كلمات في ذكرى الطبيب الثائر ، صقر حماس : عبد العزيز الرنتيسي
وكالة أنباء التقريب (تنا)
كان أحد مؤسّسي حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة عام ١٩٨٧ ، و كان أول من اعتُقل من قادة الحركة بعد إشعال حركته الانتفاضة الفلسطينية الأولى في التاسع من ديسمبر ١٩٨٧
شارک :
وُلِد عبد العزيز علي عبد الحفيظ الرنتيسي في ٢٣/١٠/١٩٤٧ في قرية يبنا (بين عسقلان و يافا) . لجأت أسرته بعد حرب ١٩٤٨ إلى قطاع غزة و استقرت في مخيم خانيونس للاجئين و كان عمره وقتها ستة شهور . نشأ الرنتيسي بين تسعة إخوة و أختين . التحق و هو في السادسة من عمره بمدرسةٍ تابعة لوكالة غوث و تشغيل اللاجئين الفلسطينيين و اضطر للعمل أيضاً و هو في هذا العمر ليساهم في إعالة أسرته الكبيرة التي كانت تمرّ بظروف صعبة . و أنهى دراسته الثانوية عام ١٩٦٥ ، و تخرّج من كلية الطب بجامعة الإسكندرية عام ١٩٧٢ ، و نال منها لاحقاً درجة الماجستير في طب الأطفال ، ثم عمِل طبيباً مقيماً في مستشفى ناصر (المركز الطبي الرئيسي في خانيونس) عام ١٩٧٦ .
شغل الدكتور الرنتيسي عدة مواقع في العمل العام منها : عضوية هيئة إدارية في المجمّع الإسلامي و الجمعية الطبية العربية بقطاع غزة و الهلال الأحمر الفلسطيني . عمِل في الجامعة الإسلامية في غزة منذ افتتاحها عام ١٩٧٨ محاضراً يدرّس مساقاتٍ في العلوم و علم الوراثة و علم الطفيليات . - اعتقل عام ١٩٨٣ بسبب رفضه دفع الضرائب لسلطات الاحتلال ، و في ٥/١/١٩٨٨ اعتُقِل مرة أخرى لمدة ٢١ يوماً . - أسّس مع مجموعة من نشطاء الحركة الإسلامية في قطاع غزة تنظيم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في القطاع عام ١٩٨٧ . - اعتقل مرة ثالثة في ٤/٢/١٩٨٨ حيث ظلّ محتجزاً في سجون الاحتلال لمدة عامين و نصف على خلفية المشاركة في أنشطة معادية للاحتلال الصهيوني ، و أطلق سراحه في ٤/٩/١٩٩٠ ، و اعتُقِل مرة أخرى في ١٤/١٢/١٩٩٠ و ظلّ رهن الاعتقال الإداري مدة عام . - أُبعِد في ١٧/١٢/١٩٩٢ مع ٤٠٠ شخصٍ من نشطاء و كوادر حركتي حماس و الجهاد الإسلامي إلى جنوب لبنان ، حيث برز كناطقٍ رسمي باسم المبعدين الذين رابطوا في مخيم العودة بمنطقة مرج الزهور لإرغام الكيان الصهيوني على إعادتهم . - اعتقلته قوات الاحتلال الصهيوني فور عودته من مرج الزهور و أصدرت محكمة صهيونية عسكرية حكماً عليه بالسجن حيث ظلّ محتجزاً حتى أواسط عام ١٩٩٧ . - كان أحد مؤسّسي حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة عام ١٩٨٧ ، و كان أول من اعتُقل من قادة الحركة بعد إشعال حركته الانتفاضة الفلسطينية الأولى في التاسع من ديسمبر ١٩٨٧ ، ففي ١٥/١/١٩٨٨ جرى اعتقاله لمدة ٢١ يوماً بعد عراكٍ بالأيدي بينه و بين جنود الاحتلال الذين أرادوا اقتحام غرفة نومه فاشتبك معهم لصدّهم عن الغرفة ، فاعتقلوه دون أن يتمكّنوا من دخول الغرفة . - و بعد شهرٍ من الإفراج عنه تم اعتقاله بتاريخ ٤/٣/١٩٨٨ حيث ظلّ محتجزاً في سجون الاحتلال لمدة عامين و نصف العام حيث وجّهت له تهمة المشاركة في تأسيس و قيادة حماس و صياغة المنشور الأول للانتفاضة بينما لم يعترف في التحقيق بشيء من ذلك فحوكم على قانون "تامير" ، ليطلق سراحه في ٤/٩/١٩٩٠ ، ثم عاود الاحتلال اعتقاله بعد مائة يومٍ فقط بتاريخ ١٤/١٢/١٩٩٠ حيث اعتقل إدارياً لمدة عامٍ كامل .
- و في ١٧/١٢/١٩٩٢ أُبعِد مع 400 مجاهد من نشطاء و كوادر حركتي حماس و الجهاد الإسلامي إلى جنوب لبنان ، حيث برز كناطقٍ رسمي باسم المبعدين الذين رابطوا في مخيم العودة في منطقة مرج الزهور لإرغام سلطات الاحتلال على إعادتهم و تعبيراً عن رفضهم قرار الإبعاد الصهيوني ، و قد نجحوا في كسر قرار الإبعاد و العودة إلى الوطن . خرج د. الرنتيسي من المعتقل ليباشر دوره في قيادة حماس التي كانت قد تلقّت ضربة مؤلمة من السلطة الفلسطينية عام ١٩٩٦ ، و أخذ يدافع بقوة عن ثوابت الشعب الفلسطيني و عن مواقف الحركة الخالدة ، و يشجّع على النهوض من جديد ، و لم يرقْ ذلك للسلطة الفلسطينية التي قامت باعتقاله بعد أقلّ من عامٍ من خروجه من سجون الاحتلال و ذلك بتاريخ ١٠/٤/١٩٩٨ و ذلك بضغطٍ من الاحتلال كما أقرّ له بذلك بعض المسؤولين الأمنيين في السلطة الفلسطينية و أفرج عنه بعد ١٥ شهراً بسبب وفاة والدته و هو في المعتقلات الفلسطينية .. ثم أعيد للاعتقال بعدها ثلاث مرات ليُفرَج عنه بعد أن خاض إضراباً عن الطعام و بعد أن قُصِف المعتقل من قبل طائرات العدو الصهيوني و هو في غرفة مغلقة في السجن المركزي في الوقت الذي تم فيه إخلاء السجن من الضباط و عناصر الأمن خشية على حياتهم ، لينهي بذلك ما مجموعه ٢٧ شهراً في سجون السلطة الفلسطينية . - حاولت السلطة اعتقاله مرتين بعد ذلك و لكنها فشلت بسبب حماية الجماهير الفلسطينية لمنزله . - الدكتور الرنتيسي تمكّن من إتمام حفظ كتاب الله في المعتقل و ذلك عام ١٩٩٠ بينما كان في زنزانة واحدة مع الشيخ المجاهد أحمد ياسين ، و له قصائد شعرية تعبّر عن انغراس الوطن و الشعب الفلسطيني في أعماق فؤاده ، و هو كاتب مقالة سياسية تنشرها له عشرات الصحف . و لقد أمضى معظم أيام اعتقاله في سجون الاحتلال و كلّ أيام اعتقاله في سجون السلطة في عزل انفرادي ... و الدكتور الرنتيسي يؤمن بأن فلسطين لن تتحرّر إلا بالجهاد في سبيل الله . - و في العاشر من حزيران (يونيو) ٢٠٠٣ نجا صقر "حماس" من محاولة اغتيالٍ نفّذتها قوات الاحتلال الصهيوني ، و ذلك في هجومٍ شنته طائرات مروحية صهيونية على سيارته ، حيث استشهد أحد مرافقيه و عددٌ من المارة بينهم طفلة . - و في الرابع والعشرين من آذار (مارس) ٢٠٠٤ ، و بعد يومين على اغتيال الشيخ ياسين ، اختير الدكتور الرنتيسي زعيماً لحركة "حماس" في قطاع غزة ، خلفاً للزعيم الروحي للحركة الشهيد الشيخ أحمد ياسين .
- واستشهد الدكتور الرنتيسي مع اثنين من مرافقيه في ١٧ نيسان (أبريل) ٢٠٠٤ بعد أن قصفت سيارتهم طائرات الأباتشي الصهيونية في مدينة غزة ، ليختم حياة حافلة بالجهاد بالشهادة .