تاريخ النشر2011 10 March ساعة 16:16
رقم : 42150

عن أي اسلام تتحدث الداخلية السعودية؟

اذا كان هو ذات الاسلام الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فينقل لنا رواة السير أن مسلمين اعترضوا على النبي وأحدهم جاء يوما الى رسول الله وقال له يا محمد أعدل
الشرطة السعودية تقمع المحتجين
الشرطة السعودية تقمع المحتجين

وكالة أنباء التقریب (تنا)

ما كادت تصدر وزارة السعودية بيانها بأن التظاهر والاحتجاج يتعارض مع تعاليم الشريعة الاسلامية حتى انبرت هيئة كبار العلماء لتصدر بيانا بذات المضمون بعد ذلك أصدر مجلس الشورى السعودي بيانا مشابها.

العنصر المشترك في هذه البيانات هو التأكيد على أن الاحتجاج والتظاهر يتعارض مع الاسلام، أما العنصر المشترك الآخر فهو التهديد المبطن بتخويل الأجهزة الأمنية استخدام أعنف الأساليب لقمع المتظاهرين، وبغض النظر عن شرعية استخدام القوة والعنف والاعتقال والتعذيب ضد المتظاهرين العزل والسلميين، فلا ندري عن أي اسلام تتحدث الداخلية وهيئة كبار العلماء والشورى؟

اذا كان
هو ذات الاسلام الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فينقل لنا رواة السير أن مسلمين اعترضوا على النبي وأحدهم جاء يوما الى رسول الله وقال له يا محمد أعدل، ولم يتذمر النبي ولا أمر بضرب عنقه مع أننا نعتقد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مسدد من قبل الله جل وعلا وأنه معصوم وبالتالي فمن المستحيل أن يكون ظالما، بل أن المدعي كاذب ومفتري.

وأيضا يروي لنا أصحاب السير التاريخية أن سيدتنا فاطمة الزهراء عليها السلام ألقت خطبة عضماء أمام الخليفة الأول أبو بكر أنتقدته فيها بشدة وأعترضت على مصادرة حقها في فدك، ومع ذلك لم يطالب أبو بكر بقطع رأسها بل تقول بعض الروايات أنه غير موقفه وأراد أن يعيد لها فدك الا أن البعض منعوه من ذلك، وحدثت وقائع مشابهة في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب حينما أنبرى اليه بعض المسلمين وقالوا له استقم فان لم تستقم قومناك بسيوفنا، فهذا تهديد علني ومباشر لرئيس الدولة ومع ذلك لم نسمع أنه اتخذ اي رد فعل ضدهم.

أما خلال خلافة الامام علي عليه السلام فوقعت أيضا بعض الاحتجاجات والاعتراضات ولم يستخدم الامام العنف والسيف ضد المعارضة السلمية وانما استخدمه
ضد المعارضة المسلحة بل وحتى في هذه أيضا فينقل لنا التاريخ أن عائشة زوجة النبي عندما شاركت في حرب الجمل ضد الامام فان الامام لم يأمر بقتلها أو اعتقالها بل أعادها الى المدينة المنورة معززة ومكرمة ووفر لها كافة وسائل الراحة في السفر.

ألم يكن تصرف النبي وأبو بكر وعمر وعلي عليه السلام تجاه المعارضين نابع من الاسلام وتعاليمه، لذا عن أي اسلام تتحدث عنه الأجهزة الحكومية السعودية، والحقيقة هذا هو بيت القصيد، فجذور مشكلة الأمة الاسلامية تعود الى أن هناك مسلمون يفصلون الاسلام حسب مقاساتهم.

وكما نعلم فان فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أحد فروع الدين ويتعين على كافة المسلمين التقيد والالتزام بها ولا يقتصر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على شريحة من المسلمين، ولا تطبيق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على شريحة وغض الطرف عن شريحة أخرى بل الجميع سواسية، فاذا ظلمت وفسدت السلطة فعلى الجميع أن يتصدى لانحرافها والمفارقة أن أحد أكبر
الأجهزة الحكومية في السعودية والذي يتمتع بصلاحيات واسعة هو جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيا ترى اذا طالب أحد المواطنين في السعودية الحكومة بأن تعدل وأن لا توغل في الفساد فهل ارتكب جريمة لا تغتفر وينزل به عقاب لا يتصوره بتاتا؟

أحد نماذج ظلم السلطة السعودية وعدم عدالتها هي أنها تصرف ٢٠ ألف ريال سعودي منذ ولادتهم وحتى وفاتهم، ولنتصور المبلغ الذي تخصصه الحكومة لحتى أولئك الأطفال الرضع من العائلة الحاكمة شهريا مع الأخذ بنظر الاعتبار أن عدد الأمراء تجاوز ٣٠ ألف أمير وأميرة، في الوقت الذي يعاني فيه ملايين المواطنين من الفقر المدقع.

الظاهرة التي يلمسها كل من يزور السعودية أن بعض سواق سيارات الأجرة سعوديين ومع أن العمل ليس عيبا الا أن هذه الظاهرة تكاد تقتصر على السعودية دون سائر الدول الخليجية، لو كانت السلطة تمنح سائق التكسي هذا شهريا ٢٠ ألف ريال فهل سيجول من الصباح الى الليل في الشوارع من أجل لقمة العيش، أليس من حق هذا المواطن الاعتراض على هدر أموال البلد بهذا الشكل؟

صالح القزويني
https://taghribnews.com/vdcdzf0o.yt0xk6242y.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز