المتتبع للاعلام الافتراضي وللفضائيات الناطقة بلغات العالم الإسلامي وخاصة العربية والفارسية والاوردية، يرى بوضوح أن خيوط الفتنة بدأت بالظهور، وأن رأس الفتنة بدأ يطل من بريطانيا خاصة وأمريكا وقنوات العدوّ الصهيوني وقنوات المنطقة المرتبطة بهؤلاء.. في كل انتصار يستطيع أن يتجاوز حالة الطائفية ويوحّد المسلمين تتحرك الدوائر الصهيونية والامريكية على الخط الطائفي.
شارک :
في حديث (تقريب) سابق تحت عنوان : «الخطر قادم.. فالحذر!»، وقفنا عند البيان الختامي الذي صدر عن المؤتمر السادس للوعد الحق في بيروت 5 آذار/ مارس 2023، وركزنا على عبارة أطلقها أحد العلماء الأجلاء المشاركين في المؤتمر، قال فيها «إن الجوّ الذي خلقه طوفان الأقصى في العالم الإسلامي وفي العالم كله قد أحبط محاولات أمريكا والصهيونية في إثارة النعرات الطائفية بين السنة والشيعة».
وأضاف : «إن أحد قادة الصهاينة صرح بذلك حينما رأى أن الجهود التي بذلتها اسرائيل عبر إعلامها ومخابراتها وغرف الفكر فيها لإثارة الطائفية وتعميق الخلاف السني الشيعي قد ذهب جفاء بعد طوفان الأقصى».
وعلقنا على ذلك بقولنا :
«الحق أن الاصطفاف اليوم في العالم الإسلامي لم يعد مذهبيًا طائفيًا بين سنة وشيعة، بل بين محور المقاومة وبين دعاة الانبطاح والهزيمة والتطبيع، وهذا ما يشكل تهديدًا لكل القوى التي لا تريد لأمتنا خيرًا، بل تناصب لها العداء وتتربّص بها الدوائر ولذلك سوف تتحرك بكل مالديها من إمكانات مادية واعلامية وتجسسية لإثارة زوبعة من التراشق الطائفي، ولقد رأينا ذلك من قبل.
فبعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 وما تحقق عندها من التفاف المسلمين حولها بكل طوائفهم ومفاهيهم، همّ الصهاينة والمتصهينون وأمريكا وأذنابها المأجورون الى إثارة عاصفة من النزاع الطائفي عبر عشراتٍ من شبكات الإعلام المسموع والمقروء والمرئي، وعبر آلاف الكتب والنشرات التي صدرت عنهم مباشرة أو عن وكلائهم في المنطقة، ولا تزال هذه الكتب موجودة وتشكل وصمة عار في جبين الطائفيين المفرّقين.
وهكذا حينما حقق حزب الله انتصاره الكبير على العدوّ الصهيوني عام 2006 تحركت وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايز وأجرت لقاءات مع مكونات مختلفة بهدف إثارة طائفية وحققت أيضًا بعض النجاح.
وهكذا في كل انتصار يستطيع أن يتجاوز حالة الطائفية ويوحّد المسلمين تتحرك الدوائر الصهيونية والامريكية على الخط الطائفي.
ولذلك فمن المعقول جدًا أن يكون لهذه الحالة التي خلقها طوفان الأقصى على الصعيد الإسلامي والعالمي ردّ فعل يتمثل في إثارة النعرات الطائفية بين السنة والشيعة في العالم الإسلامي.
المتتبع للاعلام الافتراضي وللفضائيات الناطقة بلغات العالم الإسلامي وخاصة العربية والفارسية والاوردية، يرى بوضوح أن خيوط الفتنة بدأت بالظهور، وأن رأس الفتنة بدأ يطل من بريطانيا خاصة وأمريكا وقنوات العدوّ الصهيوني وقنوات المنطقة المرتبطة بهؤلاء.
ربما نشهد من يتحرك في داخل ساحتنا الإسلامية لمساعدة العدو على تنفيذ أغراضه، وهؤلاء على استعداد لتلقي الإشارة من أسيادهم وتنفيذ أوامرهم».
وفي الاسابيع الاخيرة نشاهد شبكات التواصل الاجتماعي مفعمة بضجيج إعلامي طائفي بغيض يظهر فيه من يسمي نفسه شيعيًا فيهاجم أهل السنة وينتقص من المقدسات الإسلامية، ويظهر من يسمي نفسه من أهل السنة فينسب إلى الشيعة ما هم منه براء، ويتصاعد التراشق إلى حدّ الاسفاف وإلى ما لايتناسب مع أدني واجبات الخُلق الإسلامي.
كل هذا يجرى حين تتواصل آلة الفتل والدمار الصهيوني في ازهاق الارواح وتدمير الحجر والشجر.
وكل هذا يجري والضمير العالمي يشهد صحوة وجدانية تجتاح الجامعات الأمريكية والبريطانية والفرنسية وغيرها من جامعات العالم.
أما آن للذين باعوا ذممهم وضمائرها بثمن بخس للعدو الصهيوني ولامريكا أن يستيقظوا؟! أم ﴿ إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء﴾.
مع ذلك نقول ما نقول لنحرّك بقايا ما عند هؤلاء المأجورين من ضمير ووجدان؛ «حسبنا الله ونعم الوكيل».
المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية/
الشؤون الدولية