يمثل جامع حمودي الواقع وسط جيبوتي العاصمة أحد أهم المعالم الإسلامية التاريخية في الجمهورية الأفريقية الواقعة على الشاطئ الغربي لباب المندب، وقد تم بناؤه في العام 1906 على يد الحاج حمودي، الذي اشتهر بالتجارة والمساهمة في المشاريع الوقفية.
شارک :
ويعد هذا الجامع وهو أقدم مساجد البلد قبلة للزوار وبخاصة الذين يأتون من البلدان العربية والإسلامية الراغبين في الوقوف على التاريخ الطويل لهذا المعلم البارز الذي يتمتع أيضا بمكانة سامية لدى الجيبوتيين.
وأخبر إمام وخطيب الجامع، الشيخ إلياس عمر: إن هذا المسجد الذي بنى في الحقبة الاستعمارية يلقى عناية كبيرة من الدولة باعتباره أحد أهم معالم الجمهورية والتي تقف شاهدة على إسلامية وعروبة جيبوتي.
ونوه عمر أن إدارة الأوقاف التابعة لوزارة الشئون الإسلامية والثقافة والأوقاف تتولى ترميم الجامع وصيانته بصورة دورية بهدف المحافظة على تماسكه وقوته.لافتا إلى أن أعمدة المسجد ونوافذه وكذلك المئذنة لا تزال تجسد تاريخه الممتد على 109 أعوام
ويمتاز جامع حمودي عن غيره من مساجد جيبوتي العاصمة التي يزيد عددها عن 150 مسجدا بالحلقات العلمية المختلفة كالتفسير والفقه والحديث إلى جانب العلوم العربية، والتي تقام فيه عقب الصلوات المفروضة.
وفي هذا الخصوص يقول الإعلامي طارق المريري إن لهذا الجامع الذي يمثل تحفة معمارية فريدة بصمات جلية فيما يتعلق بنشر العلوم الإسلامية والثقافة العربية في جيبوتي.
ويحيط هذا المسجد العتيق العشرات من المكتبات الإسلامية التي تبيع المؤلفات والتسجيلات الإسلامية، بالإضافة إلى الكتب الفكرية والثقافية، والأزياء العربية المشهورة.
وبحكم وقوعه في وسط العاصمة والسوق المركزية ظل جامع حمودي على مدى أكثر من قرن مكتظا بالمصلين من الرجال في جميع الصلوات.
وفي شهر رمضان يزداد إقبال الجيبوتيين على هذا الجامع وبخاصة في صلاتي التراويح والقيام ، فيما يحرص أهل الخير على إقامة موائد الموائد الرمضانية طوال أيام الشهر الفضيل.
الجدير بالذكر أن هيئة الإذاعة والتلفزيون الجيبوتي تعتمد أذان جامع الحمودي للإعلان عن أوقات الصلوات الخمس.