بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج وذكرى المبعث النبوي الشريف أقامت المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق ندونة فكرية بعنوان ( دور الأديان في السلم العالمي)
شارک :
وكال أنباء التقريب (تنا )
بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج وذكرى المبعث النبوي الشريف أقامت المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق ندوة فكرية بعنوان ( دور الأديان في السلم العالمي) ذالك على قاعة الإمام الخميني (رض) في مبنى المستشارية مساء السبت ١٠\٧\٢٠١٠ بحضور لفيف من السيدات والسادة المهتمين ،حاضر فيها كل من الأستاذ الباحث سعادة اليازجي (من سوريا) عضو لجنة العمل الإسلامي - المسيحي وكذلك عضو لجنة الحوار المسيحي - الإسلامي التابع لبطريركية الروم الكاثوليك في دمشق ، والأستاذ الكاتب محمود حيدر (من لبنان ) رئيس مركز دلتا للأبحاث المعمقة ورئيس تحرير فصلية (مدارات غربية ) التي تصدر في بيروت ، بدأ الأستاذ سعادة اليازجي كلمته بتقديم التهاني بالإسراء والمعراج والمبعث النبوي الشريف ، كما قدم التعازي برحيل المرجع الراحل آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله ذاكراً سجاياه الحميدة وخصائصه التي ينفرد بها خاصة فيما يتعلق بالحوار الإسلامي - المسيحي وجهوده في توحيد كلمة الأمة ومقاومته للاستكبار والصهيونية ، ثم ركز في محاضرته على دور الدين في بناء الإنسان ونشر المحبة بين أتباع الديانات المختلفة مشدداً على النظرة الإيجابية للآخر ، والتأكيد على الحوار وتوسعته مهما اتختلفت الآراء ، كما دعا إلى عملية اصلاح المجتمع وخاصة الفاسد من أفراده بالنصح والحوار وزيادة العناية به ورعايته لإنقاذه من فساده ، كما بين فوائد التكافل الاجتماعي ومساعدة الآخرين لما فيه من صلاح للمجتمع وأفراده وضرب مثلاً لذلك مشاريع الزواج الجماعية التي تتم بين حين وآخر ، وختم محاضرته بالتركيز على وحدة كلمة الأمة بمختلف أطيافها فبالوحدة يمكن التغلب على الصعوبات الداخلية و على الأعداء الخارجيين . أما محاضرة الأستاذ محمود حيدر الذي منعه ظرف خاص من الحضور فقد قرأها بالنيابة عنه الأستاذ علي مشكوري من المستشارية الثقافية وهي بعنوان :(نحو أممية دينية أساسها التعرف والأخلاق) قال فيها إن ثمة دوراً ما للأديان في هذا الفضاء الواسع مبيناً أن رسالات الأديان هي خطة السماء الهادية إلى صراط الحق ، ومنها تسري منظومات القيم في الاجتماع البشري سرياناً لا يعرف التوقف وبهذا الاعتبار ظهرت لديها اعتقادات كالتوحيد بدل الشرك ، والعدل بدل الظلم ، والإيمان بدل الإلحاد ، والهدى مقابل الضلال ، والصراط المستقيم بدل الكفر ، والخير والسلام العام مقابل الحروب والفساد في الأرض . وشرح دور الدين في حفظ العالم من الفساد وقال إن للدين أركاناً في هذا المجال أولاً ركن العدل وهو الأهم في الإسلام ، ثانياً مكافحة الظلم ، ثالثاً مقارعة الإستبداد والاستعمار ونصرة الضعفاء ، رابعاً الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومبدأ التعاون الاجتماعي (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) المائدة:٢، كذلك الوفاء بالعهود وتأليف القلوب ، ومبدأ الشورى وسوى ذلك من الأركان الفرعية ، هذه الأركان تؤلف على الجملة إطاراً مشتركاً لسائر الأديان ولا سيما منها أديان الوحي ، وتبعاً لهذا الاشتراك الذي هو في جوهره معنوي وأخلاقي وإيماني يتشكل الأساس الذي قد يفضي إلى استراتيجية معرفية عليا لأطروحة السلام العالمي. كما تحدث عن أهمية حوار الأديان وكيفية تحصينه من التداعيات السياسية والإديولوجية ، ودور هذا الحوار في تعزيز السلم العالمي وذلك من خلال فهم الآخر وتوضيح المفاهيم والقيم التي نؤمن بها ، وبين مساوئ القطيعة مع الآخرين وقال إن مبدأ الحوار في الإسلام هو من المقاصد العليا للشريعة وفي القرآن الكريم من الآيات البينات ما يدل ويرسخ هذه الحقيقة (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ، ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً، ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله ، فإن تولوا فقولوا أشهد بأنا مسلمون ) كما ذكر التطور الإيجابي في تاريخ لاهوت الحوار المسيحي وذلك بالإشارة إلى أن المجمع الفاتيكاني الثاني المنعقد بين أوائل ومنتصف الستينات من القرن العشرين شكل نقطة تحول تاريخي في علاقة الكنيسة الكاثوليكية بالمسلمين وحسب بعض وثائق المجمع :(( تنظر الكنيسة بتقدير إلى المسلمين الذين يعبدون الله الواحد ، الحي القيوم ، الرحمن القدير الذي خلق السماء والأرض ، وكلم الناس إنهم يسعون بكل نفوسهم إلى التسليم بأحكام الله .... وأنهم على كونهم لا يعترفون بالمسيح إلهاً ، فإنهم يكرمونه نبياً ، ويكرمون أمه العذراء مريم ، مبتهلين إليها أحياناً بإيمان ..... ))هناك إذن بين المسيحيين والمسلمين أمور كثيرة مشتركة على صعيدي الإيمان والأخلاق . يضاف إليها دعوة الوثيقة المذكورة المسيحيين والمسلمين إلى أن ينسوا المنازعات والعداوات القديمة ويقدموا نحو التفاهم والتعاون على عمل الخير ونشر القيم الروحية و الأخلاقية . وفي الختام فتح باب الحوار فشارك مجموعة من الحضور ببعض الأسئلة والمداخلات التي أثرت الندوة .