تاريخ النشر2025 17 March ساعة 19:59
رقم : 670973

باحثة اسلامية لبنانية : لتاسيس بنك مشترك بين المسلمين جميعا

دعت الباحثة اللبنانية المختصة بالشؤون الاسلامية، الاستاذة عائدة عبد المنعم طالب، الى "تاسيس بنك اسلامي مشترك يحرَّم به الربا ومع ذلك يستفيد المودع من أمواله التي ادَّخرها؛ ويتفق المسلمون جميعا في هذا البنك على الخطوط العريضة، ويكون الشرع هو الفاصل، فيعملوا على المشتركات فيما بينهم".
باحثة اسلامية لبنانية : لتاسيس بنك مشترك بين المسلمين جميعا
جاء ذلك في مدونة بعثت بها الباحثة الاسلامية اللبنانية عائدة طالب، الى وكالة انباء التقريب (تنـا)، حيث دعت فيه لتعزيز الوحدة والتقارب بين المسلمين، تأسيا بآيات القران الكريم وتعاليم الرسول الاكرم (صلوات الله عليه)، وال بيته الاطهار (عليهم السلام).

وفيما يلي نص هذا المقال :-

بسم الله الرحمن الرحيم
قوتنا في اتحادنا
قال تعالى: [وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا]، الحجرات/١٣
لمَ التعارف إذا لم نتفق ونتحد ويقوي بعضنا بعضاً ونستفيد من خبرات المجتمع ونكون قوة محصَّنة .
مما اتفق عليه الشرع والعقل والعرف، أنَّ في الإتحاد قوة وفي الافتراق ضعف. وقد قال تعالى في كتابه الكريم، [واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا]، آل عمران/١٠٣ كونوا قلباً واحداً ويداً واحدة .
وقد أكَّد الرسول (ص) ، [مثل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم، مَثَلُ الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحُمَّى]، فيمرض لمرضه، ويتأذى لتأذيه، ويغتم لغمه - صيحح البخاري.
وقد حثَّ أهل البيت عليهم السلام في روايات كثيرة على الاتفاق والاتحاد .
ومما قال الامام الصادق، والامام العسكري عليهما السلام، [صلّوا في عشائرهم، واشهدوا جنائزهم، وعودوا مرضاهم، وأدّوا حقوقهم]، ميزان الحكمة ج ٤ص ٣٥٤٧.
لماذا؟ لكي يكون المسلمون يداً واحدة، فيمكننا أن نكون متحدين في الاقتصاد مع المسلمين في المعامل في المؤسسات، وأن يكون عندنا مثلا بنك مشترك يحرَّم به الربا، ومع ذلك يستفيد المودع من أمواله التي ادَّخرها ؛نتفق نحن والمسلمون جميعا في هذا البنك على الخطوط العريضة، ويكون الشرع هو الفاصل، فنعمل على المشتركات فيما بيننا .
وكذلك في جميع أنواع الاقتصاد، أن نتبادل مع بعضنا البعض .
وقد علَّمنا الرسول صلى الله عليه واله وسلم، عند دخوله إلى المدينة، بأنَّ الاتحاد قوة، فقد كان من أولى أعماله أن آخى بين المسلمين المهاجرين والأنصار، فأنزل الله تعالى في مدحهم، [والذين آوَوْا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقَّا]، ٧٤ /الأنفال.
عندما دخل النبي صلى الله عليه واله سلم المدينة واتحد المسلمون بدعوته، استطاعوا بذلك أن يشكلوا كتلة عظيمة يستطيعون من خلالها الوقوف في وجه الكفر والشرك واليهود خاصَّة، وتغلبوا بعد ذلك على جميع العالم.
في أيامنا الحاضرة لو كان المسلمون متكاتفين فيما بينهم، لما حصلت قوة عند الغرب، نرى بأنَّ الغرب اتخذ من الإتحاد قوة، فكانت هناك الولايات المتحدة، ولولا تلك الولايات التي اجتمعت بعضها ببعض لم تكن امريكا قد وصلت الى ذاك الجبروت التي وصلت اليه في هذا اليوم.
اذاً علينا أن لا نقتصر على المسلمين فحسب، وقد قال الله تعالى : [يا أهل الكتاب تعالَوْا إلى كلمةٍ سواءٍ بيننا وبينكم الاَّ نعبُدَ الاَّ الله ولا نشركَ به شيئاً ولا يتخذَ بعضُنا بعضاً  أرباباً من دون الله]، آل عمران/٦٤.
فاذاً حتى مع أهل الكتاب أن نسعى لتكون كلمتنا واحدة فلا نفترق ونتقاتل، لذلك العمل المؤسساتي يكون على الدوام أفضل من العمل الفردي ودائما ما تكون الاستشارة أفضل من الأخذ بالرأي الواحد؛ [وشاورهم في الامر]، آل عمران/١٥٩، [وأمرهم شورى بينهمي، الشورى/ ٣٨.
وما ذلك الا لنأخذ من بعضنا البعض، فلذا قال أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب (ع)، [من شاور الرجال شاركها في عقولها]، الحكمة ١٦١، نهج البلاغة؛ لماذا؟ لاننا نكون عندئذ أقوى بكثير، نسند بعضنا بعضاً.
من هنا، كان من اوائل قرارات الامام الخميني (رضوان الله عليه)، بعد تاسيس الجمهورية الإسلاميه في ايران، أن جعل "مجلس الشورى"، "ومجلس الخبراء"، لكي يكون العمل دوما مؤسساتي، ولكي تتشارك العقول في تشييد دعائم صرح العدل في العالم.


انتهى 

 
https://taghribnews.com/vdcbzgb0frhbz9p.kuur.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز