قيادي في حماس : حل الدولتين والتطبيع انتهى بطوفان الاقصى
تنـا - خاص
اكد ممثل حركة المقاومة الاسلامية – حماس لدى ايران "الدكتور خالد قدومي"، ان عملية "طوفان الاقصى" قلبت كل المقاربات السياسة قبل السابع من اكتوبر 2023م، بما في ذلك "حل الدولتين" ومخطط "تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني".
شارک :
وافادت "تنـا" ان الدكتور قدومي صرح بذلك خلال ندوة حوارية بعنوان "محور المقاومة.. انهيار الكيان الصهيوني"، عقدت صباح اليوم الاثنين برعاية الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية الشيخ الدكتور حميد شهرياري، وتقديم الباحث والمحلل السياسي الايراني الدكتور عباس خامة يار، ومشاركة عضو المجلس المركزي لحزب الله الشيخ حسن بغدادي، وممثل حركة الجهاد الاسلامي الفلسطينية لدى ايران الدكتور ناصر ابو شريف.
واوضح القيادي في حماس، ان من نتائج طوفان الاقصى، هو تعاظم قدرات المقاومة والتي اضحت قادرة على قتل الاف الجنود الصهاينة، وجرح واعاقة ما يزيد عن 20 الف في صفوف قوات الاحتلال، كما تسببت في خسائر بالمليارات وهجرة اكثر من 500,000 مستوطن صهيوني سواء كان من الشمال باتجاه مناطق اخرى او من الجنوب او خارج ما يسمى بالوطن اليهودي، كما قرر ما يزيد عن 70% من هؤلاء المستوطنين ان لا يعودوا الى الكيان المحتل.
واشار قدومي الى الدعم اللامحدود الذي يتلقاه الاحتلال من امريكا والغرب ليواصل حرب الابادة بغزة ولبنان، مبينا ان حرب الكيان الراهنة تاتي في اطار مشروع غربي، وعليه فإن كل من يتجاهل هذا المكوّن الاساسي في التحليل، سيتيه.
واضاف : اليوم كلينتون يصرح بانه يريد ان يوقف الحرب، او البيت الابيض هو الاخر الذي يتحدث عن "وقف اطلاق النار" ثم بعد ذلك تاتي اخبار على ان "هناك مشادة كلامية ما بين بايدن ونتانياهو، وقد رفع صوته على الاخير في التلفون"؛ كل هذا عبارة عن نفاق وكذب، والا ماذا تعني مليارات الدولارات التي تصرفها امريكا يوميا وبشكل عاجل، حتى ان بعض نواب الكونكرس مثل ساندرز ونواب الاخرون تحدثوا عن رفض الموافقه على 19 مليار دولار كانت تودّ الادارة الامريكية ان تعطيها للكيان الصهيوني، من اجل تسليحه.
وتابع ممثل حماس لدى الجمهورية الاسلامية الايرانية : في هذه المعادلة يجب علينا ان نؤكد للكرة باننا امام معركة ما بين الحق والباطل، وكما ذكر كثير من المحللين السياسيين العقلانيين في المنطقة، نحن اليوم بين هذه المعسكرين؛ لا يوجد معسكر سني وشيعي، او عربي وغير عربي، بل هناك "معسكر مع ومعسكر اخر ضد"، واثناء الحرب على غزة او لبنان، من يقف بـ "المنطقة الرمادية" هو بشكل تلقائي يعني علينا وليس معنا.
واكد قدومي، على انه في ظل هذا الكم الهائل من المجازر التي ترتكب يوميا بحق الاطفال والنساء داخل فلسطين ولبنان، لا يمكن السكوت واختيار موقف محايد؛ مبينا ان "هناك اربع دول معدودة على الاصابع هي امريكا وبريطانيا والمانيا وفرنسا، تأبطت شرّ دعم هذا الكيان الصهيوني، وهي الاقلية امام الاغلبية في العالم.. باختصار شديد، ان ترامب او كاميلا هاريس او بايدن، هم جميعا في هذه المنظومة يدعمون الكيان الصهيوني، بالرغم من وجود بعض الاولويات فيما يتعلق بتحليل الوضع الأمريكي القائم.
ولفت بانه في ظل هذه التطورات، يظهر بان "الطوفان" جاء على عصب وجودي للاحتلال، وقد اصبحت مسالة مواجهة المشروع الصهيوني على الطاولة في مرحلة ما بعد انطلاق هذه العملية البطولية؛ وبذلك، ان الحديث عن ضرورة الموقف العربي او الموقف الاقليمي او الموقف الدولي من هذه المعركة، يعني بانه لا توجد منطقة رمادية في هذا الخصوص.
وحول الاسباب المؤدية الى تمادي الكيان الصهيوني في مجازره بحق الشعب الفلسطيني، اوضح القيادي في حماس، ان السبب كما فسره المفكر وعالم الاجتماع المصري الاستاذ "عبد الوهاب المسيري" قبل سنوات، هو الدعم المفرط الغربي لـ "اسرائيل"، ومن جانب اخر الخذلان المفرط لبعض الحكام بالمنطقة حيال القضية الفلسطينية؛ مبينا ان هذه الحقيقة اصبحت ظاهرة واضحة في المشهد الدولي.
وفي معرض تحليله للموقف الامريكي تجاه الوضع بغزة ولبنان، لفت الدكتور قدومي بان الامريكان يعيشون ازمة حقيقية اليوم، وهي انهم لا يستطيعون التخلي عن المشروع الصهيوني، ولكن في الوقت نفسه لا يريدون غطرسة نتانياهو؛ كما في المشهد الدولي، فهم لا يستطيعون ان يواجهوا ايران ولكنهم يريدون ان يكسروا هيبتها.
واستطرد قائلا، انه في المقابل هناك معسكر اخر وخاصة معسكر المقاومة الذي استطاع ان يفشل هذه المعادلات، ويمرغ انف امريكا و"اسرائيل" في التراب.
واوضح القيادي في حماس، انه في اليوم السابع من اكتوبر 2024 م، اي بعد مرور سنة على طوفان الاقصى، العالم يشاهد اطلاق صواريخ استراتيجية من داخل غزة باتجاه تل ابيب، والاسرائيليون لا يعرفون من اين اطلقت، وعلى مدى سنة كاملة وتسعة ايام كان الشهيد يحيى سنوار كابوسا مرعبا للاحتلال الصهيوني، وبالتالي اختار لنفسه كيف يموت وكيف يستشهد مواجها ومشتبكا مع العدو الصهيوني، فاضحا اكاذيب نتنياهو الذي اتهم السنوار بانه "يحمي نفسه بدروع بشرية من الاسرى وغير ذلك"، بل العكس كان الشهيد السنوار يحارب بمسدسه وبزته العسكرية في الميدان، حتى قتل من الجنود الاسرائيليين وجرح منهم، وارتقى شهيدا الى جوار ربه.
كما اشار الى واجب الامة للقيام بما يقتضي من اجل استغلال حالة الضعف في الميزان الدولي والثغرة في جدار القوة للنظام العالمي القائم، حيث برزت اليوم قوى محلية تقول "لا للجبروت الامريكي"؛ لافتا في الوقت نفسه بان "من يتصور ان الحرب القائمة ستتوقف هو واهم، يمكن ان يحصل اتفاق ولكن هذا الاتفاق لن يسمح الامريكان ولا الاسرائليون ان يكون اتفاقا كاملا، لانهم يريدون المزيد من استهداف النساء والاطفال وتركيع المقاومين، لكننا قادرون اليوم على المواجهة من خلال تصعيد المقاومة".
واردف قدومي : انظروا الى حزب الله بعد استشهاد اكثر من عشرين من قياداته ماذا فعل؟ وبعد استشهاد اسماعيل هنية ويحيى السنوار، كيف تسطر المقاومة الفلسطينية الملاحم في جباليا المحاصرة التي لم يدخل فيها الماء منذ اكثر من 22 يوما؛ اذن هذه القوة تستطيع ان تتحد فيما بينها تحت القواعد التالية : الأول : لا نريد حرف البوصلة عن فلسطين، الثاني : نريد تصعيد المقاومة في كل مكان، الثالث : يجب على علماء الامة ان يفتوا بوجوب الجهاد والتحرك نحو فلسطين بالطريقة الذي يعرفونها؛ وكحد ادنى بان يفتي العلماء بحرمة التطبيع ويبينوا ما هو جزاء المطبعين مع الكيان، القاعدة الرابعة : ان يتم مطالبة القيادات وعلى المسؤولين السياسيين والدبلوماسيين في المنطقة، بان يضغطوا اقتصاديا وسياسيا ودبلوماسيا وايضا عسكريا على الكيان الصهيوني.