تاريخ النشر2024 6 July ساعة 09:23
رقم : 641639

أكاذيب المطالبين بحقوق المرأة.. ماذا يحدث للمرأة الفلسطينية في غزة؟

تنـا
حسب التقرير الرسمي لمنظمة الصحة العالمية، فإن 5500 امرأة حامل تلد كل شهر في غزة وسط ظروف غير آمنة ودون الحصول على الرعاية الطبية.
أكاذيب المطالبين بحقوق المرأة.. ماذا يحدث للمرأة الفلسطينية في غزة؟
كان وضع المرأة الفلسطينية في غزة من القضايا المهمة منذ بداية الحرب على غزة في 7 اكتوبر 2023م؛ فقد أعلنت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين، يوم الأحد الماضي، في تقرير لها أن الصهاينة اعتقلوا سيدتين فلسطينيتين حاملتين.

يؤكد هذا التقرير، أن الجيش الإسرائيلي يحتجز سيدتين حاملتين على الأقل في سجن الدامون منذ الـ7 من أكتوبر/تشرين الأول، ويذكر أن هاتين السيدتين "جهاد نخلة" و"عائشة غيدان" من بين الأسيرات السبع اللاتي يتم التحقيق معهن حالياً من قبل قوات الاحتلال.

كما كشفت الهيئة الفلسطينية أن النساء يتعرضن للانتهاكات أثناء الأسر، بما في ذلك التجويع والحبس الانفرادي، وفي هذا الصدد قالت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية: "إن الأسيرات معزولات تماماً عن العالم الخارجي، ويحرمن من أبسط حقوقهن مثل الملبس والرعاية الطبية"، بالإضافة إلى ذلك، قيل إن النساء الفلسطينيات تعرضن للتحرش الجنسي والجسدي أثناء عمليات التفتيش وغيرها من التهديدات منذ بداية اعتقالهن، وحتى سياسة المضايقة والعقاب ضد النساء المعتقلات تزايدت بشكل كبير منذ الـ7 من أكتوبر (عملية طوفان الأقصى).

تأكيد التحرش بالنساء في السجون الإسرائيلية
دعا خبراء الأمم المتحدة في تقرير لهم إلى إجراء تحقيق مستقل في انتهاكات "إسرائيل" ضد النساء والفتيات، بما في ذلك القتل والاغتصاب؛ في إشارة إلى الاعتقال التعسفي لمئات النساء والفتيات الفلسطينيات، كما قالت نساء فلسطينيات مفرج عنهن من السجون الإسرائيلية لبعض وسائل الاعلام إنهن بعد بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، تم حرمانهن من الماء والكهرباء وأشعة الشمس والعلاج الطبي في السجون الإسرائيلية.

وفي هذا الصدد، أفادت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية أيضًا بأن الجيش الإسرائيلي يخطط للضغط على الأسيرات من خلال إغلاق أجهزة التكييف والتهوية في غرف الاعتقال، وأكدت جمعية الأسير الفلسطيني في تقريرها أن هناك ما يقارب 9300 أسير فلسطيني في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، منهم 250 طفلاً، و75 امرأة.

ومن ناحية أخرى، يوجد ما يقرب من 3400 فلسطيني تحت "الاعتقال الإداري"، وتعني هذه الاعتقالات الإدارية أن الفلسطينيين سيبقون رهن الاعتقال لأشهر وحتى سنوات دون إثبات أي تهم ودون محاكمة، وتشير الإحصاءات الرسمية أيضًا إلى أن 78 امرأة محتجزة حاليًا في سجن الدامون، ثلاث منهن على الأقل من قطاع غزة.

نساء في خضم الحرب في غزة
كما كان للحرب في غزة أثر مدمر على الأمهات وفي الشهر الماضي، أعلنت الأمم المتحدة في تقرير لها أنه بعد عدة أشهر من الحرب، فقدت 10 آلاف امرأة فلسطينية حياتها في غزة، ومن بين الشهداء، 6000 امرأة أمهات، وبسبب وفاتهن أصبح أكثر من 19000 طفل بلا أمهات.

ومن ناحية أخرى، فإن النساء اللاتي نجون من القصف الجوي والحرب البرية للمحتل الإسرائيلي، أصبحن نازحات أو أرامل، ويواجهن أزمة جوع بسبب حصار غزة، وفي هذا الصدد، قيل أيضًا أن أكثر من مليون امرأة وفتاة فلسطينية في غزة لا يحصلن على الغذاء أو مياه الشرب النظيفة أو المراحيض الصالحة للاستخدام أو المياه الصحية، وهذا الوضع يهدد حياة النساء الفلسطينيات، حيث يعد الحصول على المياه النظيفة أمرًا بالغ الأهمية بشكل خاص للأمهات المرضعات والحوامل اللاتي لديهن احتياجات يومية أكبر من المياه، كما أن المياه الصحية ضرورية للنساء والفتيات من أجل النظافة والاستحمام من الدورة الشهرية.

وضع خاص للمرأة الفلسطينية
وحسب التقرير الرسمي لمنظمة الصحة العالمية، فإن 5500 امرأة حامل تلد كل شهر في غزة في ظروف غير آمنة ودون الحصول على الرعاية الطبية، ويشكل هذا الوضع مخاطر كبيرة للإصابة بالعدوى والمضاعفات الطبية للنساء المشاركات في الحرب، كما أفادت الأمم المتحدة بأنه بسبب نقص المعدات الطبية، تخضع النساء الحوامل لعملية قيصرية دون تخدير، ويضطر الأطباء إلى إجراء بعض الإجراءات الطبية اللازمة بالتخدير لإنقاذ حياة الشابات.

وقد أعلنت مؤسسة أوكسفام الخيرية، ومقرها في إنجلترا، عن زيادة بنسبة 25% إلى 30% في الولادات المبكرة وتضاعف الوفيات بين الرضع، وإن الارتفاع السريع في معدل وفيات الأطفال المبتسرين بسبب نقص المعدات الطبية اللازمة، وخاصة أجهزة رعاية الأطفال حديثي الولادة ونقص الوقود لمولدات المستشفيات، هو سبب آخر يؤدي إلى الوفيات بسبب عدم كفاية الرعاية والإجهاض الناجم عن الإجهاد، والولادات المبكرة.

هجمات الإبادة الجماعية
إن الهجمات المستهدفة على المستشفيات، وإضعاف كيان الرعاية الصحية، وتقييد المساعدات الإنسانية وتقييد وصول الفلسطينيين إلى رعاية الصحة الإنجابية هي في الواقع إجراءات غير مباشرة لمنع ولادة أطفال فلسطينيين، ووفقًا للمادة الثانية من اتفاقية الإبادة الجماعية يمكن لهذه التدابير أن تكون هناك أمثلة واضحة على الإبادة الجماعية في غزة، وفي يناير 2024، أفادت التقارير بأن معدل الإجهاض في غزة ارتفع بنسبة 300 بالمئة، وفي نوفمبر 2023، في نفس الوقت الذي بدأت فيه الحرب في غزة، أبلغت منظمة الصحة العالمية عن زيادة في وفيات الأمهات وعمليات الإجهاض الناجمة عن الإجهاد، وحالات الإملاص التي تم الإبلاغ عنها في وقت مبكر في غزة.

الصمت القاتل
على الرغم من الحقائق المروعة المتمثلة في مقتل النساء في غزة بسبب الهجمات الإسرائيلية، نادراً ما تتم إدانة التطورات في غزة من قبل النسويات الغربيات، وباستثناء حالات قليلة، مثل فيونوالا ني أولين وروبي ماي أكسلسون، بينما لم يكن هناك رد فعل قوي بين النسويات الأوروبيات الأخريات على قتل النساء في غزة.

قد تكون أسباب الصمت المميت للنسويات الغربيات مختلفة:
وقد يكون أحد الأسباب هو المسؤولية التاريخية التي تتحملها ألمانيا وبعض الدول الأوروبية في ضوء ادعاء المحرقة، الأمر الذي يؤدي في كثير من الأحيان إلى التضامن الأعمى مع "إسرائيل"، وفي ألمانيا، غالباً ما يُنظر إلى انتقاد "إسرائيل" على أنه خيانة لدروس التاريخ الألماني.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الخوف من الاتهامات بمعاداة السامية يبقي العديد من الناشطين النسويين صامتين.

قضية أخرى هي أن بعض الناشطين النسويين يلتزمون بالسرد القائل بأن الكيان الإسرائيلي، على غرار الأحداث الناجمة عن الغزو الأمريكي للعراق أو أفغانستان، يحاول تحرير المرأة الفلسطينية من الهياكل الأبوية في غزة، وبالتالي تمتنع النسويات عن انتقاد القتل، والنساء في غزة يتجنبن أن يُنظر إليهن على أنهن مؤيدات للهياكل الأبوية.

بالإضافة إلى ذلك، فإن التغطية الإعلامية الغربية تضفي مصداقية على بعض الروايات أحادية الجانب عن غزة لمصلحة "إسرائيل"، وتهمش روايات أخرى عن رواية المذبحة، وهذا العامل أيضاً هو أحد أسباب صمت الناشطين في مجال حقوق المرأة في الغرب إزاء مقتل النساء في غزة.

انتهى 
https://taghribnews.com/vdcipzaq3t1a5q2.scct.html
المصدر : الوقت
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز