تاريخ النشر2012 7 August ساعة 15:45
رقم : 104978

المقاومة والارادة الشعبية وجهان لعملة واحدة

تنا - بيروت
جميع أحرار العالم يرفعون رؤوسهم بالمقاومة اللبنانية وهي نموذج يحتذى في العالم. الطريق الاسلم للديمقراطية الاحتكام للحوار. قدرة سورية على المقاومة والصمود لانها تعتمد على ارادة الشعوب الحرة.
المقاومة والارادة الشعبية وجهان لعملة واحدة
زيارة نوعية لأمين المجلس الاعلى لمجلس الامن القومي الايراني سعيد جليلي الى بيروت، للتباحث مع المسؤولين اللبنانيين بالأوضاع الراهنة في لبنان وعلى الساحة الدولية والاقليمية، حيث أكد جليلي على أهمية توحيد صفوف المقاومة والممانعة في وجه العدو الصهيوني والاستكبار العالمي. كما وجه دعوة للبنان للمشاركة في المؤتمر الذي دعت اليه طهران حول الازمة السورية، فيما لبنان اعلن عدم مشاركته استمراراً لسياسة النأي بالنفس. 

زار أمين المجلس الأعلى لمجلس الامن القومي الايراني سعيد جليلي عند وصوله الى العاصمة اللبنانية رئيس الجمهورية ميشال سليمان في المقر الصيفي في بيت الدين، وبحث الطرفان العلاقات الثنائية وتطورات الاوضاع في المنطقة خصوصاً في سورية، اضافةً الى التحضيرات لعقد قمة مؤتمر دول عدم الانحياز في العاصمة الايرانية نهاية الشهر الجاري. 

لقاء جليلي بري:
أكد أمين المجلس الأعلى لمجلس الامن القومي الايراني سعيد جليلي أن سورية وقفت إلى جانب المقاومة الفلسطينية وقدمت لها الدعم خلال العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، داعياً
قوى المقاومة والممانعة في المنطقة إلى التوحد وتعزيز موقفها أكثر فأكثر.

واضاف جليلي بعد لقائه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أمس، "إن كل الأطراف والتيارات السياسية المتمسكة بنهج المقاومة وخيار الممانعة تعترف وتقول ان سورية هي التي اخذت بيد المقاومة الفلسطينية واهالي غزة ووقفت الى جانبها وساعدتها ودعمتها في تلك المرحلة الصعبة"، مضيفاً "ان كل الانتصارات المؤزرة التي تحققت اولاً في لبنان خلال العدوان "الإسرائيلي" في تموز ٢٠٠٦ ولاحقاً في فلسطين وفي غزة إبّان العدوان "الإسرائيلي" كانت سورية شريكة فيها".

كما أشار أمين المجلس الأعلى لمجلس الأمن القومي الإيراني إلى ان شعوب المنطقة تدرك تماماً ان الولايات المتحدة لن تدعم التوجه الديمقراطي في أي حال من الأحوال، لافتاً إلى ان الولايات المتحدة هي المتضرر الأساسي من الديمقراطية لان التجربة العملية دلت على انه في كل منطقة تسود فيها الديمقراطية ويحتكم فيها إلى إرادة الشعوب نرى ان هذه الشعوب تنتفض لكرامتها وتعمل ضد الارادة الأميركية و"الإسرائيلية". 

وأكد جليلي أن حل الأزمة في سورية هو حل سوري داخلي عبر وضع حد فوري للعنف والافساح في المجال واسعا أمام الشعب السوري بمختلف اطيافه ليدخل في عملية حوار داخلي وطني سليم وبناء والتزام كل الدول والأطراف التي تصدر العنف والإرهاب والمسلحين إلى سورية بالكف عن التدخل بشؤونها الداخلية. 

لقاء جليلي وميقاتي:

من جهة اخرى، التقى جليلي رئيس
الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، وشدّد على أن قدرة سورية على المقاومة والصمود وتوفير الحضن والملاذ لحركات المقاومة والممانعة طوال الفترات السابقة ناجم عن كونها تتكئ وتعتمد على ارادة الشعوب الحرة، مضيفاً "نحن نعتقد أن الشعب السوري هو شعب رشيد وواع واستطاع أن يثبت حكمته ووعيه طوال السنوات الماضية وأن ما يريده الشعب السوري مختلف تماماً عما تريده مراكز السطوة والثروة". مؤكداً أن الطريق الأسلم للديمقراطية هي الاحتكام إلى الحوار البناء وصناديق الاقتراع وليس من خلال ارسال الارهابيين والمسلحين ووسائل الاقتتال والدمار والعنف. 

الى ذلك، لفت جليلي إلى أن بعض الأنظمة العميلة والمرتهنة للغرب قد سقط وذهب إلى غير رجعة، مشيراً الى انه في المرحلة الصعبة والحرجة الحساسة التي وقفت فيها بعض الشعوب بكل فخر واعتزاز وقفة حامية وحاضنة للمقاومة وخاصة دور سورية المميز في هذا المجال ودعمها محور المقاومة في المجالات كافة، موضحاً أن شعوب هذه المنطقة لا تصدق ولو للحظة واحدة أن الولايات المتحدة الاميركية وربيبها الكيان الصهيوني يمكنهما أن يسلكا درب الديمقراطية أو أن يشجعا على الوصول إليها. 

وأضاف أمين المجلس الأعلى لمجلس الامن القومي الايراني "أن المقاومة والارادة الشعبية هما وجهان لعملة واحدة ولا شك في أن هذه الشعوب سوف تدلي بصوتها في الاتجاه الذي يؤيد المقاومة ضد العدو "الاسرائيلي" هذا مطلب مهم للغاية اي ان رأسمال المقاومة هو الدعم الشعبي"، مؤكداً أن الأجواء الإيجابية وحالة الهدوء والاستقرار التي يعيشها
لبنان في هذه المرحلة هي نتيجة وجود المقاومة اللبنانية الباسلة التي نهض بها الشعب اللبناني طوال العقود القليلة الماضية. 

جليلي ومنصور:

بحث أمين المجلس الأعلى لمجلس الامن القومي الايراني مع وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور، وبحضور السفير الايراني غضنفر ركن ابادي والوفد المرافق الوضع في سوريا، مشددين على "أهمية الاستقرار فيها"، و "ضرورة السلام لأن عدم الاستقرار سيؤثر على كل دول المنطقة".

بدوره، أكد الدكتور جليلي جديته في "التعاون مع الاخرين للخروج من هذا المأزق"، لافتاً الى ان "التدخل الخارجي في الشأن السوري لا يساعد على انهاء العنف، إنما على العكس".

ووجه امين المجلس الاعلى لمجلس الامن القومي الايراني دعوة الى لبنان لحضور المؤتمر الذي دعت اليه طهران لدعم مبادرة كوفي انان من اجل دعم الشعب السوري ووضع حد للعنف.

من جانبه، اوضح الوزير منصور ان "قرار رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي هو بعدم المشاركة، استناداً الى سياسة النأي بالنفس التي يعتمدها لبنان". 

جليلي زار ضريح مغنية :

بعد ذلك، زار الدكتور جليلي والوفد الايراني ضريح الشهيد القائد عماد  مغنية، واوضح "أن جميع أحرار العالم يرفعون رؤوسهم بالمقاومة اللبنانية البطلة التي تحولت إلى نموذج يحتذى
في العالم"، لافتاً إلى "أن الشعب اللبناني العزيز والحكومة اللبنانية يعرفان أكثر من أي طرف آخر كيف لهم أن يحتفظوا بهذه الجوهرة الناصعة".

كما التقى امين المجلس الاعلى لمجلس الأمن القومي الايراني في امسية نظمتها السفارة الايرانية بمناسبة "اليوم العالمي للقدس"، الصحافيين اللبنانيين.
 
في سياق آخر، وصف أمين مجلس الأمن القومي الإيراني خطف الزوار الإيرانيين الـ٤٨ في دمشق بـ"العمل المشين الذي لا يمكن أي عاقل في الدنيا أن يؤيده"، مبدياً "أسفه لرؤية الأمور قد توترت الى الحد الذي لم يعد يسمح حتى للمدنيين الأبرياء العزل بزيارة العتبات المقدسة والمقامات الدينية". طالباً "الدول والأطراف التي تدعم مثل هذه الأعمال المشبوهة بأن يبيضوا صفحتهم أمام العالم بأسره". 

وحول نبأ مقتل ثلاثة من المخطوفين، اشار الدكتور جليلي الى "ان الاشكالية الاساسية التي نطرحها في هذا المجال، هي أي منطق او فكر في هذا العالم يجيز للانسان ان يتعدى بهذه الطرق الاجرامية على مدنيين وابرياء عزل ذنبهم الوحيد انهم يقومون بتأدية المناسك الدينية وزيارة العتبات المقدسة"، لافتاً الى ان "هذا هو السؤال الاساسي. كما ان الاطراف التي تساند مثل هذه المجموعات المسلحة وتدعمها هي شريكة في هذه الاعمال الاجرامية. الشعب السوري وكل الشعوب الاسلامية والعربية والحرة في العالم لا يمكن ان ترضى بمثل هذه التصرفات". 

الجدير ذكره، ان الدكتور جليلي انهى زيارته الى بيروت اليوم، متوجهاً الى دمشق للقاء الرئيس السوري بشار الاسد ومسؤولين سوريين كبارا آخرين".
https://taghribnews.com/vdciy5azvt1au32.scct.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز