العالم وصراعاته، والعمل الدؤوب للاميركا من أجل تحقيق مصلحة كيان العدو، القضايا التي تعصف في المنطقة، فيما الاميركي يلعب على المسرح الانتخابي لفوزه المأمول.
شارک :
تعجّ الامم المتحدة بالمواقف الرنانة، على الصعيد العربي لجهة الازمة السورية أولاً، وثانياً على صعيد قبول عضوية فلسطين كعضو مراقب فقط متنازلين عن صفة العضوية الكاملة كدولة تماثل غيرها من الدول، ومع ذلك، الأمر ليس ببساطة لأن الغرب لا يقبل بهذا الجزء البسيط فقط من حقوق الفلسطينيين.
في غضون ذلك، يستغل الرئيس الاميركي التوقيت الزمني ليعمل على انتاج خطاباته الجذّابة من أجل حصد أكبر نسبة أصوات في الانتخابات الاميركية المقبلة، مذكراً المجتمع بمواقفه الصدّاحة للحرية والاسلام وغيرها عندما رشّح كرئيساً في المرة الاولى، آملاً بجدوى الكلمات. بالمقابل، تتخبّط المواقف الاميركية الاسرائيلية متقاتلةً فيما بينها، بسبب التفكير بهجوم على الجمهورية الاسلامية الايرانية، إذ تعلن اميركا رفضها لاي تفكير كهذا، ما حوّل مشهد نتنياهو الى جنون من الخذلان الاميركي.
من جهة ثانية، يظهر العجز الدولي الاممي في حل القضايا العربية والاسلامي، خاصة منها الدينية الذي تتضح معالمه في التبرير الاممي لحرية الرأي والتعبير في الاساءة الى المقدسات، لكنه ينتفض مذعوراً إذا ما تعلّق الأمر بالكيان الصهيوني. كذلك على الصعيد السياسي والأمني من الوضع في سوريا الى حال البحرين وصولاً الى فلسطين المحتلة القضية، الدعوات تشدد على ضرورة الاصلاح والحوار والحل السلمي، خاصة أن الفكر الدولي يرفض التدخل العسكري في سوريا على لسان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون.
خطباء منبر الجمعة في لبنان، تناولوا هذه القضايا، داعين الحكام العرب الى الالتفات قضايا شعوبهم والعمل على اصلاحها.
الشيخ يزبك: سياسة النأي بالنفس مجرد كلام بعيداً عن الواقعية مع تحول الوطن مقراً وممراً للتهريب بأنواعه
أكد رئيس الهئية الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك إننا في قلب العاصفة الدولية والإقليمية ولها انعكاساتها ومخاوفها والإضطراب الأمني والإقتصادي والإجتماعي، مشيراً الى أن ما قيل عن سياسة النأي بالنفس مجرد كلام بعيداً عن الواقعية مع تحول الوطن مقراً وممراً للتهريب بأنواعه.
وأضاف سماحته انه قد سقطت الهيبة أمام الإعتداءات "واللبيب تكفيه الإشارة فالإعتداء على الجيش وقتل بعض المواطنين اللبنانيين من قبل ما يسمى بالجيش الحر على الأراضي اللبنانية في ( حام ) وغيرها أمام هذه الأحداث وما تتضمن من مخاطر"، مؤكداً انه "لا يجوز الإنقسام على الوطن بل يجب على الجميع ان يلتقوا ويتدارسوا الأوضاع وأن يصلوا إلى ما يزيل المخاوف والإنقسامات حفاظاً على الوحدة الوطنية وقيام الدولة التي يتحدث عنها الجميع".
الى ذلك، شدّد الشيخ يزبك على ان المطلوب إجراء الإنتخابات في وقتها لتعزيز تطلعات اللبنانيين الى مستقبل وطنهم وإلى الآمال المعقودة على الوحدة والتكامل والعمل من أجل كرامة المواطن وصيانة استقلال الوطن، مبيناً أن هذا لا يتحقق إلا من خلال قانون انتخابي يضمن للمواطن حقه في مواطنية لا في عصبية وطائفية ومذهبية وقياساته الزعاماتية من دون نظر إلى الوطن ومصالح الجميع. متسائلاً: "فأين الطائف ومفاعيله وأين الدعاة إلى تطبيقه ويجب أن لا يبتعد القانون الإنتخابي عن مفاعيله وعن القوانيين الإنتخابية الحديثة القائمة في العالم على قاعدة النسبية".
في غضون ذلك، تساءل رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله عن "قضايانا كمسلمين وعرب مما يجري من اساءات وتهديدات ولماذا الأمم المتحدة وما وظيفتها خطابات وانتقادات ولقاءات"، قائلاً: "هل يوجد عجز دولي عن تقديم الحل لفلسطين وقضيتها ومظلومية شعبها وأين مسألة البحرين وما يجري في المنطقة الشرقية قمع وقتل ولماذا لا تكف الأيدي عن سوريا وتساعد للقاء سوري داخلي حواري يوقف شلالات الدم والخراب والدمار؟!!"
الشيخ قبلان: "للشعب السوري ارحموا انفسكم وابتعدوا عن الضلالة والفتك والعدوان وعن كل شر وقتل"
من جانبه، أكد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان إن ما يجري على الأرض من مشاكل ومخاوف ومن اضطرابات وانزلاق في مهاوي الباطل لا يمت إلى الدين بصلة، مشيراً الى أننا نعيش في هذه البلاد بضيق وحرج ومشاكل فعلينا إن نعود إلى الله نتمسك بحبله وهو الحق والخير.
وأضاف الشيخ قبلان أن ما يجري في سوريا لا يمت إلى الدين بصلة فالدين استقامة وهدي وتقوى ومحبة وصلاح وخير وسلام ووئام لا قتل وذبح ودمار وخراب، قائلاً: "للشعب السوري ارحموا انفسكم وابتعدوا عن الضلالة والفتك والعدوان وعن كل شر وقتل".
كما طالب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى جميع الشعوب العربية والحكام العرب بتقوى الله والعمل لمرضاته وسلوك طريق الخير والعدالة والإصلاح والصلاح والاستقامة والابتعاد عن الظلم والشر والفوضى والعدوان، مجدداً إدانته واستنكاره للإعمال والافتراءات التي حاولوا بها الإساءة إلى الإسلام. مطالبا الدول الحاضنة لهؤلاء المتطفلين والسيئين ولأنظمة هذه البلاد وحكامها محاسبتهم وعدم السماح لهم بالقيام بمثل هذه الإساءات التي لا تقلل من وجودنا فالله تعالى سينتقم منهم قريبا لان من يفتري على الانبياء والمرسلين انما يفتري على نفسه.
الشيخ ماهر عبد الرزاق: أنه لم يعد لحكام العرب هم أو قضية إلا غياب الديمقراطية في سوريا
بدوره، أثنى رئيس حركة الاصلاح والوحدة الشيخ ماهر عبد الرزاق على مواقف اللبنانييين الجامعة ضد فيلم الاساءة، مستغرباً صمت حكام العرب تجاه هذا التطاول على من ارسله الله رحمة للعالمين.
وأوضح الشيخ عبد الرزاق أنه لم يعد لحكام العرب هم أو قضية إلا غياب الديمقراطية في سوريا، مشيراً الى انه "كأن فلسطين تحررت والمسلمون يصلون في المسجد الاقصى والامن والسلام متحقق في المنطقة والعدالة منتشرة وحقوق المواطنيين مصانة ومؤمنة في كل البلدان العربية".
الى ذلك، قال رئيس حركة الاصلاح والوحدة "لهؤلاء ارفعوا ايديكم عن الشعب السوري وهو كان وسيكون بألف خير لا تكونوا معاول هدم لهذه الدولة بل كونوا دعاة خير والسند القوي لهم في مواجهة هذه المؤامرة التي تحاول اميركا من خلالها تفتييت وتقسيم المنطقة العربية".
العلامة النابلسي: لسنا مجبرين في هذه المنطقة أن نبقى ممزقين بفعل الخلافات التي يصنعها لنا أعداء الخارج
من جانبه، رأى سماحة العلامة الشيخ عفيف النابلسي انه لا نجد أمام هول الكارثة التي أصابت الأمة اليوم, "إلا أن ندعو إلى التبصر والتعقل"، موضحاً انه "لسنا مجبرين كبشر نعيش في هذه المنطقة أن نبقى ممزقين بقعل الخلافات السياسية التي يصنعها لنا أعداء الخارج وحمقى الداخل. ولسنا ضعافاً لتبقى هذه الأرض مسرحاً لمطامع القوى الاستعمارية".
وشدّد العلامة النابلسي على ضرورة أن ندرك الأخطار المتوقعة وامتداداتها وانعكاساتها السياسية والثقافية والاجتماعية كلبنانيين وعرب، لافتاً الى ان "الأعداء جعلونا جماعات وفئات وأقليات معزولة ومتناقضة ومتحاربة بعد أن كنا نعيش إلى درجة كبيرة في ظل هوية مشتركة ومشاعر وتطلعات واحدة. نعرف أن العدو هو إسرائيل، وأن من يفرّق وينشر الفتن هي أميركا".
بالمقابل، بيّن الشيخ النابلسي أن اليوم هناك من هو على استعداد للتحالف مع كل شياطين العالم من أجل أن يقتل أخاه، متسائلاً: "فعلامَ يقتل المسلمُ المسلمَ, وعلامَ يقتل المسلمُ المسيحيَ, والمسيحيُ المسلم. نريد أن نعرف ما جدوى كل هذا القتل وهذا الحقد الأعمى بعضنا على البعض الآخر". مضيفاً "فإذا كنا ندّعي أننا أهل دين وحضارة فهل أهل الدين والحضارة يفعلون ما نفعل اليوم من تناحر وتصارع لأننا جميعاً في هذا المشرق متنوعو المشارب والأفكار والثقافات؟!"
في السياق، قال الشيخ النابلسي نريد أن نفهم حقاً ماذا جلبت لنا أميركا غير الدمار والفتن حتى يستنجد بها فريق هنا وفريق هناك، متسائلاً: "فمتى نستفيق من هذا النوم العميق ونواجه الحقائق كما هي, فنجلس لنحل مشاكل الاستبداد والظلم ونصنع حريتنا وكرامتنا بأيدينا نحن".
الشيخ القطان: علماء الأمة بالوحدة وتوحيد الكلمة وتوجيه عوام المسلمين على الهدف الحقيقي وهو الإستكبار العالمي
بدوره، أسف رئيس جمعيَّة "قولنا والعمل" الشيخ أحمد القطّان "لردود الفعل الخجولة من العربان(الحكام) على الإعتداءات المتكررة وفي أكثر من دولة غربية على الإسلام ونبيه(ص)"، مستغرباً "كلام السنيورة الذي استخف من خلاله بهذه الإساءات".
وطالب الشيخ القطّان علماء الأمة بالوحدة وتوحيد الكلمة وتوجيه عوام المسلمين على الهدف الحقيقي وهو الإستكبار العالمي، متسائلاً: "لماذا كثير من مشايخ المسلمين لم يحركوا ساكناً اتجاه هذه الإساءات مقارنة مع هببهم ضد سورية وشعبها خدمة للمشروع التقسيمي لسورية". مطالباً المسلمين بوضع حدّ لبعض علماء الفتنة والتكفير والذين لم يعودوا قلة بل كثر عددهم في الفترة الأخيرة.
السيد فضل الله: أن الرئيس الأمريكيّ، "يُظهر زيف مواقفه وشعاراته السابقة، فيقف على منبر الأمم المتّحدة"
من جهته، بارك سماحة العلامة السيّد علي فضل الله للأمة الاسلامية ولادة الامام الرضا(ع)، مبيناً ان الامام أراد أن يبيّن الصورة الصحيحة لأحسن النّاس عيشاً، وأكثر النّاس سعادة، هو الّذي يترك أثراً طيّباً، موقعاً يتواجد فيه.
ولفت السيد فضل الله الى ما جرى أخيراً في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، "حيث وقف الرئيس الأمريكي مستعرضاً عضلاته الكلامية أمام رؤساء الدول والبعثات الدبلوماسية، بالطريقة نفسها التي بدأ بها مهامه الرئاسية، عندما استعرض قوته الخطابية في تركيا، ثم في جامعة القاهرة"، موضحاً انه لا يزال المسلمون يحفظون مقاطع من كلماته المعسولة حول احترامه واحترام إدارته للإسلام والدين الإسلامي، "وحرصه على قضايا الشعوب الإسلامية ودولها، ولا سيّما القضية الفلسطينية".
كما أضاف السيد فضل الله أن الرئيس الأمريكيّ، "يُظهر زيف مواقفه وشعاراته السابقة، فيقف على منبر الأمم المتّحدة"، مبيناً انه "ليبرّر عدم ملاحقته الّذين أساؤوا للرّسول(ص) والإسلام من خلال الفيلم المسيء، وذلك بحجّة أنّ الدستور الأمريكي يضمن حريّة التّعبير، في الوقت الّذي لا يشير إلى عدم حريّة التّعبير إذا كانت القضيّة تتعلّق بمعاداة السامية, ويقصد بذلك اليهود وديانتهم، ولا يتحدّث عن الملاحقات الّتي تتمّ بحقّ كلّ من يعترض على المحرقة وفق الحقائق العلميّة".
من جهة ثانية، بيّن سماحته أن اوباما يتحدّث عن دولة فلسطينيّة آمنة إلى جانب كيان العدوّ، ولا يقول للفلسطينيّين ماذا صنع بهذا الشّعار الّذي أطلقه قبل حوالى أربع سنوات، موضحاً انه "يزداد حال الفلسطينيّين بؤساً، ففي الداخل يحاصرون بالاستيطان والجدار الفاصل، وسياسة التهويد والعبث بالمقدّسات الإسلاميّة والمسيحية، بينما في خارج فلسطين، يعيشون في المخيّمات، ويعانون أقسى ظروف العيش وعدم الاستقرار".
بالمقابل، أوضح السيد فضل الله أن "الذين يتحرّكون على خلفية الكراهية لظلم الغرب وإسرائيل، فقد آن الأوان لتهميشهم، بحسب ما يقول الرئيس الأمريكي، ولكنّه لا يقول شيئاً عن الذين يمارسون الكراهية ضدّ العرب والإسلام والمسلمين كمبدأ في حركتهم السياسيّة والثقافيّة والإعلاميّة وما إلى ذلك"، لافتاً الى ان الرئيس الأمريكيّ عن عمله الدّؤوب لإرساء الديمقراطية في العالم العربي، "ولكنّه لا يشير إلى حجم الأساطيل والقواعد الأمريكيّة التي تجثم على صدور العرب والمسلمين، ولا إلى سعي أمريكا لتحويل مسار الربيع العربيّ عن وجهته، من خلال استغلال الضّغط الاقتصاديّ والسياسيّ، وحتّى الأمنيّ، وإبقاء الكيان الصّهيونيّ الفزّاعة الدّائمة لكلّ باحث عن الحريّة الحقيقيّة".
في غضون ذلك، أكد السيد فضل الله أن لا شيء يضير أمريكا أو الغربيّين، الّذين يتباكون على حقوق الإنسان السوريّ في بلادنا، أن تدمّر هذه الشعوب وفق الإيقاع الاستكباري، وأن يُحال دون الوصول إلى أيّ حلّ سياسيّ للصّراعات، فضلاً عن الإفشال المتعمّد لأيّة مبادرات طيّبة، والحؤول دون أن تقوم بدورها، مشيراً الى أنّهم يركّزون على جبهة عالميّة لمواجهة التطرّف، وهو ما دعا إليه الرّئيس الأمريكيّ من على منبر الأمم المتّحدة، من دون أن يطرحوا السّؤال على أنفسهم: ما أسباب التطرّف؟ ومَن المسؤول عن استيلاد هذا التطرّف وإنتاجه؟"
من جهة أخرى، أمل سماحته أن تخرج سوريا من دائرة الحسم والحسم المقابل، إلى الحوار المفتوح بين كلّ مكوّنات الشعب السوريّ، للخروج من هذا النّفق المظلم الّذي يُراد منه استنزاف قدرات سوريا وإمكاناتها، لافتاً الى أهميّة لقاء المعارضة الّذي حصل في دمشق. داعياً كلّ الدول المؤثّرة في الداخل السوري، أن تعمل جاهدة لتحقيق هذا الهدف، ومنع استمرار نزيف الدّم، بدلاً من إذكاء نار الحرب أو ترك الأمور تجري إلى حين نضوج الطّبخة الّتي تُعدّ لهذا البلد.
الشيخ حمود: مؤامرة أميركية على الإسلام
أما الشيخ ماهر حمود رأى انه لاشك ان المنطقة بشكل خاص، والعالم الإسلامي بشكل عام، يظهر أنه يختزن طاقة هائلة، طاقة إنسانية تغييرية هائلة، موضحاً انها الإسلام القادر على تحريك هذه الشعوب دفعة واحدة، عندما ما تنتهك حرمات الإسلام وعندما تتوفر الظروف المناسبة. مشيراً الى ردات الفعل على الفيلم المسيء للإسلام المعد في الولايات المتحدة الأميركية، مضيفاً "هذا ما يعملون على منعه إذا استطاعوا، خاصة وان اخطر ما يفكر به الغرب هو مصير إسرائيل فيما لو استكملت الصحوة الإسلامية".
الى ذلك، ذكّرالشيخ حمود الى بالخطة الاميركية تجاه الإسلام، لافتاً الى أن المهم عند الاميركيين هو إيجاد تيار إسلامي يرضى بالصلح مع "إسرائيل" والتنازل عن القدس واللاجئين وما إلى ذلك.
وأشار الشيخ حمود الى ان فشل المخططات الاميركية في المنطقة جعل البديل امامها اليوم هو الفوضى بكل ما تعني الكلمة من معنى، لافتاً الى "التفجيرات العبثية والقتل والتقاتل". مضيفاً "هل ينتبه الاسلاميون إلى الموقع الذي هم فيه وما يختزنون من طاقات هائلة وما يحيط بهم من مؤامرات، أم يدخلون في لعبة السلطة من أجل السلطة والحكم من أجل الحكم، كما وقع في ذلك غيرهم من الحركات؟". مؤكداً أن أهداف أميركا الرئيسية هي استهداف وحدة الأمة، فلسطين.
المفتي قبلان: القيادة عمياء، والسلطة مستأثرة فيما الشعب يشكو الفقر والهزال
من جهته، أكد المفتي الجعفري الممتاز سماحة الشيخ أحمد قبلان أن القائد الذي يخسر الأرض ولا يخسر الشعب يستطيع أن ينهض، في حين أن القائد الذي يخسر الشعب لا يمكن له أن ينتصر أبداً، مشيراً الى انه "ينبغي أن تبدأ انطلاقة أي قائد وأي قيادة تسعى أو تطمح لأن تنهض بشعبها وتنتصر لقضاياه، لأن تكامل القيادة والناس أمر ضروري وأساسي في عمليات الاستنهاض التنموية والتربوية والتثقيفية والاقتصادية أيضاً، بعيداً عن الخطابات الطنانة والوعود الفارغة والمخادعة".
وأكد المفتي قبلان أن ما نعانيه نحن بصورة خاصة وفي عالمنا العربي والإسلامي بصورة عامة هو هذا الجفاء بين القائد والناس أو بصورة أوضح هذا التباعد الذي يبلغ في بعض الحالات حد العداء، لافتاً الى اننا "نجد القائد في مكان والناس المفترض أن يكونوا سنداً ودعماً له في مكان آخر، لذا نرى هذه الفوضى في دولنا وعدم الاستقرار، نجد التخلف والفقر والبطالة، لأن القيادة المسؤولة غائبة عن هموم الناس ولا يهمها إن هم جاعوا أو شبعوا، كما لا يعنيها لا الأمن الاجتماعي ولا الاستقرار السياسي، وقد تكون الفوضى وعدم انتظام الأمور على النحو المعقول والمقبول من العوامل التي تخدم أهدافها وغاياتها".
الى ذلك، شدّد الشيخ قبلان أن النمطية من القيادات العربية والإسلامية هي التي أفرزت هذا الواقع الاستبدادي والتسلطي الذي نعيشه وتعيشه دولنا، موضحاً أن فكرة تداول السلطة لا تزال غير مقبولة في عالمنا العربي والإسلامي، "بل تواجه وتحارب بكل الوسائل، هذا لأننا نعيش تصحراً في الفكر ونضوباً في الثقافة".
في السياق، دعا المفتي قبلان الى وجود قيادة متبصرة ترى وتعمل وتحاسب، موضحاً "لأننا نريد دولة ومؤسسات وإدارات تطبق القوانين على الكبار قبل الصغار، نريد قيادات تكون في خدمة الناس لا تخادع ولا تراوغ ولا تستغل ولا تستبد ولا تستأثر ولا تفصّل القوانين على مقياس مصالحها ووفق الأطر التي تسمح لها بأن تبقى متسلطنة ومتسلطة ومستحكمة برقاب العباد"، متابعاً "نريد قيادة ليّنة الجانب تحفظ الجناح وتبسط الوجه وتواسي بين الناس في اللحظة والنظرة، نريد عدالة اجتماعية ونهضة تنموية وتربوية تخرجنا من هذا الكابوس المزعج والمخيف الذي يلف البلاد من أقصاها إلى أقصاها".