العدو الصهيوني أوقع نفسه في ورطة عسكرية بقصفه ميناء الحديدة والرد اليمني الحاسم قادم لا محالة
تنـا
كان على العدو الصهيوني أن يدرك، بأن صنعاء عصية على الانكسار، على مدى التاريخين القديم والحديث، وأنها هزمت كافة الامبراطوريات التي حاولت غزوها، وهزمت مؤخراً التحالف الرجعي المعادي المدعوم من أمريكا وبريطانيا ومن دول الغرب الاستعماري.
شارک :
برده على الضربة العسكرية التي نفذتها حركة أنصار الله اليمنية في قلب تل أبيب بقصف ميناء الحديدة اليمني وإشعال الحرائق في مخازن النفط، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العديد من المدنيين، يكون العدو الصهيوني قد ارتكب حماقةً سيدفع ثمنها غالياً في القريب العاجل لا سيما وأن حركة أنصار الله منذ تشرين ثاني 2023، طورت دورها من حالة الإسناد للمقاومة في قطاع غزة إلى حالة المشاركة في الحرب، بعد أن دخلت المقاومة اليمنية المرحلة الخامسة من الحرب، بضربها العمق الاستراتيجي للكيان ممثلاً بعاصمة الكيان الأمنية ومركز ثقله الأمني والاستراتيجي.
وكان على العدو الصهيوني أن يدرك، بأن صنعاء عصية على الانكسار، على مدى التاريخين القديم والحديث، وأنها هزمت كافة الامبراطوريات التي حاولت غزوها، وهزمت مؤخراً التحالف الرجعي المعادي المدعوم من أمريكا وبريطانيا ومن دول الغرب الاستعماري.
وهي الوحيدة في العالم – مطلق وحيدة – التي تجرأت وتتجرأ يومياً على استهداف السفن التجارية والحربية الأميركية والبريطانية منذ الحرب العالمية الثانية وحتى اللحظة الراهنة ولا يتضمن خطابها السياسي أية مفردة من مفردات المساومة والتراجع عن الثواب.
لم تتوقف حركة أنصار الله منذ نوفمبر (تشرين الثاني) عن ضرب السفن الإسرائيلية أو غيرها المتوجهة إلى ميناء إيلات وبقية موانئ فلسطين المحتلة، ونفذت ما يزيد على (120) عملية طالت سفن أمريكية وبريطانية أو مرتبطة ب(إسرائيل)، منذ بدء عملياتها المساندة لغزة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وأغرقت العديد من السفن وناقلات النفط، كما طورت القوات المسلحة اليمنية عملياتها وصولاً للمرحلة الرابعة باستهداف السفن المتوجهة للكيان في البحر المتوسط، كما نفذت ما يزيد عن (200) هجوم صاروخي وبالمسيرات على ميناء إيلات ( أم الرشراش)، ما أدى إلى توقف الميناء عن العمل نهائيا وتسريح العاملين فيه وتضرر العمل بشكل كبير في ميناء حيفا.
ما يجب الإشارة إليه أن اليمن بقيادة حركة أنصار الله، بضربها منطقة المجمع الدبلوماسي والأمني في تل أبيب، بمسيرة يافا (صامد 4)، أرسلت ثلاث رسائل للعدو الصهيوني ورسالة للإدارة الأمريكية، “الأولى” مفادها : إن عدم وقف الكيان الصهيوني لحربه العدوانية على قطاع غزة يعني أن عمق الكيان الصهيوني في منطقة "غوش دان" لن يكون في مأمن، وهي بالفعل حذرت المستوطنين من التواجد في منطقة يافا باعتبارها منطقة غير آمنة.
والرسالة الثانية مفادها، أن "المسيرة اليمنية التي كشفت هشاشة الردع الإسرائيلي وفشل تقنيات الردع الإسرائيلي، ستتلوها أسراب من المسيرات، إذا ما تمادى العدو في صلفه في رفض إبرام صفقة مع حركة حماس تستجيب لشروط ومطالب المقاومة، خاصةً وأن منظومة مسيرة يافا قادرة تقنياً على تجاوز منظومة الردع الإسرائيلية".
الرسالة الثالثة : إن بنك الأهداف الإسرائيلية في جعبة القوات المسلحة اليمنية، كبير جداً من مطارات وقواعد عسكرية وموانئ ومصافي نفط ومجمع البتروكيماويات في حيفا، وحقول الغاز في البحر المتوسط وغيرها، وهي أهداف سهلة وقابلة للقصف والحرق بسهولة من قبل صواريخ ومسيرات حركة أنصار الله، بينما لا يملك العدو الصهيوني بنك أهداف عسكرية في اليمن بحكم القدرة الهائلة لحركة أنصار الله على التمويه، وليس أدل على ذلك أن بريطانيا وأمريكا داومت على قصف أهداف مقصوفة ومدمرة سابقاُ، في حين أنها لم تتمكن من قصف المواقع العسكرية البديلة، رغم القدرات الاستخبارية وصور الأقمار الصناعية التي لم تغادر سماء اليمن.
والرسالة الرابعة موجهة للإدارة الأمريكية مفادها : إنه إذا لم يتوقف العدو الصهيوني عن عدوانه على قطاع غزة بدعم أميركي وغربي هائل، فإن حركة أنصار الله قد تنجز أمراً خارج صندوق التوقعات، ألا وهو إغلاق باب المندب واستهداف القواعد الأمريكية في الكيانات الوظيفية العربية بالصواريخ ”فرط صوتية”، ودفع الأمور باتجاه حرب إقليمية يكون الخاسر الرئيسي فيها الولايات المتحدة والكيان الصهيوني.
فالعدو الصهيوني بقصفه ميناء الحديدة، أراد أن يرفع معنوية جمهور المستوطنين المنهارة وأن يرمم قوة ردعه التي ضربت في الصميم في السابع من أكتوبر 2023، وتهشمت في الحرب على غزة على يد فصائل المقاومة على مدى عشرة أشهر من الحرب، وعلى يد حزب الله وفصائل المقاومة الأخرى، حين راح وزير الحرب الصهيوني ” يو آف غالانت” يتبجح بأن طائرات أل أف (35) التي قطعت مسافة 2000 كيلومتر للوصول إلى الحديدة، قادرة على الوصول إلى إيران التي تقل مسافة الوصول إليها عن مسافة الوصول إلى ميناء الحديدة.
لقد فات وزير الحرب الصهيوني أن يدرك، أن بيت الكيان الصهيوني الغاصب من زجاج ولا يصمد أمام مسيرات وصواريخ حركة أنصار الله وحزب الله، والأهم من ذلك أن حركة أنصار الله بقصفها تل أبيب ورد العدو بقصف ميناء الحديدة اليمني، يعني أن اليمن دخل الصراع من بابه العريض مع العدو الصهيوني، وأن محصلة هذا الصراع لن تكون لمصلحة العدو الصهيوني، إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار دور بقية أطراف محور المقاومة، لا سيما دور حزب الله الذي تجاوز حالة الاسناد للمقاومة في قطاع غزة، باتجاه بداية المشاركة الفعلية في الحرب من خلال بنك الأهداف الكبير جداً، التي بات يقصفها بمئات الصواريخ في نهاريا وصفد ومحيط حيفا، وأن الأمور قد تتطور إلى قصف ما بعد حيفا بالصواريخ الدقيقة التي تحيل الحياة في الكيان إلى جحيم،ما يدفع المستوطنين إلى الهرب بشكل جماعي بعد أن باتت قضية الوجود الصهيوني مطروحة بشكل كبير منذ نصر السابع من أكتوبر التاريخي.
وأخيراً : فإن الكيان الصهيوني بقصفه هدفاً اقتصادياً في ميناء الحديدة، أوقع نفسه في ورطة عسكرية لا قبل له بها، بعد أن أصبحت المعركة مباشرة بينه وبين صنعاء، فالقيادات اليمنية أعلنت بوضوح أنها سترد بشكل قاس على العدوان، وهذه القيادة كما حزب الله إذا ما هددت تقوم بتنفيذ تهديدها، فها هو رئيس حركة أنصار الله ي عبد الملك الحوثي يعلن بصريح العبارة، “نحن سعداء بالمعركة المباشرة بيننا وبين العدو الإسرائيلي وكذلك الأميركي لأنّ سياستهما كانت مقاتلتنا عبر العملاء “.
لقد وصلت الرسائل للكيان الصهيوني وللإدارة الأمريكية، ومنذ هجوم طائرات العدو على ميناء الحديدة، يعيش العدو حالة من الارتباك والاستنفار المتواصل لأسلحته البرية والبحرية والجوية في مواجهة الهجوم المرتقب من قبل القوات المسلحة اليمنية.
انتهى
____________________________
باحث سياسي وأكاديمي فلسطيني*