لقد راهنت "اسرائيل" على زرع الفتنه بين حماس والفصائل الاخرى، ولما فشلت حاولت ان تزرع الفتنه الطائفية بين حماس والشعب الفلسطيني، وهذه المرة تجرب حظها العاثر في زرع الفتنه العشائرية ظنا منها ان الشعب الفلسطيني قد وهنت عزيمته بعد كل الذي حدث في غزة.
شارک :
السيناريو الاسرائيلي في غزة يقوم على ثلاث مراحل، الاولى: القضاء على حماس، الثانية: السيطرة التامة على غزة والثالثة: ايجاد البديل عن سلطة حماس لإدارة غزة؛ وقد فشلت (اسرائيل) في جميع هذه المراحل، وكان اخرها فشلها في ارضاء بعض رؤساء العشائر الغزاوية لاداره ملف توزيع المساعدات على الفلسطينيين كمقدمة لتسليم ادارة القطاع اليهم؛ اذ اعلن تجمع عائلات وعشائر غزة في بيان نشرته وسائل الاعلام الفلسطينية رفضه القاطع التعامل مع "اسرائيل" وانه لن يكون بديلا عن اي نظام سياسي في قطاع غزة لإدارة شؤونه بعد الحرب.
جاء ذلك ايضا في تصريح للسيد "حسن المغني" رئيس اللجنة العليا للعشائر في قطاع غزه يوم امس (الخميس 14 اذار / مارس 2024)، بان "جميع العشائر الفلسطينية لا تقبل ان تكون بديلا للحكومة الفلسطينية".
اوضح "المغني"، ان العشائر لا تستطيع ان تحكم او تدير البلاد ومهمتها اصلاح ذات البين والمحافظة على النسيج الاجتماعي ودعم ومسانده الفصائل الفلسطينية، وقد سبق لاسرائيل في عام 1978 ان انشات روابط القرى وارادت من خلالها ايجاد البديل الفلسطيني لمنظمة التحرير الفلسطينية لكنها فشلت بعد ان كشف الشعب الفلسطيني اهداف هذه الروابط التي تأسست لحل المنازعات العشائرية ومساعدة المزارعين في تحسين اوضاعهم الاقتصادية وقد تبين بعد ذلك ان الهدف من ايجاد هذه الروابط استلام ادارة الضفة والقطاع لتكون بديلا عن السلطة الفلسطينية.
واليوم تحاول "اسرائيل" ان تعيد تجربة الروابط القروية فدعت العشائر الفلسطينية في غزه لإدارة ملف توزيع المساعدات الإنسانية على افراد القطاع وهي في الواقع تريد من خلال هذه الدعوة الى اعادة السيناريو السابق بإيجاد البديل عن سلطة حماس وتكريس الاحتلال في قطاع غزه مرة اخرى، وهي محاوله لاستباق الزمن وحرق المراحل، فمع وجود حماس وعدم سيطرة "اسرائيل" على غزه اصبح كل شيء مغلقا بوجه الكيان المحتل.
لقد راهنت "اسرائيل" على زرع الفتنه بين حماس والفصائل الاخرى، ولما فشلت حاولت ان تزرع الفتنه الطائفية بين حماس والشعب الفلسطيني، وهذه المرة تجرب حظها العاثر في زرع الفتنه العشائرية ظنا منها ان الشعب الفلسطيني قد وهنت عزيمته بعد كل الذي حدث في غزة؛ لكنها غفلت ان "الجرح الفلسطيني يقوي العزيمة ويجعل الشعب الفلسطيني اكثر تماسكا وتضحية وصمودا بوجه الاحتلال".
_________________________________
*كاتب عراقي