لم يعد هناك من يصدق أن الولايات المتحدة الأميركية حين تبرر شنها للحروب إنما تكون بدافع السعي إلى تحقيق الديموقراطية في البلاد وبذلك تصل الولايات المتحدة إلى حروب خاسرة تحت شعار تحقيق الديموقراطية والنهوض بدول العالم فيصيبها الخسارة بإنتكاسة طويلة قد يصب عليها النهوض منها.
وفي هذا الإطار حذر الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر من شن حملة على الجمهورية الإسلامية في معرض إنتقاده لتورط بلاده في نزاعات غير عادلة .
وإذ رأى كارتر أن " معايير الحرب العادلة لا تتوفر في الولايات المتحدة" ، أكد أن الحرب " تكون عادلة فقط كحل أخير عندما يتم إستنفاد كل حل سلمي ممكن، وعندما تبذل كل الجهود لحماية المدنيين، وعندما يكون الهدف من الحرب هو تحسين الوضع، وليس مفاقمته".
وفي معرض إنتقاده لما تنتهجه الولايات المتحدة فيما يتعلق بالسياسة الداخلية والخارجية، رأى كارتر أن المفروض أن يكون الدافع الرئيسي للحرب هو " عندما يرى المجتمع بصورة عامة إنه نزاع عادل وعندما يكون مستوى العنف متناسبا مع الضرر الحاصل".
وبمعنى آخر، يلمح كارتر إلى القول أن أميركا، إذا ما قررت شن حرب على إيران، فسوف يكون هناك نقمة شعبية عليها إذ إن الشعب لن يرى عدالة في هذا القرار كما لن يرى أن مستوى العنف يرقى إلى حجم الضرر العائد على الولايات المتحدة .
كما إنتقد كارتر الحروب العديدة التي شنتها الولايات المتحدة الأميركية بغير حق قائلا " الولايات المتحدة كانت بصورة مستمرة في حالة حرب خلال السنوات الستين الماضية في كوريا وفيتنام وكمبوديا والسلفادور وليبيا وبنما وهايتي ويوغسلافيا والعراق وأفغانستان وغيرها".
وفي حين تنطلق التهديدات الأميركية بضرب إيران يرى كارتر أن " لا عدل في السياسة التى إنتهجناها مؤخرا بشن حرب إستباقية" على الجمهورية الإسلامية الإيرانية قائلاً " إن معظم هذه الحروب لا تتوفر فيها معايير الحرب العادلة وبعضها لم يكن ضروريا البتة".
إلى ذلك،أعرب كارتر عن تشاؤمه من مستقبل أميركا إذ أن رؤية الولايات المتحدة أكثر الامم سخاء ومحاربة لانتهاكات حقوق الإنسان إنما هو حلم يائس على الأقل بالنسبة لأبناء الجيل القادم.