ما هي الرسائل الست التي اراد الحوثيون ايصالها من خلال تدمير منشآت "ارامكو"؟!
تنا
هذا التصعيد اليمني غير المسبوق، في الرد على المعتدين والذي يأتي عشية دخول العدوان السعودي- الإماراتي على اليمن عامه الثامن، له علاقة بوجود قرار يمني بحرمان المعتدين من إستخدام عائدات النفط لشراء السلاح وتغطية نفقات الحرب الباهظة مما سيؤدي عاجلا وليس آجلاً إلى إجبارهم على وقفها.
شارک :
محمد النوباني
بداية لا بد من الإشارة إلى ان القصف المركز والعنيف الذي نفذته القوة الصاروخية والمسيرات اليمنية الليلة الماضية لأهداف حيوية في العمق السعودي وادى إلى احتراق وتدمير منشآت نفطية وخزانات وقود تابعة لشركة أرامكو في عدة مدن سعودية وفي مقدمها جدة، والذي أدى حسب بعض المصادر إلى انخفاض إنتاج السعودية من النفط بنسبة 70%، وإرباك اسعار النفط في العالم هو ضربة إستراتيجية للمعتدين سيكون لها ما بعدها.
ومن نافلة القول أيضاً بأن هذا التصعيد اليمني غير المسبوق، في الرد على المعتدين والذي يأتي عشية دخول العدوان السعودي- الإماراتي على اليمن عامه الثامن، له علاقة بوجود قرار يمني بحرمان المعتدين من إستخدام عائدات النفط لشراء السلاح وتغطية نفقات الحرب الباهظة مما سيؤدي عاجلا وليس آجلاً إلى إجبارهم على وقفها.
وعلى عجالة يمكن القول أن القصف الحوثي للسعودية، وهو بكل المقاييس دفاع مشروع عن النفس، يهدف ايضاً إلى إرسال الرسائل الست التالية إلى من يعنيهم الأمر في الإقليم والعالم:-
– الرسالة الآولى لحكام السعودية ومفادها أنه ومع دخول العدوان السعودي- الإماراتي على اليمن عامه الثامن فإن المعركة التي يخوضها الشعب ضد قوى العدوان ستتركز من الآن فصاعداً على آبار ومنشآت النفط مما سيؤدي إلى وقف الإنتاج كلياً.
-الرسالة الثانية إلى الإمارات ومفادها لا تواصلوا اللعب بألنار واختبار صبرنا والإ فإننا جاهزون هذه المرة لتلقينكم درساً لن تنسوه كما فعلنا الليلة الماضية مع السعودية.
-الرسالة الثالثة إلى الولايات المتحدة الامريكية ومضمونها أن موافقة حكام السعودية على طلب إدارة بايدن بإغراق السوق العالمية بالنفط بهدف تخفيض سعره وبالتالي ضرب الإقتصاد الروسي، ليس هو العامل المقرر طالما ان حركة أنصار الله والقوات المسلحة اليمنية (الجيش واللجان الشعبية) من يقرر ذلك على الأرض وفي الميدان.
-الرسالة الرابعة إلى روسيا ومفادها أن حوثيي اليمن الذين وقفتم ضدهم وايدتم حكام السعودية في عدوانها عليهم لإعتبارات إقتصادية بحته هم الذين يقفون إلى جانبكم ويساندونكم في معركتكم من أجل بناء نظام دولي جديد متعدد الاقطاب.
-الرسالة الخامسة وهي موجهة إلى إسرائيل التي مكنتها الإمارات من إحتلال عدة جزر يمنية على البحر الأحمر ومفادها أن من يقصف جدة والرياض ودبي وابو ظبي لقادر على أن يقصف ايلات وربما جوش دان.
ولعل هذا القلق الإسرائيلي هو الذي دفع يوم الأحد الماضي مصادر أمنية إسرائيلية للاعراب عن خشيتها من أن بكون القصف قبل الاخير الذي تعرضت له منشآت “ارامكو” النفطية في مدينة جدة السعودية يوم الأحد الماضي هو رسالة ايرانية لإسرائيل على حد تعبيرها.
-الرسالة السادسة إلى كافة دول العالم المستهلك للنفط ومفادها أن الإنقياد والتبعية العمياء لأمريكا ستؤدي إلى ارتفاع حاد وغير مسبوق على اسعار النفط والغاز في العالم مما سيشكل تهديداً خطيراً وجديا للاقتصاد العالمي وعلى إقتصادات بلدانكم.
فهل وصلت تلك الرسائل؟!