اليوم غزة تكتب التاريخ بسواعد أبنائها، ليس تاريخ غزة فحسب، بل تاريخ المنطقة بأكملها، في ميدان القتال في غزة، ولا تنتهي إلا بتطهير كامل الأرض من القوى الإرهابية والدخيلة على فلسطين.
شارک :
حاولت "إسرائيل" اللعب على جميع الحبال حتى تخرج بأكبر المكاسب، واعتقدت خاطئة أن حربها على غزة يمكن أن يجلب لها المكاسب وتستطيع من خلالها ضرب عصافير كثيرة بحجر واحد، كالتخلص من حركة حماس على أمل تحقيق اختراق في الخريطة الاستراتيجية في فلسطين، إلا أن حسابات الكيان الصهيوني كانت خاطئة لأنه بحسب محللين عسكريين فإن رجال المقاومة يتقدمون ويكبدون الجيش الإسرائيلي يومياً خسائر فادحة ، ويبدو أن الخوف من أي انتصار للمقاومة على إسرائيل بات له التأثير المباشر على نتنياهو الذي أكد أكثر من مرة ” إن من مصلحة إسرائيل القضاء على حركة حماس “، وهذا لا يخلو من تخوفه ورعبه من قوة وصلابة حماس في الميدان.
شهدت الأيام الأخيرة مواجهة علنية ومباشرة بين رجال المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي، حيث وجهت المقاومة لطمة قوية لمغامرات إسرائيل الجنونية، من خلال إطلاق الصواريخ المستمر وخسائر جيشها في ارتفاع، فالثمن الذي دفعه ويدفعه الاحتلال الصهيوني كبير جداً بكل المقاييس، إذ فقدَ الاحتلال توازنه وعقله، وتكبد خسائر فادحة، بشرياً، واقتصادياً، وسياسياً، وعسكرياً، فقد قتل المئات وجرح الآلاف وأسر العشرات من جنود الاحتلال، وأجبر الاحتلال على إجلاء عشرات الآلاف من سكان المغتصبات.
كما هو الحال مع كل تقدم بارز تحققه المقاومة الفلسطينية، تتسارع وسائل الإعلام الإسرائيلية على قراءة أبعاد هذا الحدث، هذه الإنجازات دفعت المحللين الإسرائيليين للتساؤل عن مرحلة ما بعد هذه الإنتصارات، فيما حذر آخرون من أن ما حققته المقاومة يعزز من قوة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، خاصة بعد صمودها في غزة، كل ذلك سيجعل نتنياهو أمام حقيقة واحدة مفادها بأنه ليس لديه أي قدرة على التأثير في الأحداث في غزة، وهذا ما يؤكد بما لا يدع مجال للشك بأن المشروع الإسرائيلي يواجه سقوطاً وفشلاً ذريعاً على أبواب غزة، فالحرب أظهرت مدى قوة رجال المقاومة الفلسطينية وقدرتهم على ضرب وزعزعة أمن من يعتدي عليهم..
إذاً الكرة بكل وضوح في ملعب المقاومة الفلسطينية المتقدم نحو الأمام دون تردد، في إطار ذلك أفرزت معركة غزة صموداً هائلاً للقطاع وأصبح الفلسطينيين على موعد قريب مع النصر الكبير التي تراكمت مقوماته خلال الأسابيع الماضية، لكنه يطل اليوم من بوابة انتصار غزة، وبالتالي فإن العدوان الذي تقوده إسرائيل وعملاؤها لهو أقوى دليل على الحقد الذي يملأ صدور هؤلاء العصابة على غزة وشعبها.
لذلك نحن أمام مرحلة حاسمة من التصدي للكيان الصهيوني وأعوانه تستدعي من كل أبناء فلسطين بكافة أطيافهم بذل المزيد من الجهود وعلى كل المستويات للتصدي لهم وإفشال مخططاتهم ومآربهم الخبيثة، وإن العدوان التحالفي الإسرائيلي- الأمريكي- الغربي المباشر على غزة يدفع بآخر أوراقه التي ستفشل كسابقاتها اعتماداً على المقاومة و وعي أبناء الشعب الفلسطيني، وستثبت الأيام أن العدوان الدولي على غزة لم يكن غير حماقة لن تجني منها إدارة نتنياهو أي مكسب سوى الهزيمة والفشل.
مجملاً، إنتهت اللعبة.. ولم يتبق لنتنياهو وأدواته إلا الإعتراف بهزيمته، اليوم غزة تكتب التاريخ بسواعد أبنائها، ليس تاريخ غزة فحسب، بل تاريخ المنطقة بأكملها، في ميدان القتال في غزة، ولا تنتهي إلا بتطهير كامل الأرض من القوى الإرهابية والدخيلة على فلسطين، لذلك فإن المنطقة اليوم تدخل في مرحلة جديدة سيكون عنوانها التغيير، وسينتج عنها إستعادة المحور المقاوم لدوره لدحر الإرهاب من وطننا الكبير ” فلسطين”.
باختصار شديد.. يخطئ من يتصور ان الإرهاب الإسرائيلي يمكنه هزيمة غزة وشعبها، ومن يتوهم ذلك عليه مراجعة تاريخها الحديث، وفي المقابل فإن ما تحقق في غزة من عزيمة وصمود، يعد إنجازاً بكل المقاييس، ومن المؤكد أن ارتفاع الروح المعنوية لرجال المقاومة الفلسطينية يفتح الطريق أمام تحرير كل شبر من تراب فلسطين الغالية على قلوبنا.