أقولها وبملئ الفم على ما قمت بها من مبادرة عجز عنها العديد من القادة العرب! وخير دليل على ذلك هي الاحداث التي مرت بها الدول العربية والاسلامية خلال الاربع سنوات الماضية حيث قمع الحراكات الشعبية المطالبة بالحرية والكرامة وقليل من الاصلاحات. وها هو البحرين ونظامه الذي يصر على سياساته القمعية ضد شعبه المظلوم.
شارک :
فأنت يا نوري المالكي! قلتها بالقلم العريض في مؤتمرك الصحفي التأريخي (الخميس 14 اغسطس/اب2014) عندما تنازلت عن الحكم لصالح زميلك واخيك حيدر العبادي وهو اعرف من كل شخص آخر بأنك اولى به، فحينها قلت مؤكدا بأنك لاتريد الحكم "على حساب حرية الشعب".
والكل يعرف بأنك منذ الاساس لم ترغب في خوض المعترك السياسي من جديد لولا مطالب زملائك في النضال وشعبك الوفي الذي صرخ بتصويته لك! فهو يعرف من هو المالكي وماهي انجازاته خلال الثمان سنوات الماضية؛ وكما ذكرت في المؤتمر الصحفي (الخميس) بكل تواضع مستحضرا بعض ما قدمته في حقبة حكمك للوطن والمواطن؛ فانت من وقع على قتل الطاغية صدام حسين المقبور بينما فرّ المدعّون وبمافيهم اقرب الناس اليك بذرائع شتى. كما ان الشعب العراقي يعرف من الذي عاش بسببه الارهاب وعناصره كوابيس الانهيار والهزيمة! ومن الذي فرض على الدول والحكومات الجارة والبعيدة بأن يعترفوا بالعراق وسيادته ليرسلوا اليه البعثات الدبلوماسية بعد قطيعة دامت لأكثر من ثلاثة عقود؛ لكن ما الحيلة؟! فـ "الرياح تجري بما لاتشتهي السَفَنُ".
وعلى كل حال، لقد انقضى عهد من الوفاء والتضحية من اجل العراق بكل اطيافه ونحله، وانتقلت المسؤولية الى احد السياسيين الذين اعلنت معظم البلدان العربية والاجنبية عن تأييدها له؛ ونخص بالذكر تهنئة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز للرؤساء الثلاث، فؤاد معصوم وسليم الجبوري وحيدر العبادي على تسلمهم زمام المسؤولية في البلاد. كما ان هناك تهنئة خجولة من الجامعة العربية، ناهيك عن تاييد الغرب على كل ذلك؛ فلنرى ما ذا سيقدم هؤلاء الثلاث وماهي السياسات التي ستتخذ في عهدهم لحل الازمات التي يمر بها العراق الجريح؟!
وكل من يعينه العراق ومن يهمه مصير هذا الوطن الاسلامي العربي العريق بحضاراته الشهيرة وخيراته الوفيرة، يأمل بأن يرى حلولاً جذرية لكافة التحديات التي يمر بها وخاصة الارهاب وتطاول جرذان ما يسمى بـ "الدولة الاسلامية" (داعش) عليه.
كما اتوجه، بصفة مراقب للشأن العراقي، الى الـ "كاكا مسعود" واناشده بالتخلي عن سياساته الاستفزازية ضد الحكومة المركزية؛ وان يوقف تهريب النفط العراقي وينهي احتلال كركوك؛ فقد انزاح من كنت تحسبه "حجر العثرة" عن الساحة السياسية! وها هو فؤاد معصوم قد اصبح رئيسا للجمهورية برغبة منك وحزبك؛ كما تشكل البرلمان العراقي من خلال المقاييس الديمقراطية والتي تحلم بها البلدان العربية بأسرها، وترأسه الاسلامي المعتدل سليم الجبوري، اضافة الى اختيار حيدر العبادي رئيسا للوزراء. وبذلك فقد تمت الحجة على اخواننا في اقليم كردستان ليراجعوا سياساتهم وقراراتهم المتسرعة وان ينضموا من جديد الى احضان الوطن المرحبة بهم، تفويتاً للفرصة على اعداء العراق ومواجهةً للارهاب واذنابه.
والكلمة الاخيرة لكل الساسة العراقيين، فـ "الإرهاب أمامكم و التكفير خلفكم والجهل على يساركم و الفتنة على يمينكم. وللشعب من الحق مثل الذي لكم عليه". [وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ] - سورة التوبة: 105 .