عراقجي : الدبلوماسية تعتمد على قوة الميدان في التقدم
تنا
قال وزير الخارجية الإيراني إن الميدان والدبلوماسية يكملان بعضهما البعض، حيث إن الدبلوماسية تمضي قدماً بالاعتماد على قوة الميدان، والميدان بقوته يمهد الطريق للدبلوماسية لتحقيق الكرامة الوطنية.
شارک :
عقد صباح اليوم الثلاثاء المهرجان الرابع لتكريم "المديرين والموظفين المتميزين وفق نهج مدرسة الحاج قاسم" بحضور وكلمة عباس عراقجي، وزير الخارجية، وأمين حسين رحيمي، وزير العدل، ومحمد إسلامي، رئيس منظمة الطاقة الذرية، وأوحيدي، رئيس مؤسسة الشهداء، إلى جانب مشاركة عدد من المديرين والموظفين الحكوميين في قاعة اجتماعات القمة.
وخلال هذا الاجتماع، استهل عباس عراقجي كلمته بإحياء ذكرى الشهيد الحاج قاسم سليماني، الشهيد هنية، الشهيد السيد حسن نصر الله، وشهداء المقاومة الآخرين. وأشار قائلاً: "هناك الكثير مما يمكن قوله عن الشهيد القائد الحاج قاسم، لكن دعوني أتحدث عن مدرسة الحاج قاسم، وهي مدرسة المقاومة. هذه المدرسة تأسست على أفكار قادة الثورة، حيث جاءت رؤية قائد الثورة الإسلامية لتشكيل هذه المدرسة، بينما حولها الحاج قاسم إلى واقع عملي على أرض الميدان، مدرسة لا تزال قوية وحاضرة تواجه الكيان الصهيوني وكل قوى الهيمنة".
وأكد عراقجي أن مدرسة المقاومة هي فكر نضالي ضد الظلم والاستبداد، مشيراً إلى أنها ليست حركة صغيرة يمكن القضاء عليها. وقال: "على العكس، كلما تعرضت للضربات، نمت وازدادت قوة، لأنها تمثل أيديولوجيا وأملاً. تمتلك مدرسة المقاومة أسلحة عسكرية، ولكن سلاحها الأساسي هو دماء الشهداء".
وأضاف: "لا يدرك أعداؤنا أن دماء الشهداء تسهم في توسع هذه المقاومة. مدرسة المقاومة تزدهر بدماء الشهداء، وهي وسيلة لتحقيق أهدافها. الشهادة نفسها هي جزء من هذه المدرسة، وهي التي تفتح الطريق لمزيد من التقدم. فعادةً ما يكون قادة هذه المدرسة هم الشهداء، ودماؤهم تدفع بالحركة قدماً".
أوضح عراقجي أن جبهة المقاومة حققت نمواً مستمراً رغم التحديات والضربات التي واجهتها. وقال: "لا يجب أن يظن الأعداء أن الضربات الأخيرة ستضعف هذا الفكر. على العكس، ستصبح هذه المدرسة أقوى. ليست هذه هي المرة الأولى التي تفقد فيها حركة مثل حزب الله قائدها. عندما استشهد السيد عباس الموسوي على يد الصهاينة، نما حزب الله وأصبح أكثر قوة، حتى بات في عهد السيد حسن نصر الله واقعاً لا يمكن إنكاره".
وأشار إلى أن "الخسائر المادية يمكن تعويضها. فكما نجح حزب الله سريعاً في العودة للمعركة مع الاحتلال وأجبرهم على وقف إطلاق النار، فإن جبهة المقاومة ستواصل انتصاراتها".
وأكد عراقجي أن مدرسة المقاومة تشمل أيضاً الدبلوماسية. وأوضح قائلاً: "الميدان والدبلوماسية يكملان بعضهما البعض. الدبلوماسية تمضي قدماً بالاعتماد على قوة الميدان، والميدان يفتح المجال للدبلوماسية لتحقيق الكرامة الوطنية. هذان العنصران يسيران جنباً إلى جنب، وسيظلان كذلك لمواجهة الكيان الصهيوني".
كما أشار إلى أهمية دور الإعلام كعنصر ثالث في هذه المواجهة. ولفت قائلاً: "استثمر أعداؤنا في هذا المحور الثالث، وحاولوا عبر وسائل الإعلام زعزعة رواية المقاومة. الضربات التي تعرض لها الجيش السوري كانت أكثرها نفسية وروائية قبل أن تكون عسكرية. هذا درس يجب أن نتعلمه للحماية من محاولات زرع الإحباط واليأس عبر الروايات الإعلامية".
وشدد وزير الخارجية على أهمية حماية الروح المعنوية، قائلاً: "في هذه الظروف المعقدة والصعبة، يجب علينا أن نكون أكثر حذراً من أي وقت مضى. لا يمكن أن نسمح للأعداء باستخدام الإعلام لنشر الإحباط واليأس. حماية الروح المعنوية للشعب والمقاومين أمر بالغ الأهمية في هذه المرحلة".
وفي ختام كلمته، أكد عراقجي على دور البسيج (قوات التعبئة الشعبية) قائلاً: "البسيج لا ينسى دوره، وهو حاضر في جميع الساحات. يجب أن يظهر حضوره بقوة، ليعلم الأعداء أننا ما زلنا أقوياء ومفعمين بالأمل، وأننا لن نسمح للخسائر بأن تؤثر على إيماننا أو عزيمتنا".