دعا المؤرخ التقدمي الإسرائيلي شلومو زاند أن على الصهاينة الإعتراف بأن "المهمة الرئيسة للجيش الإسرائيلي المدجج بخيرة السلاح الأمريكي (من طائرات مختلفة الأنواع والأحجام ومن الصواريخ المختلفة ومن الدبابات المتطورة حتى دروع الجنود) أصبحت قمع المواطنين الفلسطينيين الذين يتجرؤون على مقاومة الظلم الذي يتعرضون له، وإخضاعهم وقهرهم بكل الوسائل".
ورأى البروفيسور زاند أنّه "منذ بداية الاستيطان اليهودي - الصهيوني في فلسطين وفيما كانت الحركة الصهيونية التي تدعى "إسرائيل"، تنظر إلى نفسها كأقلية مضطهدة وضعيفة تبحث لنفسها عن مكان تحت الشمس تلوذ به، نجح المشروع الصهيوني نجاحاً باهراً في توطيد أقدامه في فلسطين" ووضع اليد غصباً على سويداء قلب العالم العربي، وعلى حساب المواطنين العرب.
إلى ذلك،أضاف البروفسور زاند أنه "بعد حرب حزيران ٦٧ أصبحت جميع أراضي فلسطين من النهر حتى البحر تحت سيطرة إسرائيل ومعها سيناء وهضبة الجولان السورية، وبدأت تل أبيب في إقامة المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وقطاع غزة دون أن تعلن عن ضم تلك المناطق إليها كي لا تضطر لمنح سكانها الفلسطينيين حقوقاً مدنية، وكي تبقيهم خاضعين للقوانين العسكرية، والتعسف والخسف دون رقيب أو حسيب".
في المقابل، أكد البروفسور زاند أن الكيان الصهيوني ما يزال يستمر في " تحويل حياة الفلسطينيين إلى جحيم لا يُطاق من خلال تعزيز الاستيطان في الأراضي المحتلة والاستمروا في إقامة الجدار العازل، لنهب المزيد من الأراضي القليلة التي بقيت للفلسطينيين، كما يستمر الجيش في حراسة تلك المستوطنات وتقطيع أوصال الضفة الغربية بمئات الحواجز ".
ويوضح البروفسور حقيقة الواقع الفلسطيني الاليم وتسلط الصهاينة المغتصبين قائلاً" الحقيقة هي، أن إسرائيل سحبت جيشها من غزة دون أن تعطي لسكانها أية سلطة حتى ولا الوهمية منها، لقد جعلت منها سجنا، تتحكم إسرائيل في جميع نواحي الحياة لسكانه".
ويعدد البروفسور أشكال الإعتداء الإسرائيلي على الفلسطينيين، قائلاً،إسرائيل تقطع عنهم الإمدادات الحيوية متى تشاء وتغلق المعابر متى تشاء، حتى صيادو السمك يحرمون من ممارسة عملهم دون أذية ودون تضييق الخناق عليهم من البحرية الإسرائيلية".
وفيما أشار البروفسور إلى أن الغاية التي يضمرها القادة الإسرائيليون هي إقامة سجنين شبيهين لغزة في الضفة الغربية والقضاء على فرصة إقامة دولة فلسطينية تتوفر لها أدنى حاجات العيش، أوضح أن البديل لدى الصهاينة هو إقامة مخيمات كبيرة يسعى سكانها للفرار منها لأنها لا يمكن أن توفر لهم العيش الكريم".
ختاماً أكد البوفسور التعصب العنصري لدى الصهاينة قائلاً "إنّهم يرفضون أي نوع من التساوي بينهم وبين الفلسطينيين حتى على الورق، لذلك يبقى حق الدفاع عن النفس حكرا على إسرائيل"