اثنى وزير الخارجية اللبنانية عدنان منصور على الموقف الحكيم للقيادة الروسية في التعامل مع الوضع في سوريا. واعتبر ان "التدخل الخارجي في الشأن السوري واستجداؤه يزيد الامور تعقيدا ولا يخدم سوريا ويعيق عملية الاصلاح".
واشار خلال لقائه اليوم السفير الروسي زاسبيكين الى ان "الحل في سوريا لا يمكن ان يكون الا عن طريق الحوار، الذي وحده كفيل بإخراج سوريا من ازمتها ويشجع القيادة السورية على اتخاذ قرارات حاسمة في عملية الاصلاحات".
واكد الوزير منصور على ان اختيار بعض فصائل المعارضة المواجهة ولجوئها لقوة السلاح وضرب المؤسسات المدنية والعسكرية، يجعل من الحوار امرا صعبا وغير ممكن، ويزعزع الامن ويقوض اسس الاستقرار والوحدة لسوريا".
ومن جانبه قال زاسبيكين: "نحن في روسيا واثقون انه من المطلوب الان مواصلة عمل المراقبين العرب والذي يؤثر ايجابيا على الوضع الميداني في سوريا، ويوجد المجال من اجل فتح طريق للخروج من الازمة في سوريا، تحت رعاية جامعة الدول العربية وبدون التدخل الخارجي. ولا يمكن اهمال هذه الفرصة".
اضاف: "والجدير بالتقدير هو الاجراءات المتخذة من قبل السلطات السورية، بما في ذلك اصدار تعليمات لوقف اطلاق النار وسحب المدرعات من المدن واعلان العفو للسجناء السياسيين. ومن المبرمج اجراء اصلاحات اخرى من بينها الاستفتاء حول مشروع الدستور والانتخابات البرلمانية".
وقال: "سوف نواصل الجهود من اجل ان تتخذ القيادة السورية المزيد من التدابير الموسعة والسريعة لتنفيذ التزاماتها".
اضاف: "كما انه من الضروري تنظيم الحوار الحقيقي ما بين السلطات والمعارضة من دون شروط مسبقة حول مستقبل البلاد، وكلما يبتدأ هذا الحوار اقرب، يمكن انقاذ عدد اكبر من الارواح ووقف اراقة الدماء. ويمكن تحقيق كل هذه الاهداف شرط مواصلة عمل البعثة العربية باخلاص ودقة وتجسيدها الصحيح لقرارات جامعة الدول العربية. وسوف تؤثر هذه القرارات، ليس على الوضع في سوريا فحسب، بل على كل التطورات الجارية في منطقة الشرق الاوسط. ونتمنى ان تساهم في تنقية الاجواء لمواصلة عمل بعثة الجامعة العربية، مؤكدا "اننا نريد تجنيب المنطقة الكوارث وايجاد الحلول السياسية".
وردا على سؤال، قال: "نعمل منذ زمن في مجلس الامن لايجاد القاسم المشترك مع الدول الاعضاء الاخرى، ولدينا مشروعنا الذي نعتبره متوازنا لان مصادر العنف ليس فقط من النظام، بل من المعارضة المسلحة ايضا ولا بد من التأثير على الطرفين، وليس على طرف واحد. ولا نعتبر انفسنا طرفا في هذا النزاع، بل نحن مستعدون للعمل ليس فقط مع السلطات السورية، بل ايضا مع المعارضة التي استقبلنا وفودا منها وسنواصل الجهود والتي هي قيد الدراسة".
ودعا "الجميع ومنها المعارضة لاجراء الحوار الوطني الشامل، لاننا نرى ان هناك فرصة، يجب الاستفادة منها".