعلامة الطباطبائي (1904 - 1981 م) حيث تم نشر نص كلمته اليوم الاربعاء، في مراسم افتتاح هذا المؤتمر المنعقد في مدينة قم المقدسة.
وقال قائد الثورة: ان العلامة الطباطبائي الذي كان من المفسرين البارزين للقرآن الكريم كان جامعا لفروع العلم من الفلسفة والعرفان والرياضيات والهندسة وكذلك الادب والتاريخ وعلم الاصول ، وان تفسير "الميزان" الذي ألفه ، يعتبر مدهشا وخارقا ويدل على عمقه العلمي والفكري، وان الكثير من العلماء الذين تتلمذوا على يده هم من الشخصيات البارزة والمؤثرة في الثورة الاسلامية والعديد منهم كانوا ضمن مجلس خبراء القيادة بعد انتصار الثورة الاسلامية ، ومن ضمن مجلس الخبراء الذي صاغوا الدستور الايراني الجديد بعد انتصار الثورة ، وان عددا من الشهداء البارزين للثورة الاسلامية هم من تلامذته كالشهيد مطهري والشهيد السيد بهشتي والشهيد قدوسي والشهيد الشيخ علي حيدري نهاوندي.
وفيما اشار سماحة قائد الثورة الى المناقب الاخلاقية السامية، وصفة التقوى والورع، لدى العلامة الطباطبائي ، اكد بأن هناك صفتين بارزتين لدى العلامة الطباطبائي ينجذب الانسان نحوهما واولهما هو جهاده الفكري الذي قل نظيره في خضم هجوم الافكار الدخيلة والانماط الاجنبية كالماركسية وغيرها والشبهات التي اوجدتها في اذهان الشباب في المجتمع الايراني آنذاك، كما فعلها تلامذته ايضا كالشهيد مطهري، وقد استطاع العلامة الطباطبائي بناء قاعدة فكرية صلبة ورص اصطفاف هجومي امام هذه الافكار المضللة ، فموقفه في مواجهة الماركسية والانماط الفكرية الاخرى لم يكن موقفا متجمدا او دفاعيا، وان كتاب " الميزان" مليء بالقضايا السياسية والاجتماعية التي ربما لم تكن مطروحة في حينها لكننا نجدها بانها من ضمن قضايانا الراهنة في عصرنا الحالي.
وشدد سماحته على ضرورة اقتباس النهج الفكري للعلامة الطباطبائي قائلا "اعتقد بأن هذا هو ما يجب ان نتعلمه من العلامة الطباطبائي، أي بناء قواعد فكرية تسد الفراغ وتتبع نهجا هجوما وليس تراجعيا ودفاعيا".
واضاف الامام الخامنئي بأن الصفة الثانية البارزة والهامة للعلامة الطباطبائي هي عدم الاكتفاء بالعطاء والانتاج الفكري بل تطبيق المعارف التوحيدية والمفاهيم القدسية التي توصل اليها على نفسه وقلبه، فكان التواضع وخلو قلبه من الهوى، وحلمه، من صفاته التي يلمسها أي شخص يلتقي به، وكان مثالا حقيقيا لهذه الآية الشريفة من القرآن الكريم ((اِلَیهِ یَصعَدُ الکَلِمُ الطَّیِّبُ وَالعَمَلُ الصّالِحُ یَرفَعُه)).