العدو الصهيوني لا يغامر بإرسال طائرة تجسس بهذه التقنية إلا بعد التأكد من إن إمكانيات الدفاعات الجوية الايرانية غير قادرة على رصدها وتدميرها؛ وهنا تكمن المفاجأة الايرانية التي فاجأت وشلت العدو حين رصدت الدفاعات الجوية الايرانية الطائرة واسقطتها بصاروخ ارض جو.
شارک :
إعلان الحرس الثوري الايراني عن إسقاط طائرة تجسس إسرائيلية من دون طيار، ليس حدثاً عابراً ليمر مرور الكرام. فالطائرة شبح صُممت وجهزت بأحدث التقنيات التجسسية حتى لا يتم كشفها ورصدها من قبل وحدات الدفاع الجوي للجمهورية الاسلامية. وكان هدفها التوجه نحو وسط البلاد لجمع معلومات عن منشأة نظنز لتخصيب اليورانيوم وهي المنشأة التي يحلم العدو بإقفالها وتدميرها. واصل الحرب الدائرة في المنطقة العربية والاسلامية من سوريا ولبنان والعراق واليمن وافغانستان هو الوصول الى إيران لهدف تدمير مفاعلاتها النووية السلمية وتدمير البنية التحتية الايرانية وإسقاط النظام الاسلامي الجمهوري.
والعدو الصهيوني لا يغامر بإرسال طائرة تجسس بهذه التقنية إلا بعد التأكد من إن إمكانيات الدفاعات الجوية الايرانية غير قادرة على رصدها وتدميرها؛ وهنا تكمن المفاجأة الايرانية التي فاجأت وشلت العدو حين رصدت الدفاعات الجوية الايرانية الطائرة واسقطتها بصاروخ ارض جو.
وقد صرح السيد هادي محمدي الخبير في الشؤون الاستراتجية، لتلفزيون الميادين حول طائرة التجسس الاسرائيلية في اجواء البلاد (ايران) وقال : إن الاجزاء الرئيسية من الطائرة سالمة وأن الحرس الثوري يعمل على تخلية المعلومات المطلوبة منها.
وأوضح محمدي، أن طائرة التجسس الاسرائيلية من دون طيار دخلت الاجواء الايرانية بمساعدة اميركا وهي سهلت مهمة هذه الطائرة عبر الاستفادة من تقنية اقمارها الصناعية التجسسية؛ مؤكدا أن "الطائرة إنطلقت من البحر الاحمر عبر اجواء احدى الدول العربية قبل دخولها الاجواء الايرانية".
اذن، هناك ثلاث دول متورطة في هذا العدوان التجسسي على المنشأت النووية الايرانية: إسرائيل والسعودية وامريكا.
وقد تكون الزيارة المفاجأة لنائب وزير الخارجية الايراني الى الرياض للبحث في تداعيات هذا العدوان وكشف التنسيق مع العدو الصهيوني لمهاجمة إيران. فمن حق ايران الاحتفاظ بالرد على هذا التصرف العدواني. ولم تخفي إسرائيل يوما علاقاتها السياسية والعسكرية مع السعودية. وإيران تعلم حجم هذه العلاقات بين السعودية والعدو الصهيوني.
يأتي هذا الانجاز الايراني الكبير في وقت تقف المنطقة على فوهة بركان؛ فهل هذا رد إسرائيلي على دعم الجمهورية الاسلامية للمقاومة الفلسطينية في غزة وتمكينها من تحقيق النصر على اسرائيل؟ وهل هذا رد سعودي على الحراك الشعبي اليمني المؤيد من ايران والذي يقلق المملكة السعودية؟ وهل هذا رد اميركي على دعم أيران لسوريا والعراق في مواجهة الارهاب الداعشي المدعوم اميركيا والذي لم يتمكن من إسقاط إحدى العواصم العربية دمشق وبغداد؛ فهل يكون هذا الانجاز ردعا للدول الثلاثة في وقف المؤامرات ضد ايران والتي سوف تواجه اي عدوان برد يجعل المعتدي نادما منذ اللحظات الاولى. أما إختيار كيف سيكون الرد الايراني على هذا العدوان، فالايام القادمة كفيلة بالاجابة. ومن حق ايران الطبيعي الرد على الدول الثلاثة المتورطة.
بهذا الانجاز لحرس الثورة الاسلامية، تكون أحلام اسرائيل قد تبددت في إمكانية شن هجوم على المنشأت النووية الايرانية كما تبددت احلامها بشن عدوان على لبنان بعد هزيمتها في غزة؛ احلام إسرائيل تبخرت وسقطت حين سقطت "الشبح". وأصبح شبح الحرس الثوري الايراني والجيش الايراني يطاردها ويؤرق نومها ومعها اميركا والدول الخليجية. ______________________ * ناشط اعلامي مقيم في استراليا / عضو المجمع العالمي لاهل البيت (ع)