البحرين، انتهاكات ، عيد بلا أطفال، وقمع وقتل مستمر بالاسلحة المحرمة دولياً.
شارک :
شوزن، رصاص مطاطي، غازات مسيلة للدموع، قتل ورعب..كلها من الصفات التي تطغى على القمع الذي يمارسه النظام البحريني بحق المطالبين بالحرية والاصلاح. الحركة الشعبية المطلبية في البحرين تقابل بالقتل عبر اسلحة محرمة دولياً. اضف الى ذلك، الكثير والكثير من الاعتقالات التي تقوم بها السلطات دون أن تفرّق بين كبير وصغير، أو بين رجل وامرأة، مساواة في القمع بلا معرفة النتائج، في هدف واحد: هو أن لا يسمع العالم المطالب المحقة ويرى حقيقة ما يجري على أرض الواقع. وفي القضاء، الحكم التعسفي إذ أن السلطة السياسية تسيطر على كل شيء، وعلى الرغم من المطالبات الدولية والاستنكارات لكن لا من مجيب!!
ولكن، مع عدم الاكتراث الدولي لما يحدث، يبقى البحرينيون على عزيمتهم وهم مستمرون بثورتهم ضد الظلم والقمع، من اجل تحقيق مطالبهم.
فقد طالبت مجموعة حقوقية من خبراء الأمم المتحدة والفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان ومنظمة مراسلون بلا حدود، السلطات البحرينية بالإفراج الفوري عن الناشط الحقوقي البحريني نبيل رجب.
وقال خبراء الامم المتحدة "انه لقد حان الوقت للسلطات البحرينية لتوافق على الحق في التجمع السلمي والحق في التعبير، وأن تفرج فوراً عن المعتقلين جراء ممارستهم حرياتهم المشروعة".
وأشارت إذاعة الأمم المتحدة، أن هذه الدعوة تأتي وسط بواعث قلق بشأن الحملة ضد المدافعين عن حقوق الإنسان في البحرين.
من جهتها، قالت رئيسة الفيدرالية سهير بلحسن انه "من الجيد تبرئة رجب من التهمة المتعلقة بإحدى تغريداته، لكنه لايزال يقضي عقوبة السجن لمدة ٣ سنوات. ولاتزال السلطات البحرينية تواصل تضييق الخناق على منتقديها. في حين أنه يجب عليها أن تذهب إلى أبعد من ذلك والإفراج عن جميع المدافعين عن حقوق الإنسان الذين اعتقلوا واحتجزوا لممارستهم النشاطات في مجال حقوق الإنسان".
وأضافت بلحسن ان جميع المنظمات الأعضاء في الفيدرالية، والبالغ عددها ١٦٤ منظمة، تحشد الآن للضغط من أجل إطلاق سراح نبيل رجب، والمضايقات القضائية التي يتعرض لها رجب، هي ببساطة غير معقولة، مضيفةً "ينبغي الآن على المجتمع الدولي الضغط من أجل ضمان حماية السلامة الجسدية والنفسية لرجب، وبذل كل جهد ممكن باتجاه المطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عنه".
بدورها، ناشدت منظمة "مراسلون بلا حدود" السلطات البحرينية إسقاط مجمل التهم الموجهة ضد رجب والإفراج الفوري عنه، داعيةً المجتمع الدولي إلى الضغط لتحقيق هاتين الغايتين.
ولفتت المنظمة الى أن "رجب صرخ في قاعة المحكمة المكتظة بالحضور بأنه يتعرض للتعذيب النفسي والجسدي في الزنزانة الانفرادية للانتقام منه".
من جهة أخرى، برّأت محكمة الاستئناف أمس، رجب من تهمة سب أهالي المحرق، الذي سبق أن قضت محكمة أول درجة بسجنه على ذمتها مدة ٣ أشهر، وقد اعتقل رجب من منزله بعد ٣ ساعات من صدور هذا الحكم.
محكمة الاستئناف في البحرين الخميس ٢٣ أغسطس/آب، الناشط نبيل رجب من تهمة "قذف وسب أهالي منطقة المحرق" على حسابه في "تويتر" قبل انتهاء مده حبسه بثلاثة أسابيع، لكنها قررت أن يبقى في السجن على ذمة قضايا أخرى.
وكانت محكمة ابتدائية حكمت في يوليو/تموز، على رجب بالسجن ثلاثة أشهر في هذه القضية التي يسميها رجب "قضية انتقاده لرئيس الوزراء البحريني". فيما قضت محكمة بحرينية الخميس الماضي بسجن رجب ٣ سنوات بتهمة المشاركة في مسيرات غير مرخصة.
واشتكى رجب خلال جلسة المحاكمة التي أقيمت الخميس، من تعرضه للتعذيب النفسي والجسدي في سجون سلطات المنامة، معترضاً أمام المحكمة على إبقائه في غرفة مظلمة، ومنعه من الاتصال بعائلته.
من جهة ثانية، كانت قد اعتقلت الشرطة البحرينية القبض على ٨ اشخاص مساء الثلاثاء ٢١ أغسطس/ آب، في اشتباكات دارت خلال عزاء الشهيد حسام الحداد الذي سقط بنيران الشرطة.
بدورها، قالت "جمعية الوفاق الوطني" إن شرطة مكافحة الشغب بدأت أعمال العنف بإطلاقها الغاز المسيل للدموع على المشاركين خلال جنازة حسام الحداد (١٦ عاما)، مضيفةً إن أنباء وردت عن وقوع اصابات كثيرة بعدما فتحت قوات النظام النار على المعزين.
وأضافت الوفاق وشهود عيان ان الشرطة أقامت نقاط تفتيش للحيلولة دون وصول الناس إلى مكان العزاء في المحرق، مشيرة الى ان قوات النظام وفرت حماية لمن شارك في الهجوم على المعزين.
بدورهم، قال ناشطون من المعارضة إن الحداد تعرض للضرب على يد رجال شرطة يرتدون ملابس مدنية.
كما اتهمت جمعية الوفاق، قوات الامن بقتل المتظاهر الذي عرف انه حسام الحداد (١٦ عاما) بعد “الهجوم عليه بوحشية بالغة”.
وعرضت جمعية الوفاق على صفحتها على موقع فيسبوك صوراً، للشهيد الحداد "وقد بدا ظهره وذراعه الايمن مصابين برصاص مطاطي، وهو غالباً ما تستخدمه قوات الامن في البحرين اضافةً الى الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.
الى ذلك، سقط عدد من الجرحى والمصابين والمختنقين من المواطنين في مدينة المحرق بعد ان فتحت قوات النظام البحريني نيران أسلحتها ضد المواطنين في ختام التعزية على روح شهيد البحرين والمحرق الطفل حسام الحداد الذي قتل على يد قوات النظام.
وقمعت قوات النظام بالقوة والقمع المفرط المشاركين في ختام عزاء الشهيد حسام الحداد (١٦ عاماً) في منطقة المحرق شرق العاصمة المنامة، مستهدفةً المشاركين بالأسلحة والقنابل الغازية الخانقة والسامة، كما اعتقلت عدداً منهم واعتدت بالضرب على آخرين.
كما وفرت قوات النظام حماية للمجاميع والميليشيات التابعة للنظام الذين ساهموا في الإعتداء على المواطنين في منطقة المحرق الثلاثاء (٢١ أغسطس ٢٠١٢) في ختام عزاء الشهيد الحداد الذي قتل برصاص قوات النظام. وأغلقت القوات الطرقات المؤدية للمقبرة التي دفن فيها الشهيد الحداد، ومنعت المواطنين بالقوة من التوجه والمشاركة في عزاء الشهيد.
الى ذلك، تعرضت أغلب المناطق التي خرجت في تظاهرات واحتجاجات معبرة عن الرأي، للقمع والعنف الرسمي وإطلاق النار وإستخدام مكثف للسلاح.
وفي ختام، عزاء الشهيد حسام الحداد الذي قتلته قوات النظام برصاصها، إنطلقت مسيرة متوجهة إلى قبر الشهيد، ولاحقاً اعتدت قوات النظام على المشاركين بالعنف المفرط وإستخدام السلاح بشكل واسع مما أوقع العديد من الإصابات والإختناقات في صفوف المواطنين في منطقة المحرق، كما اعتقلت العديد من المشاركين.
كما خرجت مسيرات حملت الشموع في عدد من مناطق البحرين، حداداً على قتل شهيد العيد حسام الحداد، وواجهت هي الأخرى القمع الرسمي الذي لا يستثني أي فرصة لتعبير المواطنين عن آرائهم.
بدوره، أكد المساعد السياسي لأمين عام جمعية الوفاق خليل المرزوق أن مافرض على الشعب البحريني دون توافق، فإنه لا يحتاج لتوافق لتصحيحه وإعادته لوضعه الصحيح، مشدداً على أن التوافق الحقيقي يتم بالرجوع للإرادة الشعبية دون فرض الإرادة المنفردة.
وأوضح المرزوق أن الطريق إلى الحل في البحرين يبدأ بالإعتراف بأن "مكونات النظام السياسي من مناصب وسلطات هي للشعب ولا يمكن أن يسلب الشعب ثرواته، وأن كل ذلك ملك للشعب يقرر من يتسلمها ويديرها وكيفية الرقابة عليها ومحاسبتها وإلا لا شرعية لها ولا مشروعية لفعلها".
ولفت المرزوق إلى أن "استخدام مصطلحات كالتوافق بين مكونات المجتمع هي جزء من حملات العلاقات العامة المفرغة من الارادة السياسية الحقيقية للاصلاح".
على صعيد آخر، احييت البحرين عد الفطر المبارك اسمياً وليس فعلياً، اذ أن النظام يعتقل حوالي ٩٠ طفلاً تحت السن القانونية في سجونه ويعاملهم معاملة الكبار، ووجه لهم تهماً لا تتناسب مع أعمارهم ولايزالون يقبعون تحت القضبان.
وقد أطلقت المعارضة البحرينية شعار "عيد بلا أطفال"، على عيد الفطر لهذا العام، في إستذكار للأطفال وصغار السن الذين يحتجزهم النظام في البحرين كرهائن مع مئات المعتقلين الآخرين الذين يعانون من الظلم والتعسف الرسمي.
وتأتي الإعتقالات على خلفية سياسية وفي قضايا تتعلق بحرية الرأي والتعبير، وقد طالبت العديد من المنظمات الحقوقية الدولية والمعنية بالإفراج الفوري عن كافة المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي، وخصوصاً الأطفال.
ويقوم النظام في البحرين على سحق حقوق الطفل، وسلب الأطفال أبسط حقوقهم الإنسانية الطبيعية، الأمر الذي يؤكد أن النظام لا يعير أي خصوصية للأطفال بل ويمعن في إيذاءهم وإلحاق الضرر بهم والفتك بهم.
من جهة ثانية، يشير تقرير لجنة تقصي الحقائق التي شكلها النظام بإرادته وأقر بنتائجها، الى أن عدد من إعتقلهم النظام خلال فترة إعداد التقرير حوالي ١٨٩ طفلاً، منهم ٢٣ طفل أخذوا الى مراكز الاطفال فيما أودع الباقي في مراكز عامة وتمت معاملتهم معاملة الكبار.
كما انه ووفقاً للأرقام فإن ١٢% منهم فقط تم استدعاء أولياء أمورهم وإخطارهم، أما البقية فقد تم احتجازهم وإخفاء أماكنهم وعدم إعلام أهاليهم كما تفعل قوات النظام مع غالبية المعتقلين الذين يكون اعتقالهم أقرب للإختطاف.
وتجري رقابة رسمية أمنية على بعض الاطفال بعد اعتقالهم، كما يجرى للطفل علي حسن الذي يبلغ ١١ عاما وجرى اعتقاله لأكثر من شهر.
تجدر الاشارة الى ان أساليب القتل للأطفال تنوعت بين خنقهم بالغازات السامة التي تطلقها القوات على المنازل عند قمعها للقرى والمناطق وإنزال العقاب الجماعي عليها، الأمر الذي يؤدي لإختناق كبار السن والأطفال ووفاتهم، إلى جانب القتل بالرصاص الإنشطاري ضمن سياسة العنف الرسمية لقمع الآراء، وعن طريق استخدام عبوات الغاز كذخيرة مباشرة وتوجيهها لأجساد المواطنين، أو عن طريق الدهس المباشر بسيارات قوات الأمن كما جرى للشهيد محمد إبراهيم والشهيد علي بداح.
ومن اسماء بعض الاطفال الشهداء: الشهيد سيد احمد شمس، والشهيد المقتول ظلماً محمد عبدالحسين فرحان، والشهيد علي جواد الشيخ، والشهيد احمد القطان، والشهيد علي بداح، والشهيدة المقتولة ظلماً ساجده فيصل جواد، والشهيد المقتول ظلماً السيد هاشم سعيد، والشهيد المقتول ظلماً ياسين جاسم ال عصفور، والشهيد محمد ابراهيم يعقوب.
كما أنه قُتِل بعض الأطفال في الأعياد، مثل الشهيد علي الشيخ، أو بينما كانو يلعبون قرب منازلهم، مثل الشهيد السيد أحمد شمس، وأعمارهم جميعا ١٥ عاما او أقل من ١٨ عاما.
ان السمة البارزة في ثورة البحرين هي الاطفال، حيث انها أكثر الثورات التي تعرّض اطفالها الى اعتداءات، كما ان الصمت الدولي يزيد على الميزة ميزة أخرى، فكانت ثورة الورود من اكثر الثورات التي عانى منها الاطفال نظراً لقمع الاجهزة الرسمية والامنية التي لم تلتفت الى الخصوصية العمرية لهؤلاء الابناء.
الجدير ذكره، انه من المقرر أن تنظر محكمة الاستئناف في العاشر من سبتمبر/أيلول في طعن تقدم به رجب، ضد التهم الموجهة إليه. كما ان رجب يرأس "مركز البحرين لحقوق الإنسان"، الذي ينشط في توثيق الانتهاكات التي يتعرض لها المحتجون في البحرين. ودعت عدة دول ومنظمات دولية سلطات البحرين الى الإفراج عن الناشط البحريني.