حذّر مدير الاستخبارات الأميركية السابق مايكل هايدن من أي ضربة عسكرية محتملة لإيران، لأنها ستكون «فكرة سيئة، وستجعل منع إيران من تصنيع السلاح النووي مهمة شبه مستحيلة «، مشيراً، في الوقت ذاته، إلى أن إسرائيل «تعقّد حلّ المشكلة بدلاً من تسهيلها».
ونشرت صحيفة "فورين بوليسي" الأميركية، ان هايدن أوضح خلال لقاء مع مجموعة صغيرة من الخبراء والصحافيين في معهد «ناشيونال إنترنست»، أن هناك ما يشبه الإجماع داخل الحكومة على أن الضربة العسكرية على إيران ستعجّل في حدوث ما نحاول أن نتفاداه، وهو أن إيران حينها لن تؤول جهداً لبناء ترسانتها النووية.. وفي السر».
يُذكر أن هايدن شغل منصب مدير وكالة الأمن القومي بين عامي ١٩٩٩ و٢٠٠٥، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية من العام ٢٠٠٦ حتى شـــباط العام ٢٠٠٩، فضلاً عن خدمته في القـــوات الجــوية الأميركية لمدة ٣٩ عاماً قبـل أن يتــقاعد برتبــة جنرال بأربعة نجوم.
وفي إطار شرحه للأسباب التي تجعل من الاعتداء العسكري على إيران يأتي بنـــتائج عكسية، قال هايدن «إن إدارة بوش توصــلت إلى هذه النتيجة، بعد أبحاث وجهود بذلتها، لا سيما وأنـــه لن يكون هناك احتلال لإيران، إذ أن هذا السيناريو مستبعد جملة وتفصيلاً». ويضيـــف «لا أحــد يفكر باحتلال أي شيء، من هنا فإن الضربة العسكرية لن تكون سوى حل قصير الأمد».
أما اللافت، فهو ما كشـــفه مديـــر الاستخبارات السابق بأن «اسرائيل لا تمتلك القـــدرة على ضرب إيران، وحدها الولايات المتحدة لديها هذه القدرة»، ويتابع «الإسرائيليون لن يضـــربوا إيران، ليســـوا قادرين على ذلك. إنهـــم لا يملكون سوى جعل مشـــكلة البرنامج النووي الإيــراني أسوأ. نحن نستطيع أن نعالج الأمور بطريـــقة أفضل.. لا يمكن أن نحلّ الأمر باعتداء، فهو يتطـــلّب معركة طويلة.. فلا نحن ولا هم ندرك مكان الأشياء التي نودّ تدميرها بالضبط».
ويدخل هايدن في التفاصيل حول كيفية القيام بضربة عسكرية، ليؤكد مرة أخرى أن من الصعب السيطرة على التهديد الإيراني في حال الإقدام على مثل هذه الخطوة. «للمرة الأولى، سيكون هناك حركة لحاملات الطائرات في المنطقة وصواريخ «توماهوك» العابرة للقارات فضلاً عن الجهود الدبلوماسية التي ستسعى لإقناع دول الخليج بإفساح مجالها الجوي أمام الأميركيين.. وبعد ذلك ستغرق أميركا في عملية عسكرية صعبة لعدد من الأسابيع، حتى مع وجود الضربات الجوية».
