يوم رفع العقوبات الدولية المفروضة عن إيران، هو يوم شؤم على إسرائيل، وعلى رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو تحديداً، سياسياً واستراتيجياً وداخلياً...
شارک :
بحسابات الخاسر الأكبر، تتعامل إسرائيل مع رفع العقوبات عن إيران.. في السياسة، تجد إسرائيل، أن كل الجهود التي بذلتها لفرض العزلة السياسية على إيران، ونزع المشروعية الدولية عنها، ذهبت أدراج الرياح، مع أول قطرة من حبر الاتفاق النووي الذي وُقع بين إيران والدول الست الكبرى. وساد انطباع في إسرائيل أن مفعول مساعي إسرائيل لمحاصرة إيران دولياً جاء عكسياً .
استراتيجياً.. لم تُخف إسرائيل يوماً على لسان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزرائه، أن أهداف حربها السياسية والاعلامية، وحتى الأمنية، على إيران، لا تقف عند جدار مشروعها النووي فقط، إنما تشمل التصدي لإستراتيجية إيران المعلنة ضد إسرائيل، والحيلولة دون تعزيز قوة وقدرة محور المقاومة.. أهداف يرون في إسرائيل أنها باتت صعبة المنال بعد رفع العقوبات.
داخلياً، كان التصدي لمشروع إيران النووي نجم الحملات الانتخابية الثلاث المتتالية، التي خاضها نتنياهو وفاز فيها، وكانت العقوبات المفروضة على إيران، درّة التاج في تلك الحملات. فنتنياهو الذي لم يفوّت مناسبة للإشادة بفرض العقوبات على إيران، والادعاء بأنه صاحب الفضل الأول في هذا الانجاز، سيجد نفسه الآن أمام إيران قوة إقليمية، مُعترف بها دولياً، مع قدرات نووية، ومن دون عقوبات اقتصادية. مع رفع العقوبات عن إيران، تكون إسرائيل خسرت إحدى أكبر وأهم المعارك السياسية والديبلوماسية والاستراتيجية، التي خاضتها في العقد الأخير، ويكون رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، فقد واحدة من أهم أوراقه الداخلية.
وفي أول رد لنتنياهو على رفع العقوبات عن ايران قال إن "اسرائيل ستواصل متابعة تطبيق الاتفاق النووي"، مضيفاً إنها "ستحذر من أي خرق له". ورأى نتنياهو أن "إيران حتى بعد توقيعها على الاتفاق النووي، لن تتخلى عن تطلعها لامتلاك الأسلحة النووية"، مشيراً إلى أنها "تواصل العمل على زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط وعلى ممارسة الإرهاب في كل أنحاء العالم انتهاكاً لتعهداتها الدولية"، على حدّ تعبيره.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه "يتعين على الدول العظمى وعلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تواصل المتابعة عن كثب لكل الأنشطة التي تقوم بها إيران في منشآتها النووية، وفي مواقع أخرى، بغية التأكد من أنها لا تواصل تطوير الأسلحة النووية سراً"، مؤكداً أن "اسرائيل ستواصل متابعة الأنشطة السلبية التي تقوم بها إيران، وستحذر منها، وستقوم بكل ما يلزم من أجل الحفاظ على أمنها والدفاع عن نفسها"، وفق قوله.
و في هذه الاثناء حذر مندوب اسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون من أن "طهران تواصل السعي إلى الحصول على قنبلة نووية"، مؤكداً أن "رفع العقوبات يشجع الارهاب الذي تموله ايران في مختلف أنحاء العالم".
و في السياق نفسه ردّت رئيسة حزب ميرتس عضو الكنيست زهافا غلؤون ،على تصريحات نتنياهو بشأن رفع العقوبات الاقتصادية عن ايران، فاعتبرت أن "نتنياهو لم يتعلم العبر من محاولته الساقطة منع ابرام الاتفاق مع ايران"، مضيفة أنه "يواصل سياسة ضرب الرأس بالحائط وزرع اليأس". وأشارت إلى أن "التهديد والتخويف الذي يقوم به نتنياهو يخدم احتياجاته السياسية الخاصة لا الاحتياجات الأمنية للدولة ".
أما عضو الكنيست عن المعسكر الصهيوني ايال بن رؤبينقال قال "يجب على دولة اسرائيل وقف البكاء على الاتفاق السيء". ورأى أن "الاتفاق مع ايران انطلق ومنع حتى الآن عملية عسكرية نتائجها العملية هي على ما يبدو أقل مما انجز حتى الآن"، مضيفاً "علينا العمل على إقامة تحالف إقليمي مع الدول المهددة نتيجة الطموحات الايرانية بالتوسع العميق ودعمها للتطرف الديني في المنطقة".
عضو الكنيست عن الحزب الصهيوني كسنيه سبتلوفه قال في تصريح لصحيفة معاريف "هنا في القدس رئيس الحكومة أو وزير الخارجية أو وزير التعاون الإقليمي أو على الأقل وزير الاتصالات يملؤون أفواههم بالماء بسبب فشلهم الذريع". وأضاف إن "العقوبات رفعت والجمهورية الإسلامية عادت وبقوة إلى أسواق النفط وخرجت من العزلة الدولية".