من أهم منتجات فرعنة النفوس تكمن غالبا في ثلاثة عومل رئيسية (ثروة هائلة ومستشارين شياطين وشعوب مغفلة) عندها يجد الشخص ان كل الظروف مهيأة له ليتجبر ويتكبر عليهم وعلى غيرهم غير أن النهاية الدائمة لهؤلاء هو "الإنتحار" فلماذا دائما ينتحرون؟
شارک :
بقلم د.يوسف الحاضري
كاتب وباحث في الشئون الدينية والسياسية
abo_raghad20112@hotmail.com
عندما يجد الإنسان نفسه محاطا بكل عوامل التجبر والأستكبار خاصة ذلك العامل الخطير جدا الذي يقوم على أيدي الجماهير نفسها التي سيتكبر ويتجبر ويستعلى عليها من قبل من رفعته على ظهورها فإن هذا الفرعون بكل نفسياته الخبيثة يسعى دايما ﻻن يؤمن به الجميع بأنه الذي لا مثيل له ولا شريك له حاملا في طيات هذه النفسية نفسية (أنا ربكم الأعلى) وإن لم ينطقها كما نطقها جدهم الأكبر (فرعون) بيد أن العمل والإجراءات والتوجهات والتوجيهات تعكس هذه النفسية على الواقع ، فلا يقبل النصيحة وهو يرى نفسه الأعلى ، ولا يتحمل النقد وهو يرى نفسه الأعلى ، ولا يتحمل الهزيمة وهو يرى نفسه الأعلى ، ولا يقبل ان يرفض له أمرا وهو يرى نفسه الأعلى ، فتأتي تصرفاته حادة وقاسية وخبيثة كردة فعل لهذه الأمور تصل غالبا إلى القتل (وقال فرعون ذروني أقتل موسى ) لأن موسى جاءه بالحق وبالنور غير ان القلوب الأستعلائية ترفض الحق مع عدم قدرتها على الوقوف في وجهه بالحجة القوية فتلجأ فقط للقتل ، وهذا أيضا ما وجدناه في أنظمة الخيانة في الخليج والتي عجزت أمام حق اليمن فلجأت الى قتل ابناء اليمن وحصارها وهكذا دأب الباطل والمستكبرين.
كلما زادت اخفاقات هؤلاء المتجبرين المتكبرين امام الحق وأهله بقلة امكانياتهم وعدتهم وعدادهم كلما زادت حالة الأستكبار النفسي لديهم من منطلق عدم إستيعابه للنتائج التي ربطها بالماديات والإمكانيات فيستمر في تحركه ضد الحق مستمرا في تضليل الشيطان له من خلال تزيينه لهذا المتعجرف أعماله وأمكانياته (واذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس) وبأنه الأعلى والأقوى والأكثر سيطرة فيتمادى أكثر ويزداد في التحرك الإنتحاري فيدخل في هواجس نفسية محدثا لها بأنه لا يجب ان يخسر ولا يمكن أن ينكسر ، ثم يأتي بعد الشيطان اولئك الملأ الذين طالما يحيطون به ويستشيرهم فيسعون لرفع معنوياته بطرق خاطئة من خلال بث روح الخطورة المجتمعية من الإنهزام ، وماذا سيكون مصيرك في أعينهم عندما تنكسر امام هذا أو ذاك وأنت الذي كنت للأمس لا غالب لك من الناس ولا قرين لك بل لا شريك لك ، فتبدأ التخوفات تسيطر عليه فيصبح هذا الأمر هو أكثر الأمور التي تحدد تحركاته المستقبلية وعندها يصل إلى مرحلة العمى الفكري والقلبي فلا يعد يستطيع ان يميز الحقيقة وتصبح قرارته متخبطة وعشوائية حتى تصل إلى القرارات اللاواعية وهذه تعتبر قرارات إنتحارية .
عندما لحق فرعون بجيوشه موسى وقومه حاصرهم أمام البحر فظن فرعون أنه المنتصر فزاد معدل غروره وتكبره وعجرفته ورجع به التفكير الى مجتمعه بأنهم سيقدسونه أشد وأكبر مما كانوا يقدسونه وسينسف كل الإنتصارات السابقة التي كانت لموسى عليه في الفترة السابقة ، ولكن فجأة إنقلبت كل الموازين والمقاييس التي كان يحسبها فرعون في تلك اللحظة وخابت كل الآمال وتلاشى كل شيء بشق البحر لموسى وقومه فخرجوا من الحصار أمام عينيه ، وعلى الرغم من أن شق البحر لا يمكن ان يكون ضمن امكانيات أي بشر مهما كانت الإمكانيات وكان الوضع السليم والسديد لأي انسان يمتلك قلبا سليما وتفكيرا سديدا في هذا الموقف أن يتوقف هنا ويسلم للوضع وانه خارج عن نطاق سيطرته وتحكمه وقراره ، لكن تجبر وتكبر فرعون والحالة النفسية التي وصل إليها وخشيته من أطروحات وأحاديث مجتمعه ومن حوله والذي رأى أنهم سوف يستنقصونه وتنقص مكانته التي وضعها لنفسه في فكره وتخيلاته وأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال ان يتنازل عنها ولا يمكن ان يسمع لكلمة من هذا او ذاك تجرح مشاعره التي صنعها هو لذا قرر الإنتحار ولكن بالطريقة التي كانت متوفره له في تلك اللحظة فرمى بنفسه وبجنوده الى المهلكة وسط البحر مصمما وعازما على ان يلحق بموسى وهو من أكثر القرارات غباء وسذاجة في التاريخ لا يساويه قرارا في الغباء الا قرار آل سعود دخولهم الحرب ضد اليمن فتساوى الجانبان في الأنتحار ، فأنتحر فرعون وغرق ومن معه كما هو حال آل سعود الغارقون في اليمن .
هذه النفسية الإستعلائية التي تملكت وسيطرت على نفسية آل سعود بأنهم سوف يحسمون الامر في اليمن خلال 7 ايام او شهر بالكثير نظرا لما رأوه هم انهم يمتلكون قوة ومالا وايضا يأوون ركنا شديدا وقويا هي أمريكا (حسب توصيفهم ورؤيتهم) تفرعنت مع فشلهم وانكسارهم فوصلوا إلى ما وصلوا اليه اليوم بعد حوالي 2060 يوما وهي أكثر من المدة التي كانوا يظنونها بحوالي 70 مره على اعتبارها شهرا ، فقادهم ذلك للإنتحار خشية الاستنقاص ممن حولهم ، وهذا الوضع ما سيكون عليه ترامب خلال ما سيتبقى له من فترة رئاسته والذي بدأ الجميع يستنقص منه ويسخر ويشمت وهو الذي وصل الى مرحلة (الفرعنة) وأنا ربكم الأعلى حتى انه كان عندما يحلب بقره في الدول الخليجية كان يهينهم وهو يحلبهم في وقت أن الانسان عندما يحلب بقرته يمسح على ظهرها ويعلفها كي يزداد إدرارها حليبا ، لذا ستجدونه ينتحر بطريقة أو بأخرى اما انتحارا جماعيا لأمريكا برمتها بالاضطرابات المجتمعية او بالحرب الأهلية او حربا إقليمية خارجية وان عجز عن ذلك واستطاع الكونجرس الحد من تصرفاته الإنتحارية فيما تبقى من فترة رئاسته فسيلجأ للإنتحار الشخصي ، فهذه سنن الله في خلقه وهو من قاد نفسه الى هذه الوضعية وستذكرون ما أقول لكم .