متحدث الخارجية : مأساة حلبجة صورة مريرة لمعايير الغرب المتعددة في مجال حقوق الإنسان
تنـا
اكد المتحدث باسم الخارجية الايرانية "ناصر كنعاني" : إن الدول والحكومات التي شجعت صدام على الهجوم والغزو العسكري للجمهورية الإسلامية الإيرانية الناشئة في تلك السنوات، تدعي اليوم بوقاحة الدفاع عن حقوق الإنسان.
شارک :
وفي ذكرى القصف الجوي الكيمياوي الذي شنه نظام البعث العراقي البائد على أهالي مدينة حلبجة في كردستان العراق، نشر "كنعاني" مقالا عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "اكس" بعنوان "مأساة حلبجة المريرة، لمحة عن معايير الغرب المتعددة في مجال حقوق الإنسان"، جاء فيها : اليوم هو الذكرى السنوية للهجوم الكيمياوي الهمجي الذي شنه نظام البعث في العراق على اهالي حلبجة العزل. اليوم الذي تقرر فيه مصير مدينة في ثوان معدودة وقتل أكثر من عشرة آلاف شخص بسبب استنشاق الغاز السام والمحرم دوليا.
واضاف : ان هذا اليوم الاسود والمشؤوم لن يُنسى ابدا من قبل أهالي حلبجة، وكذلك أهالي المدن الحدودية في جمهورية إيران الإسلامية، الذين كانوا هم أنفسهم ضحايا هذا النوع من الأسلحة من قبل، وكانوا في ذلك الوقت يستقبلون الجرحى والناجين من هذه الكارثة التاريخية، وتتضاعف مرارة كارثة حلبجة في سياق التاريخ عندما نتذكر أن نظام البعث العراقي تمكن من إنتاج القنابل الغازية والكيمياوية بدعم من قبل بعض الدول الأوروبية، ورغم تحريم استخدام هذا النوع من الأسلحة اللاإنسانية، فقد تم استخدامها مرارا وتكرارا في الحرب المفروضة (1980-1988)، ضد جمهورية إيران الإسلامية والقوات الإيرانية، وأخيرا، استخدمت على نطاق واسع لمعاقبة اهالي شمال شرق العراق.
وتابع كنعاني : ان نظام البعث استخدام مختلف أنواع الغازات الكيمياوية القاتلة خلال الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بما في ذلك مرارا وتكرارا ضد القوات الايرانية في عملياتها التي نفذت بعناوين خيبر، بدر، كربلاء 4، كربلاء 5، كربلاء 8، كربلاء 10، والفاو.
استخدم صدام الأسلحة الكيماوية أكثر من 350 مرة في الحرب المفروضة
واكد المتحدث باسم الخارجية في مقاله : إن الأمر الأكثر إيلاماً مما حدث لأهالي حلبجة وسردشت، وكذلك لشباب البلاد الابطال الذين قدموا كل وجودهم للدفاع عن وحدة أراضي إيران الإسلامية، كان السلوك المنافق واللئيم لبعض الدول الغربية وحماة نظام صدام تجاه استخدام هذا السلاح ورد الفعل عليه.
وذكر، أنه بحسب التقارير التي نشرتها الأمم المتحدة فإن نظام صدام استخدم الأسلحة الكيميائية أكثر من 350 مرة خلال سنوات الحرب مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية واضاف: ان أقصى رد فعل وجهود سياسية للمؤسسات الدولية والدول التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان فيما يتعلق بهذه السلوكيات اللاإنسانية هو اصدار بيانات لا قيمة لها طالبت في ختامها الجمهورية الإسلامية الإيرانية الالتزام بالقوانين والأنظمة الدولية! في حين ان ذات الحكومات صوتت لصالح معاقبة وتغيير نظام صدام في اليوم الذي أحضر فيه وزير الخارجية الأمريكي آنذاك زجاجة صغيرة زعم أنها تحتوي على السم القاتل "الندبة السوداء" وأن نظام صدام قد امتلك القدرة على تصنيعها وإنتاجها لشن هجوم واسع النطاق على الولايات المتحدة.
وتابع كتعاني : إن الدول والحكومات التي شجعت صدام على مهاجمة وغزو جمهورية إيران الإسلامية حديثة الولادة في تلك السنوات، وضمن تقديم الدعم الدولي والسياسي له لم تتوان عن بذل أي جهد لتزويده بالمعلومات الاستخباراتية والعسكرية وما إلى ذلك، تدعي اليوم بوقاحة لا توصف الدفاع عن حقوق الانسان في منتهى الغرابة وتجاوز كل الحدود الأخلاقية، وتوجه سهام هجماتها نحو الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
واوضح : إن هذه الدول المدعية، والتي من المفارقات أن لديها سجلاً مليئاً بالجريمة والفساد، ظلت صامتة في وجه الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني والمذبحة التي راح ضحيتها لغاية الان أكثر من 30 ألف امرأة وطفل ومسن في خمسة أشهر وبلغت حدا تقمع فيه حتى الرأي العام لديها ضد النوايا الشريرة لذلك الكيان المزيف والعنصري.
وختم كنعاني مقاله : إن الآلام والمعاناة الجسدية والنفسية الناجمة عما حدث للجنود الإيرانيين في جبهات الحرب وللاهالي العزل والمدنيين في مناطق مثل سردشت والبلدات الحدودية وأخيراً حلبجة، ربما تهدأ تدريجيا على مر الزمن ، لكن المرارة الناجمة عن الجمل والكلمات السخيفة التي لا أساس لها من الصحة والسلوك المزدوج لادعياء حقوق الإنسان الكاذبين في بعض الدول الغربية تجاه الدولة والحكومة والشعب في جمهورية ايران الاسلامية لن تمحى ابدا من اذهان وقلوب الشعب الإيراني الحر.