لم يشأ البعض حتى هذه اللحظات أن ينزع عن عقله عصابة الطائفية، في حين يمعن الطعن في جسد الأمة بخنجر التخوين واستحقار حقوق الشعوب بربط مطالب الشعوب وتحركاتها الشعبية بالخارج والعمالة للأجنبي، وكأن زعامات العروبة والذوات المقدسة هي بعيده جدا عن العمالة لأمريكا والتطبيع مع العدو الأزلي للأمة الإسلامية إسرائيل!!
شارک :
تلك الطائفية التي يحاول البعض تأجيجها هنا وهناك.. والتي أثبتت فشلها على مدى قرن تقريبا أو أكثر ولم يزل ذلك البعض يجيش الجيوش بدعوة التوحيد الذي لا يفهمه إلا هو فقط وكأنه الوصي الأوحد على الأمة الإسلامية، ولا نظير أو منافس لفكره الذي لم يثبت على مر تاريخه لم يثبت وقوفه الجدي مع حقوق الشعوب المظلومة والمقهورة في بقاع الأرض، مقارنة بوقفته الصارمة والحازمة أمام حقوق الشعوب بحجة خروجها عن تعليمات الدين والانحراف الديني أحيانا، والخروج عن طاعة ولي أمر المسلمين احيانا أخرى، ناهيك عن عدم تصديه للانحلال الأخلاقي من دعارة وخمور في دول عربية مجاورة تدعي الإسلام..
من يتأمل تاريخ التطرف في الأمة الإسلامية في العصر الحديث وبالتحديد منذ أكثر من مائة سنة تقريبا، يجد أن هناك فئة تدعي الدعوة للتوحيد لم تتعب في محاولة تفتيت الأمة بحجة بـ وهم الدعوة التي جعلها الله مسؤوليتهم دون غيرهم من علماء المسلمين، وكان أكبر سلاح لها هي فتاوى التكفير والقتل على الهوية..
ففي زمن من الأزمنة أرسلت تلك الفئة رسلها لهدم ضريح الإمام الحسين في كربلاء، لكن كلمة الله كانت العليا فدحروا خائبين من أرض كربلاء المقدسة، لكن تشاء الأقدار أن تنجح هذه الفئة في تفجير قبتي الإمامين العسكريين في سامراء مستقلة الوضع الأمني الغير مستقر في العراق، والله سلم أن هناك حصانة على مستوى علماء الأمة الإسلامية متمثل في الوعي والحكمة وعدم معاملة فئة الفتنة والتكفير بالمثل، ولولا ذلك فالله أعلم بما سيحول عليه أمر الأمة الإسلامية، نعم تلك الفئة غالبا ً ما تستغل الأوضاع المتدنية من الأمن، أو حتى المستوى الثقافي والاقتصادي لبلد ما.. هذا الحقد المتآرث لم يستكن أو يقر في نفوس هذه الفئة فهو يتكرر في كل بلد له ثغراته الأمنية والثقافية والاقتصادية، ويدعم بالمزيد من الفتاوى الطائفية، تارة في التكفير وتارة في القتل على الهوية، حتى وصل الغي بهم إلى تحريم الدعوة للمقاومة التي تقاوم إسرائيل بالغالي والنفيس، حتى هذه الدعوة التي تخرج من نفس مسلم غيور على المسلمين تخرج من نفس مسلمة طيبة تحب الخير لأهل ملتها في فلسطين ولبنان كانت هذه الدعوة محرمة، لماذا لسبب طائفي مقيت، ولا يخفى عليكم أيضا ً فتوى تحريم التظاهر في ثورات تونس ومصر وليبيا.. لا أدري أي مصلحة لتلك الفئة في الوقوف أمام مصالح الشعوب، أفغانستان، العراق، لبنان، فلسطين، الصومال، وتونس ومصر وليبيا..؟؟!! ألا يعد هذا السلوك السيئ في التعامل مع شعوب الأمة المقموعة أصلا ألا يعدُ تصدير للطائفية إلى تلك البلاد - إن صح التعبير -؟؟، إلا يحق لشعوب الأمة أن تخاف من هذه الفئة بل تحاربها، فما بال البعض من يدعي الاعتدال قد جُرف إلى هذا المستنقع الخطير من حيث يشعر أو لا يشعر وهو أحد من اُستهدف من هذه الطائفة فكتب في حقه مؤلف «.. الكلب العاوي..» عنوانه يدل على المستوى الأخلاقي لهذه الفئة المتدني في التعامل مع الآخر..
التاريخ يعيد نفسه، ففي البحرين، أزيلت قبة العلامة الجمري!!، فهل كانت هذه القبة جهاز إرسال يبث معلومات استخبارتية لدولة مجاورة؟!! وما بال تلك المساجد التي هدمت واحرق بعضها في البحرين؟ وما بال تلك الصفحات الطائفية التي تنادي بالإبادة لطائفة مسلمة في البحرين؟؟ وتنادي علنا بمقاطعة طائفة وشريحة من المجتمع المسلم؟؟ وما بال عناوين التطيهر التي نراها تتصدر العناوين الصحف والاعلام الرسمي؟؟!!
لم تتعلم تلك الفئة لهذا الوقت أنها تسارع في خطاها نحو نهايتها التي أصحبت قريبة جدا ً، فنراها الآن في مصر تحاول لعب أدوارها السخيفة والمملة والتي لطالما أشعرتنا بالغثيان، لنسمع المطالبة بهدم أضرحة الأولياء الصالحين في جمهورية مصر ولم تستثنى ضريح رأس الأمام الحسين !! فهل تعي وتفهم تلك الفئة أن جمهورية مصر ليست أفغانستان أو الهند أو الصومال تلك الدول الفقيرة والتي كانت تستغل جهلهم بالدين والإسلام لحقن سموم الطائفية بالتحريض على القتل بلباس الجهاد ضد الكفر والبدع؟؟!!، هل تعي تلك الفئة أن وقفت شعب مصر الأبي لن يسمح لها بالتطاول على خلفيتها الفاطمية الأزهرية في حبهم وولائم لأهل البيت ..