محور المقاومة وانجازاته .. انموذج الوحدة في نطاق اوسع
وفقا للاخبار التي تداولتها بعض وسائل الاعلام، ان التحركات العسكرية من جانب المحتلين الصهاينة داخل مقراتهم اللاشرعية في سوريا، اشتدت وتيرة خلال الفترة الاخيرة.
شارک :
هذه التحركات ناجمة عن الخطر الذي يشعر به الصهاينة من قوى المقاومة.
فيي الواقع، ان "عملية طوفان الاقصى" التي جرى فيها تفعيل جزء صغير جدا من عناصر محور المقاومة، شكّل تجربة حديثة بالنسبة للامريكيين في ظل الظروف والتطورات التي تسود المنطقة اليوم.
ورغم ان هؤلاء كانوا على علم نسبيا ومنذ سنوات، حول بعض هذه المستجدات، لكن لم يسبق لهم بان واجهوا هكذا اجراء قاصم عمليا وبالشكل المباغت الذي تعرضوا اليه الواحد تلو الاخر منذ انطلاق "الطوفان".
لذلك عمد الاعداء الى التأهب لاجل المواجهة باعلى المستويات، بدلا من الرد بالمثل.
ان عملية طوفان الاقصى استغرقت عدة ساعات، لكن تداعياتها لا تزال قائمة؛ هذه التداعيات التي ينبغي البحث عن جزء منها في فضاعة جرائم الاحتلال، بينما ظهر الجزء الاخر في زعزعة القوة الرادعة للكيان الصهيوني والكوابيس التي اقضت مضجعه وحرمته النوم الهنيئ.
والاهم من كل ذلك، لربما يعود الى وضع الولايات المتحدة وتحركاتها الانفعالية، وما ترتب عليه من هجمات تشنها المقاومة مستهدفة قواعدها في المنطقة.
ان الاساطيل الامريكية التي جاءت الى المنطقة بعد عملية طوفان الاقصى من اجل استعادة القوة الرادعة المنهارة للكيان الصهيوني، والتي باتت اليوم في مرمى الهجمات المتتالية من جانب قوات المقاومة، خير دليل على عدم جدوائية السياسة التي وضعت لمواجهة تحالف يضم اجزاء مؤثرة في العالم الاسلامي.
ولا شك ان جميع هذه الانجازات مرهونة بالتقارب والتماسك القائم بين القوى المخلصة والمضحية في العالم الاسلامي، واعتصامها بمحور الحق، الذي جعل منها تحالفا عظيما ومقبلا على مزيد من الانتصارات.
هذا المحور الوحدوي هو رمز انتصار المقاومة، الذي ينبغي للمسلمين في انحاء البسيطة وبمختلف جنسياتهم ومذاهبهم، ان يتخذوا منه اسوة لهم.
والجدير بالذكر ايضا، هو عدم انخداع المسلمين واغترارهم بالانتصارات التي حققوها على المخطط الفتنوي لاعداء الاسلام، والمتمثل في تاسيس الجماعات التكفيرية مثل داعش، لاجل الوقيعة وتاجيج الخلافات داخل الامة الاسلامية، ومنعهم من تمرير اجنداتهم البغيضة؛ فمن "جرّب المجرّب حلّت به الندامة".
وبالتالي إن المطلوب من ابناء الامة في الوقت الراهن، هو العمل على تعزيز الوحدة بين المسلمين والتحلي بالوعي والبصيرة حيال قضاياهم الرئيسية والفرعية ووضع الامور في المكان الذي يليق بها.