نار الفتن تستعر، والنهج التكفيري يحاول العبث بالوحدة الاسلامية. الدول اجتمعت من أجل سوريا. البحرين صمت دولي يلفه، والعدو يوقع بين العرب بمكائده.
شارک :
من فوهات بنادق الحق تشرق شمس الانتصار، ومن عبير دم الشهداء يكتب التاريخ ويسطر مجده، أحداث سوريا تتجه الى الحسم لصالح النظام الذي يعمل للقضاء على الارهاب. الجمهورية الاسلامية الايرانية بادرت بمساع للحل من أجل سوريا، اجتماع تشاوري خلص بنتيجة تقضي بالحوار بين الاطراف، فيما يخيّم الصمت الدولي وحقوق الانسان على الاحداث في البحرين. تأتي من جهة أخرى أحداث سيناء المفبركة من قبل العدو الصهيوني الهادف الى الضغط على القطاع المحاصر والمحتل ومن اجل مزيد من المعاناة. وفي لبنان، الاوضاع المعيشية في أزمة والقانون الانتخابي يهاجم قبل ان يدرس.
خطباء منبر الجمعة في لبنان، تطرقوا الى كل هذه الاحداث، داعين الى التنبّه من الفتن المذهبية والنهج التكفيري الذي يُعمل عليه من أجل خراب الامة والقضاء عليها.
نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان : احذروا الفتن
بدوره، أكد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان "إن بلادنا تعيش الفوضى والقلق وكأننا في حالة اختيار تقتضي منا إن نتقي الله ونحصن أنفسنا بالورع والعمل الصالح"، محذّراً من الفتن، داعياً الى الوحدة من اجل حماية الوطن.
وطالب الشيخ قبلان "قادة العرب والمسلمين بان يتقوا الله ويبتعدوا عن كل باطل واثم وظلم فيعطوا الحقوق لأصحابها وينصفوا الناس ويوفروا لها العيشة الكريمة"، لافتاً الى "ضرورة العمل من اجل القضاء على الفقر والفاقة والعوز".
رئيس الهيئة التشريعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك: الاجتماع التشاوري لحل الازمة في سوريا مسؤولية كل غيور
من جانبه، رحّب رئيس الهيئة التشريعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك بانجاز الحكومة للمشروع الانتخابي على أساس النسبية ودوائر محدودة، لافتاً الى "الامراذا ما تم خطوة متقدمة وجديرة بالتأمل لتحقيق الغاية بتمثيل على طريق قيام الدولة بعيداً عن المزارع والزعامات الموروثة"، آملاً "أن يتحمل المجلس النيابي مسؤولياته لتحقيق غاية قيام الدولة والإنصاف بالنسبية والدوائر التي تحقق التمثيل السليم والذي يصب في مصلحة الوطن".
وأكد الشيخ يزبك الى ان أي إجتماع دولي لبحث الوضع في سوريا والعمل على المساعدة على الحوار بين السوريين وإيقاف النزف والقتل والخراب والدمار فهو مسؤولية كل غيور على سوريا كدولة وعلى القضية والأمة ومستقبلها"، مشيراً الى ان "المهم الإجتماع والتداول وعدم اتخاذ المواقف المسبقة والمنحازة فإن المصيبة كل المصيبة من التدخل بالشأن الداخلي والإنحياز والدعم اللا مسؤول واللا محدود بالمقاتلين والمال والعتاد نقول كفى وارفعوا أيديكم عن الشر واعملوا للخير والإلفة والحوار".
وعن البحرين، اوضح الشيخ يزبك انه لم يرف جفن على ما يجري في البحرين، ولم يدع الإجتماع ومؤتمر إقليمي أو دولي للبحث في القمع المستمر، مشيراً الى ان "الذنب مواطنون مسالمون يريدون أن يشعروا بمواطنيتهم فأين الديمقراطية يا عرب ويا عالم، وأين الضمير وحقوق الإنسان؟؟"
الى ذلك، شدّد رئيس الهيئة التشريعية لحزب الله على ان قطاع غزة هو المستهدف من احاث سيناء وقتل الجنود المصريين، لافتاً الى انه لابد من السؤال عن دور "إسرائيل" ومخابراتها والإستخبارات الأمريكية.
الشيخ ماهر حمود: مؤامرة وفتنة مستمرة
من جهته، رأى الشيخ ماهر حمود أن المنطقة تمر بفترة حرجة وتعيش مؤامرات متتالية، طارحاً العديد من التساؤلات الاستنكارية حول ما حدث في مصر، قائلاً: "ما الذي حصل في مصر منذ أيام؟ من الذي حرك هذه المجموعات التكفيرية؟ ولماذا استفاقت الآن؟ إلى أين تمتد خيوطها ومن يحركها ومن يمولها؟ من يستطيع أن يزعم أنها تحركت من تلقاء نفسها؟" لافتاً الى "أن هنالك من يريد أن يحاصر التجربة المصرية الجديدة وان يشغل المصريين بقضايا أمنية حتى لا يستطيعوا التفكير في الإنماء والاقتصاد والإصلاح".
الى ذلك، اشار الشيخ حموّد الى المؤامرة التي يعمل عليها من اجل تشويه الاسلام، مشدداً على "أن التزام الإسلام الحنيف سيساهم بالتأكيد في إخراج الأمة من التخلف والفوضى والضياع، فلا بد أن يشوه هذا الإسلام، وأي تشويه اكبر من أن يصبح الإسلام فكرة وعقيدة مرتبطا بالقتل والاعتداء والتخلف". وأشار الشيخ حموّد الى مأساة العراق اليومية، لافتاً الى انه "كل يوم تفجير مذهبي أو عنصري يقتل الأبرياء ويدمر المؤسسات ويشوه الحقائق.
العلامة السيد علي فضل الله: على الامة الانتباه مما يحاك لها من الفتن المذهبية ومن النهج التكفيري
أما، العلامة السيد علي فضل الله فلفت الى ان العدو الصهيوني يتمادى في سياسته العدوانية، ويتابع قضمه التدريجي للمسجد الأقصى وتوسعة الاستيطان في الضفة الغربية، مشيراً الى "استهدافه المستمر لقطاع غزة، من غير أن يولي أهمية تذكر لتدخلات الجهات الدولية من أجل فلسطين".
أما في مصر، فإننا نستغرب ما أقدم عليه البعض من استهداف لجنود مصريين صائمين في وقت الإفطار، في نقطة مقابلة لمواقع العدو الصهيوني، ناقلين المعركة من مواجهة هذا العدو إلى الساحة المصرية التي دخلت مرحلة جديدة بعد التغييرات التي جرت على أرضها والتي يخشى منها العدو الصهيوني.
كما استنكر سماحته ما حدث في مصر، قائلاً: "إننا ندين أي نزف للدماء العربية خارج دائرة الصراع مع العدو الصهيوني"، داعياً إلى تضافر جهود العلماء والواعين في الأمة لمواجهة النهج التكفيري الذي بدأ يغزو ساحاتنا الإسلامية ليغرقها في بحر من الدماء ويبعدها عن مسؤوليتها في مواجهة التحديات الكبيرة التي تنتظرها، ولا سيما في مصر".
من جهة ثانية، نوّه السيد فضل الله بالجهود الداعية الى "مؤتمر التضامن الإسلامي الاستثنائي، الذي سينعقد في مكة، التي تمثل موقعا من مواقع توحيد المسلمين،" مشدّداً على ضرورة العمل بكل جهد من أجل احتواء تداعيات الوضع في سوريا والعمل من أجل إعادة اللحمة إلى الواقع الإسلامي".
كما دعا السيد فضل الله الدول الإسلامية إلى الوعي من مخاطر أي فتنة يراد لها أن تستعر في داخل بلدانها، "والعمل لحل الإشكالات الحاصلة بين بلدانها، ومنع كل الذين يدخلون على خط الخلافات من أن يجدوا أرضا خصبة لهم". لافتاً الى ان كل الدول الإسلامية تمتلك مواقع قوة كبيرة، يهابها لأجلها العالم،
سماحة العلامة الشيخ عفيف النابلسي: إيران تجهد لحل الأزمة السورية بالطرق السلمية
من جانبه، أكد سماحة العلامة الشيخ عفيف النابلسي ان توقيف الوزير والنائب السابق ميشال سماحة "يأتي في هذا السياق لتضليل الرأي العام عما يجري ويدور في كواليس هذه المحكمة التي لم تأتِ للبنانيين إلا بالخلافات والفوضى والفتنة"، لافتاً الى إن هذا التوقيف محاولة للتشويش المبكر على قانون الانتخاب"، مضيفاً انه "توجيه رسالة إلى سوريا والمقاومة من خلال النيل من أحد رموزها الكبار الذين كان لهم مواقف مشرفة في مختلف الأزمات والتحديات المصيرية التي واجهت سوريا ولبنان على حد سواء".
الى ذلك، لفت الشيخ النابلسي الى ان الأزمة السورية تدخل "منعطفاً جديداً من خلال المعركة التي يقودها الجيش ضد فلول المسلحين في حلب"، مشيراً الى ان التقارير تكشف عن الإمدادات الهائلة التي تصل إلى هؤلاء من دول خليجية وغربية معروفة لتقسيم سوريا إيذاناً بمرحلة جديدة من الفوضى والعنف".
وشدّد الشيخ النابلسي على ان "التصريحات الإيرانية القوية بعدم السماح بإسقاط سوريا لأنها تمثل ركناً من محور المقاومة يؤكد على ثبات جبهة المقاومة في المنطقة"، موضحاً أن إيران تقوم بدور فعال واستثنائي للوصول إلى تهدئة دائمة وتجهد مع مختلف الدول لوقف حمام الدم في سوريا ولكن هناك من يجد مصلحته في الولوغ أكثر في دماء السوريين لذلك يعطل كل حل يصدر من أي جهة كانت". آملاً "أن تبلغ المساعي السياسية التي تقوم بها إيران – من خلال الاجتماع التشاوري - ومعها روسيا والصين إلى خواتيمها الإيجابية حقناً للدماء وحلاً للأزمة من كل جوانبها".
رئيس حركة الاصلاح والوحدة الشيخ ماهر عبد الرزاق: على الحكومة المصرية التنبه لمكائد العدو
ثمّن رئيس حركة الاصلاح والوحدة الشيخ ماهر عبد الرزاق دور الجمهورية الاسلامية الايرانية التي تحاول بجدية ومسؤولية عالية لايجاد الحل المناسب للازمة في سوريا، مضيفاً انه "يجب على كل الاطراف والدول ان تتعاطى مع الازمة من خلال وضع تصور يؤدي الى انقاذ الدولة من بوادر حرب اهلية، سوف تأتي على كل مقومات هذا البلد الرافض لسياسة الخضوع للارادة الاميركية والمشيئة الصهيونية".
من جهة ثانية، طالب الشيخ عبد الرزاق الحكومة المصرية الى التنبه للمؤامرة التي يدبرها كيان العدو بين الجيش المصري وقطاع غزة، لافتاً الى ان العدو يعمل من اجل منع حصول اي تعاون امني وتطور في العلاقات الاقتصادية يؤدي الى تخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني.
المفتي الجعفري الممتاز سماحة الشيخ أحمد قبلان: البلد على فوهة بركان من نار الفتن المذهبية
بدوره، طالب المفتي الجعفري الممتاز سماحة الشيخ أحمد قبلان أصحاب القرار في لبنان بضرورة "وضع برامج استثنائية تتناسب ووضعية البلد المنهارة والظروف القاتلة التي تجتاح الناس"، مؤكداً ان على السياسيين ان يلتفتوا بأن الفقر يصحب الكفر ويحوّل الصالح إلى فاسد ويساعد بقوة على إفراغ البلد والناس من وضعية السكون والهدوء وسط هزات تطال الناس بجوعها وبطالتها وافتقارها". مبدياً اسفه لأ" بعض الزعامات تتعامل مع الناس وكأنهم غنم يساقون إلى المذبح والمسلخ".
كما حذّر المفتي من نار الفتن المذهبية وخرائط التقسيم والخلايا النائمة ومشروعات الربط الإقليمي "حتى تكاد تشعر وكأن البلد على فوهة بركان"، لافتاً الى ان "الآتي الأعظم ويجب الانتباه إلى ضرورة وقف النزاع السيا سي الذي خرب وعطل كل شيء وأطاح بالمؤسسات". موضحاً "أننا في دولة تتقزم وتفقد هيبتها يوماً بعد يوم أمام هذا الكم الهائل من المطالب الشعبية المحقة وهذه التراكمات من المشاكل السياسية الأمنية التي أثقلت كاهل هذا الشعب".