ليس يعنينا سقوط نتانياهو وصعود سواه في هذا الكيان العنصري، بقدر ما تعني هذه التطورات من تضعضع داخلي متواصل في هذا الكيان وزادت من وتيرته نتائج معركة سيف القدس بعد نصر غزة .
شارک :
أمين أبو راشد
قبل ساعة من انتهاء المهلة المحددة، أعلن رئيس حزب "يوجد مستقبل" يائير لبيد عن التوصل لتشكيلة حكومية ائتلافية في الكيان الصهيوني، يتناوب لبيد على رئاستها مع رئيس حزب "يمينا" نفتالي بينيت، بموافقة سبعة أحزاب من يمين الوسط الى أقصى اليسار، بهدف إنهاء عقد من حُكم بنيامين نتانياهو، وقد شاركت ما تسمى القائمة العربية الموحَّدة في الكنيست بإسقاط نتانياهو الذي دعا وزراءه ونواب حزبه الى التظاهر أمام مقر إجراء المفاوضات الائتلافية في تل أبيب، في محاولة وُصِفت بالأخيرة لإفشال هذه الحكومة.
ليس يعنينا سقوط نتانياهو وصعود سواه في هذا الكيان العنصري، بقدر ما تعني هذه التطورات من تضعضع داخلي متواصل في هذا الكيان وزادت من وتيرته نتائج معركة سيف القدس بعد نصر غزة، بفضل البطولات الإستثنائية التي غيًّرت معادلة المواجهة الى الأبد، بفضل صواريخ المقاومة من القطاع وصمود أبناء هذا القطاع رغم معاناتهم، عسى أن يكون هذا التحوُّل درساً لجماعة أوسلو وكل المُنادين بمفاوضات عبثية مع هذا الكيان العنصري.
واتت هذه التطورات لتؤكد لكل من عانى الإقصاء في الداخل المحتل، على وسائل النصر الحقيقي على العدو، وأن كل صاروخ إنطلق من قطاع غزة على الجسم الجغرافي العدواني، والديموغرافي الإستيطاني، أهم من كل المفاوضات والقِمَم والمؤتمرات والقرارات الدولية، وأن دواء هذا الكيان بات في صاروخ كائناً ما كانت نوعيته وقدرته ومداه، لأن الأهم هو في إحداث التدمير والترويع في المجتمع الإسرائيلي أسوةً بما فعل ويفعل هذا الكيان بالمجتمعات العربية وبفلسطينيي الداخل.
للبعض في "إسرائيل" رأيهم، أن إسقاط نتانياهو جاء على خلفية إتهامه بملفات فساد، وأن إقصاءه عن رئاسة الحكومة يرفع عنه حصانة المُساءلة والمحاكمة والسجن ولكن، “الشارع الإسرائيلي” يُطالب بإقصاء نتانياهو لأنه فشِل في المواجهة مع قطاع غزة من جهة، وأثبت من جهة أخرى هشاشة التدابير في حماية مستوطني غلاف قطاع غزة، وصولاً الى ما بعد وما هو أبعد من هذا القطاع بما فيها تل أبيب والمناطق المحيطة بها.
نصر إستراتيجي قطع رأس رئيس سلطة تنفيذية في هذا الكيان، ولا نصر عربي يستحق هذه التسمية قبل تحرير جنوب لبنان عام 2000 ونصر تموز عام 2006 وبعدهما، وإذا كان قطاع غزة قد صمد عام 2014، فإنه عام 2021 قد حقق وبنفس أسلوب المواجهة اللبنانية نصراً استراتيجياً حقيقياً، وأن قطع رأس نتانياهو عسكرياً وسياسياً ليس سوى البداية، والنصر العظيم آتٍ عبر تثمير وصناعة الإنتصارات وبنفس الأسلوب الذي أتقنته المقاومة من قطاع غزة…