دعاة جزائريون يُصدرون “فتوى” بمقاطعة منتجات الشركات الداعمة للاحتلال الاسرائيلي لدعم المقاومة
تنا
أصدر دعاة جزائريون يوم الجمعة فتوى بوجوب مقاطعة الشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، باعتبارها شكلا من أشكال المقاومة والنضال ونصرة الفلسطينيين في غزة، وكذا ردع الدول والجهات التي توفر الحماية للكيان الصهيوني في عدوانه وجرائمه.
شارک :
وأصدرت 51 شخصية دينية وفكرية بالجزائر يتقدمهم عبد الرزاق قسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين فتوى بعنوان “وجوب المقاطعة الاقتصادية للشركات الداعمة للكيان الصهيوني”، أكدوا أنها جاءت ردا على “ما يتعرض له إخواننا الفلسطينيون هذه الأيام في غزة العزة وفي غيرها من ربوع فلسطين المحتلة من عدوان وحشي غاشم، وحرب إبادة جماعية، مؤيدة بكل أنواع الدعم والتواطؤ من أغلب دول الغرب الكبرى، بزعامة الإدارة الأمريكية الصليبية المتصهينة، وفي ظلّ خذلان غير مسبوق من معظم الدول العربية والإسلامية ليوجب علينا أن نكون أنصارًا وداعمين لجهاد إخواننا بكل ما أوتينا من وسائل ممكنة ومؤثرة”.
وأضافت وثيقة “الفتوى”، فإن “من أهم صور هذه النصرة: المقاطعة الاقتصادية فهي شكل من أشكال المقاومة والنضال، وسلاح ردع فعّال، تستمد مشروعيتها، ووجوبها في هذا الظرف الصعب من الأدلة الشرعية الآتية: إن المقاطعة وجه من أوجه الجهاد المالي الذي أمرنا الله به في قوله تعالى: انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة: 41) وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (جاهدو المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم) [أحمد: 13638 : أبوداود: 2504 : النسائي : 3096]، فالجهاد بالمال من جهة الوجود يكون بإنفاقه، ومن جهة العدم يكون بمنعه وإمساكه عمن يدعم به العدوان على المسلمين”.
وشدد الموقعون على الفتوى على أن “المقاطعة الاقتصادية تلحق الضرر بالداعمين للصهاينة المعتدين، فتردعهم عنه، وتردع غيرهم، وغير ذلك من الأثر الذي يدخل في جملة النيل من الأعداء، المطلوب قليله وكثيره، لقوله تعالى: وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُةٍ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلَ صَالِحٌ”
وأكدوا “أن واجبنا الشرعي، ومسؤوليتنا الأخلاقية، وقيمنا الإنسانية؛ كل ذلك يفرض علينا المسارعة إلى نصرة إخواننا المقاومين وأهاليهم المظلومين، المهددين بالإبادة الجماعية في غزة وفلسطين وندعو الهيئات والمؤسسات العلمية والمجتمعية والنقابية إلى استنهاض الأمة لتبني موقف المقاطعة، كما ندعو وسائل الإعلام، والمؤثرين على مستوى وسائط التواصل الاجتماعي إلى تبني هذا الموقف والدعوة إليه، ونشره على أوسع نطاق”.
ويقول هؤلاء الدعاة: إننا إذ نفتي بوجوب المقاطعة الاقتصادية لداعمي الكيان الصهيوني نؤكد أن هذه الوسيلة لا تعفي الدول الإسلامية وشعوبها من وجوب بذل وسائل الردع والمقاومة المكافئة للعدوان، عسكريا وسياسيا واقتصاديا، واجتماعيا، فإن تفاعل دول المسلمين وشعوبهم مع هذه المعركة الفاصلة في تاريخ الأمة، وفي مصير القضية الفلسطينية باهت وضعيف، وهو دون الواجب بكثير”.ودخلت الهدنة المؤقتة بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة في غزة صبيحة الجمعة حيز التنفيذ، بعد تواصل العدوان منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، والذي أسفر عن استشهاد وجرح عشرات الآلاف.