تاريخ النشر2025 16 March ساعة 08:00
رقم : 671015

الغرب يعمل على ربط الاسلام بالارهاب لتشويه صورة هذا الدين المبين

تنـا
اكد الشيخ "محمد روح الامين كتيب"، وهو خطيب جامع "ایسترن بلس" في دولة بنغلاديش، انه بعض الزعماء الغربيين يعملون على ربط الاسلام بالارهاب، كما روّجوا لمصطلح "الاسلام الراديكالي"، من اجل تشويه سمعة هذا الدين المبين الذي جاء به رسول الرحمة محمد ابن عبد الله (ص).
الغرب يعمل على ربط الاسلام بالارهاب لتشويه صورة هذا الدين المبين
وافادت "تنا" بان الشيخ كتيب امام جامع ايسترن بلس في بنغلاديش، قدم كلمة خلال ندوة "الاسلام دين الحرية والتحرر" الذي اقامها المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية (السبت 15 اذار / مارس 2025م) عبر الفضاء الافتراضي؛ تزامنا مع ذكرى اليوم العالمي لمكافحة "الاسلاموفوبيا"؛ فيما يلي نصها :  

بسم الله الرحمن الرحيم
القى رئيس وزراء باكستان السابق عمران خان، خطابا ضد اسلام فوبيا في الجمعية العامة للامم المتحدة، وعلى هذا الاساس تم الاعتراف بيوم 15 مارس باعتباره اليوم العالمي لمكافحة الـ "اسلاموفوبيا".

فما هو مفهوم الـ "اسلاموفوبيا"؟
نظرا الى انه يعيش نحو ثلاثة مليار انسان مسلم في العالم، ويعيش الملايين المسلمين اقلية في اوروبا وامريكا، لقد تزايدت ظاهرة الاسلاموفوبيا بشكل كبير منذ 11 سبتمبر، وهذه الزيادة والظاهرة ليست مقلقة فحسب، بل انها مثیرة للخلاف بشكل اساسي ايضا.

والمثير الدهشة بالنسبة لهم، هو ارتداء الحجاب من قبل النساء المسلمات، والذي اصبح مشكلة لهم حيث ينظر هؤلاء الى الحجاب البسيط للمراة المسلمة على انه سلاح.
 
وعليه فقد عمل بعض الزعماء الغربيين على ربط الاسلام بالارهاب، كما روّجوا لمصطلح "الاسلام الراديكالي"، من اجل تشويه سمعة هذا الدين المبين الذي جاء به رسول الرحمة محمد ابن عبد الله (ص).

السؤال، ما هي الرسالة التي يريدون نقلها الى العالم باستخدام الكلمات مثل الاسلام الراديكالي والارهاب الاسلامي، وما الى ذلك؟

هؤلاء استخدموا من اجل الترويج لمخطط الاسلاموفوبيا؛ فكيف في هذه الظروف يمكن للشخص الذي يعيش في نيويورك او اي مدينة امريكية او دولة اوروبية اخرى، ان يميز بين المسلم المتطرف والمسلم المعتدل؟!، والحقيقة هي انه لا مكان للارهاب في اي دين الهي.

 لقد ادى الاستخدام واسع النطاق للمصطلحات مثل التطرف الاسلامي او الارهاب الاسلامي من قبل الزعماء الغربيين الى نشوء هذا الخوف من الاسلام.

 يعاني المسلمون في جميع انحاء العالم من ظاهرة الـ "اسلامو فوبيا"، ونحن المسلمون نتعرض لتباعاتها اثناء السفر الى الخارج، الامر بات يزداد سوءاً، ولهذا السبب يتم محاصرة المسلمين، والجميع يعرف انه عندما يتم محاصرة مجموعة ما فالتطرف ينمو منها.

وان المسلمين المتطرفين الذين نراهم كثيرا، بلغتهم في اماكن مختلفة بما في ذلك سوريا، هم كانوا ايضا مجموعة مسلمة مهمشة منذ فترة طويلة.

والنقطة الاساسية هنا، هو ما يتعين علينا في سياق حل هذه المشكلة؛ ومن المؤسف نحن المسلمون، بما فينا قادة الدولة الاسلامية، لم ننجح في حل معضلة الاسلاموفوبيا.

عندما بدات الحرب ضد "الاسلام الراديكالي"، بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر، كان من مسؤولية الزعماء المسلمين اقناع الغرب بانه لا يوجد شيء اسمه "اسلام اصولي" في اي مجتمع بشري، بل هناك اشخاص متشددون واشخاص معتدلون، وفي المجتمع المسيحي او اليهودي وفي اي مجتمع اخر ايضا، يوجد هناك اشخاص لديهم عقلية مختلفة ولذلك فان الاسلام ليس دين تطرف ابدا، كما ان اليهودية والمسيحية ليستا متطرفتين، ولا يوجد دين الهي متطرف اطلاقا، بل جميع الديانات تقوم على الرحمة، وهذه الميزة هي التي تميزنا نحن البشر عن الحيوانات الاخرى.

هكذا كان الواقع قبل 30 او 35 سنة، وهو ما يمكن رؤيته بوضوح، وكل سنتين او ثلاث سنوات كان شخص يطلق تعليقات سيئة عن الاسلام وعن النبي صلى الله عليه واله، ليتم زعزعة الاستقرار في الدول الاسلامية، من خلال الترويج مرة اخرى بان  "الاسلام دين غير متسامح"؛ وفي الوقت الحاضر هناك قادة غربيون يحضرون عمدا على هكذا استفزاز للمسلمين دون ان يعرفوا ماذا سيكون ردود الفعل.

فمعضم الناس في الدول الغربية لا يفهمون هذه الحقيقة ومن ناحية اخرى، فان قادة الدول الاسلامية ايضا  يحطّون من شان المسلمين بطرق مختلفة، فكان بنبغي علينا نحن المسلمين ان نجعل العالم يفهم ما اهمية رسول الله صلى الله عليه واله سلم، بالنسبة لنا.

انني سأحاول في غضون دقيقة واحدة، ان اشرح قليلا عن اهمية الرسول الاكرم (ص) الذي هو الشاهد على القران الكريم الذي نزل عليه، باعتباره كتابا لهداية البشر، والنبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم، هو الانعكاس الحي لذلك القران.

لقد اظهر لنا الرسول (ص) ما يوجد في القران الكريم من خلال اتباع اياته في حياته الشخصية المثالية التي نريد جميعا ان نكون مثلها انشاء الله.

النبي صلى الله عليه واله سلم، هو مؤسس اول دولة الاسلامية في المدينة المنورة، حيث انطلقت منها الحضارة الاسلامية التي حكم على اساسها المسلمون، العالم اجمع لمدة 700 عام.

لكن اعداء الاسلام عملوا على تشويه هذه صورة هذا الدين القائم على السماح والرحمانية، واعلنوا بانه "ينتهك حقوق المراة والاقليات"، بينما اول دولة الاسلامية تاسست في عهد الرسول الاكرم بالمدينة المنورة، نشرت الرفاهيتة في انحاء العالم، ورعت الضعفاء كما تولت رعاية الارامل والايتام والفقراء والمعاقين.

لقد اعلن النبي (ص) في تلك الولاية، بان يتم جمع الضرائب من الاغنياء واستخدامها للرفاهية الوطنية وحماية الفقراء، وقد صلوات الله عليه، في المدينة المنورة بان جميع رجالها هم ابناء ادم وبالتالي فهم جميعا متساوون بغض النظر عن لون البشرة.

لقد اعلن النبي صلى الله عليه واله وسلم عن النظام العام للمجتمع في المدينة المنورة، بان العبودية لله وحده، بينما كانت البلدان الاخرى ترضخ لعبودية البشر كما هو الحال في العالمي الغربي اليوم.

ولكن النبي (ص)، فقد قال ان افضل عمل هو فك رقبة، وذلك في الوقت الذي كان النظام الاجتماعي باكمله يعتمد على العبودية؛ كما اكد رسول الله (ص) على معاملة العبيد كأفراد الاسرة، مما رسّخ صورة في الحضارة الاسلامية لم يسبق لها مثيل في اي حضارة اخرى، وبعد ذلك اصبح بعض العبيد ملوكا حكموا مصر والهند.

ومن تعليمات النبي صلى الله عليه واله وسلم في اول دولة اسلامية، هو ان الناس جميعا متساوون امام القانون، بغض النظر عن طائفتهم او دينهم.

كما اعلن بان الشخص اليهودي ايضا يتمتع بمزایا  المواطنة، وقد نهي المسلمون من الظلم بحق الاقليات، لان ذلك يتعارض مع تعاليم رسولنا الاكرم الذي، كان يؤكد بانه بعث ليتمم مكارم الاخلاق، وقد بعث على الشريعة السهلة السمحاء.

 فالاسلام هو دين الاخرة ويشجع دائما على السلام والصدقة والمحبة والتعايش السلمي بين الناس، واتباع الدين الالهي في ظل الاحترام المتبادل بين العباد؛ ولذلك فإن مكافحة "الـ "اسلاموفوبيا" يجب ان تتصدر مهام الامة الاسلامية، وينبغي في هذا السياق تعزيز وسائل الاعلام الداعية الى الوحدة ونبذ الفرقة بين المسلمين ومقاومة اعداء الاسلام وان تظهر بان ما يسجل باسم الـ "اسلاموفوبيا" ليس الا دعاية كاذبة تهدف الى معادة الاسلام وربما يكون هذا افضل علاج.


انتهى / 1969
https://taghribnews.com/vdcjvvemiuqeayz.3ffu.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز