هشاشة الرد الاسرائيلي على ايران نتيجة تغيير القواعد بعد الوعد الصادق
تنـا
"اسرائيل" كانت مضطرة لرد يخفظ ماء وجهها داخليا واقليميا وعالميا الى حد ما، دون ان تثير غضب الايرانيين وتجعلهم يفكرون برد جديد واقوى. لذلك جاء هذا الرد الهزيل والمسخرة الذي لم يكن على مستوى توقعات الكثير، ليعطي رسالة الى طهران ايضا ان كل شيء انتهى و"اسرائيل" لاتريد تصعيدا مباشرا مع ايران...
شارک :
بعد ايام من الهجوم الايراني الواسع و غيرالمسبوق على الاراضي المحتلة الذي جاء ردا على عملية استهداف المجمع الدبلوماسي الايراني في دمشق واستخدمت فيها ايران المئات من الصواريخ و المسيرات، جاء الرد "الاسرائيلي" الهزيل لينهي الوتيرة بين الجانبين مؤقتا.
القيادات "الاسرائيلية" هددت بإتخاذ موقف صارم ورد قوي ضد ايران بعد العملية الايرانية و قالت القرار بيدها من اجل الرد و الوقت المناسب.
وبعد كل هذه التهديدات، نفذت العملية "الاسرائيلية" بهذا الشكل و الحجم الهزيل و التي وصفها وزير الامن الداخلي "بن غفير" بالمسخرة، لتؤكد ان "الاسرائيليين" ادركوا بعد عملية "الوعد الصادق"، ان قواعد الاشتباك مع ايران تغيرت استراتيجيا وجوهريا، وبإمكان ايران توجيه ضربات موجعة داخل العمق "الاسرائيلي" حتى اذا ساندت دول غربية و عربية كيان العدو بالتصدي لجزء من الصواريخ و المسيرات.
التهديدات الايرانية اليومية والمكثفة على لسان مختلف القيادات السياسية والعسكرية الايرانية حول التحذير من مغبة الرد "الاسرائيلي" على القصف الايراني، ايضا لعبت دورا فعالا في ردع "اسرائيل" التي شاهدت مئات الصواريخ الايرانية تحلق فوق اجواء المنطقة وصولا للاراضي المحتلة.
"اسرائيل" كانت مضطرة لرد يخفظ ماء وجهها داخليا واقليميا وعالميا الى حد ما، دون ان تثير غضب الايرانيين وتجعلهم يفكرون برد جديد واقوى. لذلك جاء هذا الرد الهزيل والمسخرة الذي لم يكن على مستوى توقعات الكثير، ليعطي رسالة الى طهران ايضا ان كل شيء انتهى و"اسرائيل" لاتريد تصعيدا مباشرا مع ايران في ظل الجبهات المفتوحة في الشمال و الجنوب و جبهة داخلية منقسمة و متشعبة.
ولا ننسى ايضا، ان على المستوى الرسمي، اسرائيل لم تتبني مسؤوليتها عن العملية و هذا مؤشر آخر من قلق حيال رد ايران وخوفها من التصعيد و هدفها للتوقف الى هذا الحد من الصراع المباشر.
في المقابل، منذ الساعات الاولى من العملية "الاسرائيلية"، قامت ايران بالتقليل من شأن الهجمة و عدم فاعليتها و ايضا استخدمت اداة الاستهزاء بها على الصعيد الرسمي و ايضا الاعلامي.
تؤكد الظروف ان الطرفين لا يبحثان حاليا التصعيد المباشر بينهما لعدة اسباب لكن ذلك لايعني التهدئة بل سيستمر النزاع الايراني الاسرائيلي غيرمباشر بكل قوة و اقوى من الماضي من خلال عمليات امنية و سيبرانية و اغتيالات ضد شخصيات ايرانية و ضربات الحلفاء و المقاومة.
انتهى
__________________________
*كاتب وباحث في الشؤون الايرانية