رمضانيات : الخطاب الديني المتسامح يعول عليه للمصالحة في كوت ديفوار
تنا
الزعماء المسلمون في كوت ديفوار يسعون إلى اغتنام شهر رمضان لتعزيز المصالحة الوطنية، ورأب الصدع السياسي في بأبيدجان .
شارک :
الزعماء المسلمون يسعون في كوت ديفوار، إلى اغتنام شهر رمضان هذا العام،باطلاق دعوة للمصالحة ،علّها تؤلّف بين القلوب وتمحي ما يمكن محوه من آلام ومآسي الماضي القريب. لتعزيز المصالحة الوطنية، ورأب الصدع السياسي في الدولة الواقعة غرب أفريقيا، التي تكافح للتعافي من الصراعات التي أودت بحياة 3000 شخص عام 2011.
فبالإضافة إلى الصلاة من أجل السلام والتسامح، يلقي الأئمة المسلمون دروسا حول الصفح والوحدة الوطنية، وفقا للمجلس الأعلى للأئمة (كوسيم)، وهو أبرز مؤسسة إسلامية في البلاد.
وفي هذا السياق، قال سيكو سيلا، المتحدث باسم “كوسيم”، وهو أيضا أحد الأئمة في أبيدجان، إنّ “صيام رمضان فترة من التسامح والمشاركة والحب، ولكن بالنظر إلى الوضع في بلدنا، نبث رسائل المصالحة الوطنية، التي تعتبر شرطا أساسيا لتحقيق السلام الدائم والتنمية”.
ومضى سيلا قائلا: “بغض النظر عما عاناه المسلمون خلال الأزمة، نحثّهم على الصفح، والتعايش جنبا إلى جنب مع الآخرين من الآن فصاعدا، وهذه هي الرسالة التي نريد أن يأخذها في الاعتبار من يشهدون هذا الشهر الفضيل ”.
ومن جانبه، أشار براهيما كوني، وهو أستاذ علم الاجتماع في ثاني أكبر جامعات كوت ديفوار في بواكيه، إلى الدور الصلحي الذي يمكن أن يلعبه رجال الدين.
وقال في ذات الإطار: “أعتقد أنّه يقع على عاتق الزعماء الدينيين دور كبير في عملية المصالحة ،وذلك لأن 5 من بين كل 6 في ساحل العاج يعتنقون المسيحية أو الإسلام”.
ومن جهته، يقول الإمام عبدالله كامارا، الذي قتل أبناؤه الخمسة في منزله بأبيدجان عام 2011 في ذروة الاضطرابات، إنه سامح الجناة و يستمر في الدعوة إلى السلام والمصالحة، ولا سيما خلال شهر رمضان.
حيث أضاف “دفعت عائلتي أغلى ثمن نتيجة هذا النزاع. ذبح أبنائي الخمسة أمام عيني في بيتي، ولكن اليوم، لا توجد كراهية أو رغبة للانتقام في قلبي”.
وتابع: “لقد غفرت لهم (قتلة أبنائه)، وأحث المسلمين الآخرين الذين فقدوا أفرادا من أسرهم أو ممتلكاتهم لكي يغفروا ويساهموا في عملية المصالحة خلال الشهر رمضان ”.
وهو ما يوافقه عليه ديارا اسحق، المتحدث باسم مجلس الأئمة السنيّين (كوديس)، وهي ثاني أبرز مؤسسة إسلامية في البلاد، حيث اعتبر من جهته أنّ “أهم شيء هو التّغيير الّذي من المتوقع أن يحدثه الشّهر الكريم على العديد من الأرواح بعد الصيام، وكيف أنه يؤثر إيجابا على علاقاتهم مع جيرانهم وغيرهم من الآن فصاعدا”.