بين شواطئ ايطاليا وشوارع لندن.. حقوق الانسان في مهب الريح
تنـا
عدم اهتمام الاجتماع الاخير لـ "مجلس حقوق الإنسان" بالكوارث البشرية، جعل الحاجة إلى التحول من أحادية الغرب إلى التعددية التي تتمحور حول الدول التي لديها أنموذج عملي ناجح في دعم الأمن العالمي واللاجئين وطالبي اللجوء، أمرا لا مفر منه.
شارک :
في وقت ليس بالبعيد، تعرض قارب يقل حوالي 200 لاجئ، لحادث بالقرب من ساحل كروتوني بإيطاليا، ولقي عشرات الأشخاص بينهم أطفال حتفهم.
وقعت هذه الكارثة الإنسانية بينما حاولت السلطات ووسائل الإعلام الغربية إبعاد الرأي العام عن جذورها، عبر الرقابة والتهوين من حجم الفاجعة.
رغم ذلك، فإن نظرة واقعية وجذرية على الوفيات الجماعية لطالبي اللجوء في البحار الهائجة تكشف الحقيقة وراء هذه الادعاءات.
أولا وقبل كل شيء، أدى الترويج للحرب وسيطرة الغرب في منطقة غرب آسيا وأفريقيا إلى جانب العقوبات إلى الهجرة القسرية لملايين الأشخاص من بلدانهم.
ثانيا: ترفض أمريكا والدول الأوروبية تنفيذ الاتفاقيات الدولية من قبيل اتفاقية اللاجئين لعام 1952 التي وقعت عليها.
القواعد الصارمة لقبول طالبي اللجوء وإنشاء حواجز وجدران متعددة الطبقات على الحدود، هي جزء من السلوك غير القانوني لأوروبا وأمريكا تجاه طالبي اللجوء.
من جهة اخرى يتبنى الغربيون مواقف عدائية ضد دول مثل إيران التي استضافت ملايين المهاجرين من الدول المجاورة بما في ذلك أفغانستان، لأكثر من 4 عقود.
ثالثا: حتى بعد دخول أراضي هذه البلدان يواجه طالبو اللجوء سلسلة من الأزمات والسلوك اللاإنساني في مراكز اللجوء.
عدم اهتمام اجتماع مجلس حقوق الإنسان بالكوارث البشرية جعل الحاجة إلى التحول من أحادية الغرب إلى التعددية التي تتمحور حول الدول التي لديها أنموذج عملي ناجح في دعم الأمن العالمي واللاجئين وطالبي اللجوء، أمرا لا مفر منه.